لتناسب بيئتها القاسية.. تدشين ثلاثة أصناف جديدة من القمح في السعودية

في خطوة هامة نحو تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، دشن ثلاثة أصناف جديدة من القمح في السعودية، تم اعتمادها من اللجنة الوطنية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.

وقد تم ذلك في إطار زيارة وزير البيئة والمياه والزراعة، عبد الرحمن الفضلي، لمركز البذور والتقاوي جنوب الرياض.

تأتي هذه الأصناف كجزء من استراتيجية السعودية لتعزيز إنتاجها الزراعي المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يسهم في تحقيق الاستدامة الغذائية للمستقبل.

اقرأ أيضًا: سعر الدولار في السعودية اليوم الإثنين 17 فبراير 2025

تعزيز الإنتاج المحلي من القمح في السعودية

وتتضمن الأصناف الثلاثة التي تم تدشينها صنفين من قمح الخبز “القمح الطري” وصنفًا من قمح المكرونة “القمح القاسي”، والمعروف باسم قمح “الديورم”.

وأوضح مسؤولو الوزارة أن هذه الأصناف تم تطويرها لتكون متناسبة مع الظروف البيئية في السعودية، مما يزيد من قدرتها على التكيف مع التحديات المناخية المحلية مثل ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه.

كما أشاروا إلى أن هذه الأصناف تمتاز بالجودة العالية، التي تتيح لها التنافس مع الأصناف التجارية المستوردة والمحلية الأخرى في الأسواق المحلية، مما يعزز دورها في تلبية الطلب المتزايد على القمح.

أصناف القمح القمح في السعودية

صنف “معية” (القمح الطري)

يتميز صنف “معية” بأنه يمتاز بقصر ساقه وارتفاع تفريعه، مما يجعله قادرًا على تحمل الظروف البيئية الصعبة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع هذا الصنف بطول السنبلة وتوسط السفا، مما يساهم في زيادة الإنتاجية.
كما يتميز بلون حبوبه الأبيض، ويقدر متوسط إنتاجه بنحو 8 أطنان للهكتار، مما يجعله من الأصناف المثالية للإنتاج المحلي.

أما بالنسبة للمحتوى البروتيني، فإن نسبة البروتين فيه تصل إلى 13.35%، بينما يقدر وزن الألف حبة بـ 43 جرامًا.

صنف “عسير 1” (القمح الطري)

يمتاز صنف “عسير 1” بمتوسط التزهير، ومتوسط الساق، مع تفريع عالٍ وسفا متوسط، مما يجعله مناسبًا للزراعة في بيئات متنوعة داخل السعودية.

ولون حبوبه الأبيض يعد من السمات المميزة لهذا الصنف، وبالنسبة لإنتاجيته، فإن متوسط إنتاجه يبلغ 7.5 أطنان للهكتار، كما أن نسبة البروتين فيه مرتفعة وتصل إلى 14.6%.

وبينما يتراوح متوسط وزن الألف حبة من هذا الصنف بين 43 و45 جرامًا، مما يعكس جودته العالية.

القمح
القمح- صورة ارشيفية

صنف “عسير 101” (القمح القاسي)

يعتبر صنف “عسير 101” من الأصناف القاسية التي تتمتع بخصائص مميزة تتناسب مع بيئة السعودية.

ويتميز هذا الصنف بمتوسط التزهير والسفا، مع ساق قصيرة وسنبلة صغيرة مقارنة بالأصناف الأخرى، مما يجعل نموه أكثر تحملاً للتحديات المناخية، يساهم تفريعه العالي في زيادة الإنتاجية.

وتظهر بذوره بلون بني فاتح جدًا عند اختبار الفينول، ومتوسط إنتاجه يصل إلى 7.5 أطنان للهكتار، مع نسبة بروتين تبلغ 15.42%، فيما يقدر وزن الألف حبة بـ 48 جرامًا.

أهمية القمح في الاقتصاد السعودي

تعتبر الحبوب وعلى رأسها القمح من أهم السلع الاستراتيجية في السعودية، خاصة في ظل زيادة الطلب المستمر على هذه المنتجات في الأسواق المحلية والعالمية.

وتسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى تعزيز الإنتاج المحلي من القمح من خلال استراتيجيات مبتكرة تشمل تحسين الأصناف الزراعية وتعزيز تقنيات الري والممارسات الزراعية المستدامة.

كما يشكل القمح جزءًا كبيرًا من الاستهلاك الغذائي المحلي، حيث يتم استخدامه في إنتاج الخبز والمعكرونة والعديد من المنتجات الأخرى، مما يجعل تلبية احتياجات السوق المحلي أمرًا حيويًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

خطط مستقبلية

وتسعى الوزارة إلى مواصلة تطوير الأصناف الزراعية بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية في مجال الزراعة.

ومن خلال تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية وزيادة قدرة السعودية على تلبية احتياجاتها الغذائية، تأمل الوزارة أن تساهم هذه المبادرات في توفير المزيد من فرص العمل في قطاع الزراعة.

كما تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية السعودية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب في السعودية اليوم الإثنين 17 فبراير 2025

وفي هذا السياق، تعمل الوزارة السعودية على تكثيف جهودها في مجالات البحث والتطوير الزراعي، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمزارعين السعوديين، وذلك من خلال توفير التقاوي عالية الجودة، وتقديم التدريب والإرشادات الزراعية التي تساهم في تحسين إنتاجية المحاصيل.

وتدشين هذه الأصناف الجديدة من القمح يعد خطوة هامة نحو تحقيق أهداف السعودية في مجال الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

ومن خلال الاستثمار في تقنيات الزراعة الحديثة والأصناف المحلية، تسعى السعودية إلى بناء منظومة غذائية مستدامة تضمن تلبية احتياجات الأجيال القادمة.

وتشكل هذه المبادرة جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الإنتاج الزراعي وتعزيز قدرة السعودية على تحقيق الاستقلال الغذائي على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى