مخاوف دولية بعد اكتشاف 100 موقع لـ السلاح الكيماوي في سوريا

أعاد تعهد حكومة سوريا الجديدة بتدمير بقايا السلاح الكيماوي للنظام السابق الجدل حول حجم هذا البرنامج، ومدى خطورته في المرحلة الحالية.

وكشف تقرير أمريكي حديث، استند إلى تقييمات خبراء ومفتّشين، عن وجود نحو 100 موقع مرتبط بالأسلحة الكيمياوية داخل الأراضي السورية، في تقدير يفوق بكثير ما أُعلن عنه سابقًا من قبل النظام السابق.

إعلان

ووفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن هذه المواقع لا يمكن تحديدها بسهولة عبر الأقمار الصناعية، نظراً لتنوع استخدامها بين البحث والتطوير والتخزين، ما يجعلها تمثل تحديًا لوجستيًا وأمنيًا معقدًا.

مخاوف من وقوع السلاح الكيماوي بيد المسلحين في سوريا

يشير التقرير إلى أن عدداً من تلك المواقع لا يتمتع بحماية كافية، مما يثير مخاوف من إمكانية وصول جماعات مسلحة إليها، في ظل الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق.

وتكمن الخطورة في طبيعة المواد المخزنة، مثل غاز السارين، الذي يُعد من أشد عوامل الأعصاب فتكًا، ويُسبب الوفاة خلال دقائق عند استنشاقه، إضافة إلى غازي الكلور والخردل اللذين يتسببان في حروق شديدة للرئتين والجلد والعينين.

هذا الواقع يجعل من مسألة تأمين تلك المواقع أولوية قصوى، خاصة مع ازدياد القلق من احتمال تسرب هذه المواد إلى خارج سيطرة الدولة.

التزام سوري بتدمير السلاح الكيماوي

وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، كان قد أعلن في خطاب ألقاه الشهر الماضي أمام منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهاي، أن الحكومة الانتقالية ستتعاون مع المنظمة وستعمل على تدمير كل ما تبقى من البرنامج الكيمياوي الذي أنشئ في عهد بشار الأسد، مشدداً على التزام سوريا بالقانون الدولي وقرارات المنظمة.

وفي خطوة وُصفت بأنها “إيجابية لكن حذرة”، سمحت الحكومة لفريق من المنظمة بدخول البلاد خلال الأشهر الماضية، من أجل تقييم الوضع ميدانياً وتوثيق المواقع المشتبه بارتباطها بالبرنامج الكيمياوي.

سوريا والسلاح الكيماوي

انضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في عام 2013، بعد ضغوط دولية مكثفة أعقبت هجوماً كيمياوياً دامياً في الغوطة الشرقية أوقع أكثر من ألف قتيل.

وعلى إثر ذلك، أعلنت دمشق حينها أنها سلّمت كامل مخزونها من الأسلحة الكيمياوية لتدميره تحت إشراف دولي.

إلا أن تحقيقات لاحقة أجرتها المنظمة، كشفت وجود تناقضات في البيانات المقدمة من الحكومة السورية آنذاك، وأشارت إلى احتمال وجود مخزون غير مُعلن.

كما أكدت المنظمة استخدام الأسلحة الكيمياوية أو احتمال استخدامها في ما لا يقل عن عشرين حادثة خلال سنوات النزاع.

اختبار للحكومة الجديدة

بحسب تقارير، يُمثل ملف الأسلحة الكيمياوية اختباراً جوهرياً للحكومة السورية الجديدة، ليس فقط على مستوى الالتزام الدولي، بل أيضاً في قدرتها على ضبط هذا الملف الحساس الذي ورثته عن النظام السابق.

ويرى مراقبون أن مدى نجاح الحكومة في التعاطي مع هذا الملف سيشكّل مؤشراً حقيقياً على نواياها تجاه الشفافية والتعاون الدولي، فضلاً عن كونه خطوة محورية في سبيل طي صفحة الماضي والانتقال إلى مرحلة أكثر استقراراً.

اقرأ أيضًا: تسمح بتجنيد النساء.. ماذا تعرف عن قوات الأسايش في سوريا؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى