لتشغيل ألعاب الفيديو.. إيلون ماسك يضع تليفزيونًا في مكتبه بالبيت الأبيض

وجد إيلون ماسك، المعروف بقيادته للعديد من الشركات، وقتًا لممارسة ألعاب الفيديو بالبيت الأبيض، فقام بوضع تليفزيون في مكتبه لممارسة هوايته.
وفقا لتقرير صنداي تايمز، قام ماسك، الذي يشغل أيضًا منصب كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب، بتركيب جهاز تلفزيون ضخم في مكتبه في البيت الأبيض بمبنى أيزنهاور، مما أتاح مساحةً لاستراحات الألعاب، بينما يُشرف على وزارة كفاءة الحكومة (Doge)، المُكلفة بتطبيق تخفيضات كبيرة في الإنفاق الفيدرالي.
ألعاب الفيديو بالبيت الأبيض: إعادة هيكلة الحكومة
أدى دور ماسك في إدارة ترامب إلى تسليط الضوء عليه لتأثيره على السياسة الأمريكية، وخاصةً فيما يتعلق بكفاءة الحكومة.
منذ بداية رئاسة ترامب، عمل ماسك وفريقه على تفكيك الوكالات الفيدرالية، وفصل آلاف الموظفين المدنيين، وتبسيط المهام الحكومية، كل ذلك في محاولة لتقليص حجم الحكومة الأمريكية.
أثار هذا النهج العدواني ردود فعل سياسية غاضبة، لا سيما وأن تحركات ماسك أدت إلى جدل حول الوصول إلى البيانات الشخصية وفقدان الوظائف.
ومع ذلك، ورغم طبيعة عمله عالية المخاطر، لا يزال ماسك يُخصص وقتًا لألعاب الفيديو، وهو اهتمامٌ كان يُبديه منذ صغره.
يبدو أن تركيب جهاز تليفزيون كبير في مكتبه يُمثل محاولة ماسك للموازنة بين دوره المُتطلب وهواياته الشخصية. وكشفت مصادر أن التلفزيون تم شراؤه مؤخرًا خصيصًا لمنح ماسك فرصة للاسترخاء والاستمتاع بجلسات اللعب خلال فترات الراحة.
اقرأ أيضا.. بعد اتصال مع بوتين.. ترامب: هناك فرصة جيدة جدًا لانتهاء الحرب في أوكرانيا
شغف ماسك بالألعاب: علني ومثير للجدل
يُعرف شغف ماسك بالألعاب، حيث ينشر قطب التكنولوجيا بانتظام أبرز لقطات لعبه على منصة X، منصة التواصل الاجتماعي التي استحوذ عليها عام 2022.
كثيرًا ما شهد متابعوه البالغ عددهم 219 مليونًا على المنصة تفاعله مع مجتمع الألعاب العالمي، حيث يظهر اسمه في قوائم المتصدرين للعديد من الألعاب الشهيرة. ومع ذلك، فقد خضع ادعاءه بأنه لاعب من الطراز العالمي للتدقيق مؤخرًا.
في يناير 2025، بثّ ماسك جلسةً من لعبة Path of Exile 2، وهي لعبة تقمص أدوار أكشن، متفاخرًا باللعب على أعلى مستوى صعوبة. وقال للمشاهدين، متحمسًا لإثبات براعته في اللعب: “هذه أقصى صعوبة في وضع Hardcore”.
مع ذلك، سارع بعض رواد مجتمع الألعاب إلى الإشارة إلى أنه على الرغم من الصعوبة العالية، إلا أن أسلوب لعب ماسك بدا دون المستوى، مما أثار تساؤلات حول مهاراته الفعلية.
ازداد الجدل عندما لاحظ اللاعبون أن حساب ماسك على Path of Exile كان نشطًا في أوقات لم يكن من الممكن أن يلعب فيها. بدا أن الحساب استمر في التقدم في اللعبة حتى عندما كان ماسك منخرطًا علنًا في مهام رسمية، بما في ذلك الوقوف خلف ترامب في حفل التنصيب.
أدى ذلك إلى اتهامات بأن ماسك إما دفع مقابل ترقية حسابه أو وظّف آخرين للعب نيابةً عنه، وهي ممارسة غير مستحبة في عالم الألعاب.
ردود الفعل العنيفة والتدقيق العام
أثارت مزاعم غش ماسك في ألعابه غضب الكثيرين في مجتمع الألعاب. ويجادل النقاد بأن تصرفات ماسك تقوض نزاهة ثقافة الألعاب، حيث يُقدّر العمل الجاد والمهارة تقديرًا كبيرًا.
نشر أحد اللاعبين صورةً مقسّمة الشاشة تُظهر ماسك مع ترامب في مبنى الكابيتول أثناء نشاط حسابه على “مسار المنفى”، متسائلًا: “كيف حالك في كهوف الكبريتيك الآن يا إيلون؟”. لاقى المنشور رواجًا سريعًا، حيث أعرب كثيرون عن إحباطهم مما اعتبروه نهج ماسك غير الصادق في الألعاب.
على الرغم من ردود الفعل العنيفة، لم يتأثر ماسك بالجدل، واستمر في اللعب ومشاركة تجاربه في الألعاب. وأصبحت قدرته على الموازنة بين حياته المهنية المرموقة وهوايته في الألعاب محط نقاش، مما لفت الانتباه إلى التقاطع بين ريادة الأعمال التكنولوجية والترفيه الشخصي.
تأثير ماسك ونظرة الرأي العام إليه
في حين أن الجدل حول ألعاب الفيديو يُعدّ قضية ثانوية نسبيًا مقارنةً بتأثير ماسك الأوسع على السياسة والأعمال الأمريكية، إلا أنه يُسلّط الضوء على التناقضات والتحديات التي يواجهها كشخصية عامة.
قيادة ماسك لشركتي تسلا وسبيس إكس وشركات أخرى، بالإضافة إلى مشاركته في إعادة صياغة السياسات الحكومية، تضعه في قلب نقاشات عديدة، سواءً في عالم التكنولوجيا أو خارجه.
إن قدرته على التوفيق بين هذه المسؤوليات واهتماماته الشخصية، مثل ألعاب الفيديو، تُضيف تعقيدًا إلى شخصيته العامة المثيرة للجدل أصلًا.
تجاوزت ردود الفعل السلبية المتزايدة ضد ماسك، وخاصةً من الجماعات اليسارية، حدود مشاريعه التجارية. فمع تزايد زخم الاحتجاجات ضد تصرفاته السياسية وتزايد شعبية مقاطعة منتجات تسلا، أصبحت هوايات ماسك الشخصية، بما في ذلك عاداته في الألعاب، موضع تدقيق متزايد.
رغم أن أنشطته في الألعاب تبدو بريئة، إلا أنها أصبحت الآن جزءًا من الرواية الأوسع نطاقًا المحيطة بنفوذه السياسي وتزايد تشكك الجمهور في دوره في تشكيل السياسة الأمريكية.