شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر للنسخة الثانية من مؤتمر الـحوار الإسلامي-الإسلامي

انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، الأربعاء، فعاليات مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي تحت شعار “أمة واحدة.. ومصير مشترك”، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والمفكرين والقيادات الإسلامية من مختلف أنحاء العالم.

شيخ الأزهر يدعو إلى وحدة المسلمين ونبذ الفرقة

وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، على ضرورة وضع خطة جادة وقابلة للتطبيق لتعزيز الوحدة والتفاهم بين مختلف مدارس الفكر الإسلامي، مشددًا على أهمية نبذ الفرقة والفتنة والنزاع العرقي والطائفي، والتركيز على نقاط التلاقي بين المسلمين.

ودعا شيخ الأزهر إلى التركيز على التعاون في المشتركات، والتوقف عن إثارة الخلافات، ووقف خطابات الكراهية التي تؤدي إلى مزيد من التفرقة. كما توجّه بالدعاء أن يوفق الله قادة العرب في القمتين العربيتين المرتقبتين في مصر والسعودية، وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفهم.

اقرأ أيضًا: تنازل عن راتبه وعُرف بمواقفه الصارمة.. مواقف في حياة شيخ الأزهر

مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي المقبل في الأزهر الشريف

وفي إطار استكمال مسيرة الحوار الإسلامي، أعلن شيخ الأزهر أن المحطة القادمة للمؤتمر ستُعقد في جمهورية مصر العربية بالأزهر الشريف، داعيًا الله أن يوفق الأمة الإسلامية لما فيه خيرها ووحدتها وتقدمها وازدهارها.

كما أعرب عن امتنانه لمملكة البحرين، ممثلة في الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على استضافتها لهذا المؤتمر، مشيدًا بدعمه للحوار الإسلامي وتعزيز الأخوة بين المسلمين.

القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات المؤتمر

وأشار شيخ الأزهر إلى أن وحدة الأمة الإسلامية ضرورة ملحّة، مستدلًا على ذلك بالتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الحديث عن مخططات تهجير سكان غزة، لكنه أشاد بـالموقف الموحد والمشرّف الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أنه يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي.

تأكيد على قيم السلام والتسامح

من جانبه، شدد معالي الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، على أن التحديات الراهنة تتطلب تعاونًا مشتركًا وتفاهمًا بناءً، مشيرًا إلى أن البحرين كانت ولا تزال مركزًا للتعددية الثقافية والسلام.

أما معالي الدكتور أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، فأكد على أن الوحدة والتفاهم أساس التعامل بين الشعوب، داعيًا إلى تعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة التسامح.

وفي السياق نفسه، أشار معالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى أن التحديات الحالية تستوجب العودة إلى القيم الإسلامية وتعزيز تماسك الأمة وتعاونها.

الحوار: أداة استراتيجية لتعزيز مكانة العالم الإسلامي

أكد المشاركون في المؤتمر أن الحوار هو أقوى وسيلة لحل الخلافات في العصر الحالي، مشيرين إلى أنه ضرورة استراتيجية لتعزيز مكانة العالم الإسلامي في القرن الحادي والعشرين.

وفي هذا الإطار، شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، في مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي، ومن المقرر أن يُلقي كلمة في جلسة العمل الأولى يوم الأربعاء، حيث سيركز على ضرورة الانتقال من خطاب التقارب إلى التفاهم حول المشتركات والتحديات، والسعي إلى إرساء آلية حوار دائم بين المسلمين.

أهداف مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي: وحدة الصف وتعزيز دور العلماء

يسعى مؤتمر إلى:

*جمع شمل الأمة بمكوناتها المتعددة.
*تأكيد مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين.
*تعزيز الحوار بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
*تمكين العلماء والمرجعيات الدينية من دور أكبر في رأب الصدع المذهبي.

ويأمل المشاركون أن يكون المؤتمر نقطة انطلاق نحو حوار إسلامي شامل ومستدام، يعزز الوحدة الإسلامية ويواجه التحديات الراهنة بروح التعاون والتفاهم.

زر الذهاب إلى الأعلى