مباحثات على جثة سوريا.. ماذا يدور بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان؟

في ظل التحولات المتسارعة على الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، تعقد تركيا وإسرائيل جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة في العاصمة الأذربيجانية باكو، برعاية من الحكومة الأذربيجانية التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الطرفين.
وبحسب تقارير تشكل هذه اللقاءات جزءًا من جهود إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية داخل سوريا، في غيابٍ شبه تام لصوت السوريين أنفسهم.
ماذا تريد إسرائيل من تركيا ؟
ووفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل تسعى خلال هذه المفاوضات لضمان عدم وجود أي قوة عسكرية تهدد حدودها من الجهة الشمالية.
كما تطالب بمنع إدخال أسلحة استراتيجية إلى سوريا قد تمسّ بأمنها القومي. في المقابل، تُبدي تل أبيب اعتراضاً واضحاً على خطط تركية تهدف إلى إنشاء قواعد عسكرية في العمق السوري.
أنقرة تطمح إلى التمدد وسط سوريا رغم معارضة إسرائيل
ونقلت وتقارير صحفية عن مصادر سياسية سورية أن تركيا، بعد تثبيت نفوذها في الشمال وتحديداً في حلب وإدلب ومناطق “درع الفرات”، تخطط للتوسع باتجاه وسط سوريا، مستفيدة من الانسحاب التدريجي للقوات الروسية والإيرانية عقب انهيار النظام السابق.
ووفق تلك المصادر، فإن السلطات السورية الجديدة لا تعارض هذا التمدد التركي، بل تُظهر دعماً ضمنياً له، ضمن تفاهمات يكتنفها الغموض.
لكن التحركات التركية لا تمر دون مقاومة، إذ تواجهها معارضة من قوى كردية محلية، كما أثارت قلقاً لدى إسرائيل، التي ردت خلال الأيام الماضية بسلسلة غارات جوية استهدفت مواقع يُعتقد أن أنقرة كانت تعتزم إنشاء قواعد عسكرية فيها.
تنسيق عسكري بين إسرائيل وتركيا
من جانبها، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبري أن الجيش الإسرائيلي عزز وجوده في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة مع سوريا، بالتزامن مع المحادثات الجارية مع تركيا في أذربيجان.
ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها جزء من تنسيق ميداني محتمل بين تركيا وإسرائيل لضمان تقاسم النفوذ داخل الأراضي السورية بطريقة لا تُعرض أمن إسرائيل للخطر.
مباحثات بين سوريا وإسرائيل
وعلى هامش هذه التحركات، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع من باريس، أن بلاده تخوض “مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف خفض التصعيد”، في ما اعتبره مراقبون دليلاً على تراجع القرار السوري إلى هامش الأحداث، وسط تصاعد التنسيق الإقليمي والدولي على أراضيها.
في المقابل، تشير تسريبات سابقة إلى أن أنقرة تسعى إلى ترسيخ وجودها العسكري في الشمال والشرق السوري، من خلال قواعد دائمة، وهو ما تعتبره إسرائيل تجاوزاً للخطوط الحمراء.
تركيا وإسرائيل ترسمان مستقبل سوريا
يبدو أن تركيا وإسرائيل تسعيان من خلال هذه اللقاءات إلى رسم ملامح جديدة لمستقبل سوريا، بعيداً عن اللاعبين التقليديين.
وفي ظل غياب أي تمثيل سوري فاعل. وبينما تتحدث أنقرة عن “أمنها القومي” وتوسيع نفوذها، تصر تل أبيب على ألا تكون هناك قوة تهدد حدودها أو الطائفة الدرزية جنوب دمشق، وسط تساؤلات حول الثمن الحقيقي الذي تدفعه سوريا في هذه المساومات الإقليمية.
اقرأ أيضا
أمريكي يدير القطاع.. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو بول بريمر العراق في غزة؟