لكبح النفوذ الإثيوبي .. مصر وإريتريا تبحثان إبرام إتفاقية عسكرية مشتركة

تبحث مصر وإريتريا إمكانية إبرام اتفاقية تعاون عسكري وتبادل معلومات استخباراتية في سعيهما إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بالفعل، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة “ذا ناشيونال“.

وقالت صحفية ذا ناشيونال إن مثل هذا الاتفاق سيتضمن أيضًا تحديد الخطوات الثنائية لحماية الملاحة في البحر الأحمر، والتي تضررت بشدة بسبب الهجمات التي شنها جماعة الحوثي في اليمن تضامناً مع الفلسطينيين خلال حرب إسرائيل التي استمرت 11 شهرًا في غزة.

وتناقش مصر أيضًا مع إريتريا وساطة محتملة من جانب القاهرة لإنهاء العداء المستمر منذ عقود بين أسمرة والمتمردين العرقيين في إقليم التيغراي في إثيوبيا، حيث تشكل جبهة تحرير شعب تيغراي التهديد الأكثر قوة لحكم رئيس الوزراء آبي أحمد.

زيارة مفاجئة لرئيس المخابرات ووزير الخارجية المصري

وتأتي المناقشات بين مصر وإريتريا وسط زيارة مفاجئة إلى أسمرة الأسبوع الماضي قام بها رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي. وقد التقى الرجلان بالزعيم الإريتري أسياس أفورقي.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، الأسبوع الماضي، إن الوزيرين سلما الزعيم الإريتري رسالة من الرئيس السيسي حول “تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات”.

وأضافت أنهما استمعا إلى وجهة نظر الرئيس أفورقي بشأن التطورات في البحر الأحمر بشأن أهمية إيجاد الظروف المناسبة لاستعادة حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية عبر باب المندب”.

وأضافت أن المصريين استمعوا أيضا إلى وجهة نظر الزعيم الإريتري بشأن التطورات في منطقة القرن الأفريقي والتحديات التي تواجهها تلك المنطقة وسبل تعزيز الأمن والاستقرار هناك.

وتمثل مصر وإريتريا معًا آلاف الكيلومترات من ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك الشواطئ المصرية لخليجي السويس والعقبة، فضلاً عن 355 جزيرة تحت السيادة الإريترية. في حين تطل مصر على المناطق الشمالية للبحر الأحمر، بما في ذلك قناة السويس التي ترتبط بالبحر الأبيض المتوسط، تقع إريتريا بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي.

وقد أقام البلدان علاقات وثيقة في السنوات العشر منذ تولى السيسي مقاليد الحكم، حيث التقى الرئيس الإريتري أفورقي بالرئيس المصري عدة مرات في السنوات الأخيرة. وكان آخر لقاء لهما في القاهرة في فبراير الماضي، بعد ثلاثة أشهر فقط من اجتماعهما السابق في الرياض، المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً.. مصر تحذر مواطنيها من السفر إلى إقليم أرض الصومال

مصر تسعى لكبح نفوذ إثيوبيا من خلال إريتريا

وقال أحد المصادر لصحفية “ذا ناشيونال”: “الهدف الأساسي لمصر في المنطقة هو كبح النفوذ الإثيوبي في منطقة القرن الأفريقي والضغط على حكومة آبي أحمد. وتعزيز التعاون مع إريتريا تمثل خطوة كبيرة في هذا الاتجاه”.

وتشير الصحيفة أن اتفاقية التعاون العسكري مع إريتريا ستكون الأحدث من نوعها بين القاهرة ودول في منطقة القرن الأفريقي أو شرق أفريقيا أو حوض النيل، وتشمل هذه الدول جيبوتي وكينيا وأوغندا والسودان والصومال.

وتقول الصحيفة أنه لطالما رجح المحللون أن هذه الاتفاقيات تهدف في المقام الأول إلى الضغط على حكومة أديس أبابا لإظهار المرونة مع مصر بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي.

وحصلت إريتريا على استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993 بعد حرب أهلية استمرت عقودًا من الزمان. وخاض البلدان حربًا مدمرة بسبب نزاع حدودي بين عامي 1998 و2000؛ ورغم أنهما عقدا السلام منذ ذلك الحين وقاتلا معًا ضد المتمردين في إقليم التيغراي في إثيوبيا في الفترة من 2020 إلى 2022، إلا أنهما لا يزالان في تنافس وعداء.

زر الذهاب إلى الأعلى