لمواجهة الصين وباكستان.. الهند تنهي تطوير صاروخ “K-5” النووي البحري بمدى 6000 كم

أعلنت منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) الانتهاء من تطوير صاروخ “K-5” البالستي النووي الذي يُطلق من الغواصات، بمدى عملياتي يتراوح بين 5000 و6000 كيلومتر، ما يُمثل قفزة كبيرة في قدرات الردع الاستراتيجي للهند.
جاء هذا الإعلان خلال مراسم تدشين مركز “كيرالا سبيس بارك” (KSPACE) للأبحاث الفضائية والدفاعية في مدينة تريفاندرم، حيث كشف خبير سابق في شركة “براهموس” الفضائية أن صاروخ “K-4” بمدى 3500 كيلومتر دخل فعليًا الخدمة على متن غواصات “أريهانت” النووية.
الهند تُنهي تطوير صاروخ “K-5” النووي البحري العابر للقارات
بدأت الهند تطوير صاروخ K-5 عام 2015 ضمن البرنامج السري “K-Series” المخصص لغواصات الهند النووية.
ويتميز الصاروخ الجديد بأنه ثلاثي المراحل، يعمل بالوقود الصلب، ويزن قرابة 20 طنًا، مع قدرة على حمل رؤوس نووية تصل إلى طنين، ويُقارن من حيث المدى بصاروخ “أجني-5” البري.
ويمتلك K-5 تقنيات متطورة للتشويش على الرادارات، ونظام MIRV القادر على استهداف عدة مواقع في آنٍ واحد، ما يُزيد من فرص اختراق الدفاعات المعادية، خاصة تلك المحصّنة.
وتُشير تقارير هندية إلى اختباره سابقًا من منصة مغمورة قرب سواحل “فيشاكاباتنام” لتجربة الأنظمة الجديدة قبل إطلاقه الكامل.
التكامل مع غواصات أريهانت: صاروخ لكل هدف
تم تصميم K-5 خصيصًا للدمج مع غواصات الهند النووية الأكبر حجمًا من طراز S4 وS4+ ضمن فئة “أريهانت”، والتي يبلغ وزنها أكثر من 7000 طن، ومزودة بـ8 أنابيب إطلاق صواريخ.
وتستطيع هذه الغواصات حمل 8 صواريخ K-4 أو K-5، أو حتى 24 صاروخًا قصير المدى من طراز K-15 “ساغاريكا”.
ومنذ دخول غواصة INS Arihant الخدمة عام 2016، تبعتها غواصة Arighaat في 2024، بينما تخضع غواصتا S4 وS4+ للاختبارات النهائية تمهيدًا لتسليمهما في 2025.
كما جرت الموافقة على بناء غواصة خامسة ضمن نفس السلسلة.
دفاعات نووية متطورة من دون كشف
أظهرت DRDO علنًا أجزاءً من منظومة K-5، منها حاوية الإطلاق والغطاء الأمامي ومنظومة الدفع البارد، التي تسمح بإخراج الصاروخ من الغواصة دون ضوضاء حرارية أو صوتية تُعرّضها للكشف.
يبلغ طول الصاروخ حوالي 12 مترًا، وقطره 2.45 متر، ويُشبه في تصميمه صاروخ R-39 الروسي، ومهيّأ للعمل من أعماق خليج البنغال، في مناطق يصعب تتبعها.
الهند تتبنى الردع البحري الدائم .. حماية من الضربة الأولى
يُشكّل الصاروخ K-5 جزءًا من استراتيجية الهند لتأسيس قدرة “ضربة ثانية” مضمونة، ما يعني قدرتها على الرد النووي حتى في حال تدمير منصاتها البرية.
وتُعد الغواصات النووية الأكثر أمانًا ضمن ثلاثية الردع الهندية (البر، الجو، البحر)، إذ تبقى مغمورة وغير مرصودة لفترات طويلة.
وتعمل الهند حاليًا على تطوير صاروخ K-6 الأطول مدى، المخصص للغواصات القادمة من طراز S5، والتي ستتجاوز إزاحتها 13,000 طن، وتُجهز بـ12 أنبوبًا لإطلاق الصواريخ النووية.
مشروع غواصات هندية عملاق بتكلفة 900 مليار روبية
يتبع برنامج غواصات SSBN النووية لمشروع “السفينة التكنولوجية المتقدمة” (ATV) بميزانية تُقدر بـ900 مليار روبية، بدعم من جهات متعددة أبرزها منظمة BARC، والقوات البحرية، وشركات مثل “لارسن آند توبرو” و”تاتا باور” و”والشاندناغار”.
إلى جانب SSBNs، تعمل الهند على إنشاء أسطول من 6 غواصات هجومية نووية (SSNs) أسرع وأكثر قدرة على المناورة، ومزودة بصواريخ كروز وطوربيدات. كما تُنشئ الهند قواعد بحرية استراتيجية مثل قاعدة “INS Varsha” شرق البلاد، المصممة لاستضافة هذا الأسطول.
سباق التسلّح يتصاعد في المحيط الهندي
يتزامن إعلان الانتهاء من K-5 مع تزايد النشاط البحري الصيني في المحيط الهندي، وتحديث باكستان لأسطولها البحري عبر شراء غواصات هجومية من طراز Type 039B صينية الصنع.
وتُعد هذه التطورات حافزًا للهند لتسريع بناء قوتها النووية البحرية لضمان جاهزيتها في حال اندلاع أي صراع.
تطوير “K-6” الجديد بمدى 8 آلاف كم
كما أكّد المسؤولون أن العمل جارٍ على تطوير صاروخ “K-6” الجديد، الذي سيحمل رأسًا نوويًا متعدد الأهداف (MIRV)، ويبلغ مداه 8000 كيلومتر بسرعة تصل إلى ماخ 7.5، ما يُعزز قدرة الهند على توجيه ضربات بعيدة من مواقع آمنة تحت سطح البحر.
صواريخ K-5 .. قوة صامتة تضرب من الأعماق
يشكّل صاروخ K-5، إلى جانب K-6 المنتظر، علامة فارقة في طموح الهند النووي البحري، ويمنحها قدرة الردع العابر للقارات من عمق مياهها الإقليمية، دون الحاجة إلى التقدّم نحو مناطق نزاع.
بما يُعزز مبدأ “الردع الدائم والمستقر” ضد خصومها في المنطقة، وعلى رأسهم الصين وباكستان.
اقرأ أيضاً.. السعودية تحتفل بتخريج أول سرية وطنية متخصصة في تشغيل منظومة “ثاد” الدفاعية الأمريكية| شاهد