مجاعة ودمار.. باحث فلسطيني لـ “خاص عن مصر”: مقومات مخطط التهجير تتحقق في غزة

حذر الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي من وجود مقومات لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتصعيد العمليات العسكرية، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار إغلاق المعابر ونقص الغذاء والدواء وغياب الوقود.
مجاعة وشيكة وانهيار شامل للبنية الإنسانية
وأوضح أبو عطيوي في تصريحات لـ “خاص عن مصر” أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة خلال أيام، نتيجة إغلاق المعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع السابع على التوالي، ما أدى إلى نفاد الطحين وغياب الخبز من الأسواق، إلى جانب شح المواد الغذائية الأساسية وانقطاع الوقود وغاز الطهي بشكل كامل.

وأشار إلى أن ما يحدث في غزة اليوم هو “نكبة مستمرة”، وأن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة “العقاب الجماعي” من خلال تقسيم القطاع فعليًا إلى خمس مناطق عازلة، واستهداف المدنيين في مناطق النزوح، ما ضاعف من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية.
تعثر مفاوضات صفقة التبادل
وفيما يتعلق بمسار المفاوضات، قال أبو عطيوي إن “جميع المبادرات التي قدمها الوسطاء، خاصة جمهورية مصر العربية، تصطدم برفض وتعنت من حكومة الاحتلال، التي تشترط تحقيق مكاسب أمنية وسياسية قبل أي اتفاق”.
وأضاف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين أن “المفاوضات الخاصة بصفقة التبادل تراوح مكانها، بسبب المواقف الإسرائيلية المتصلبة، ورفضها التام لأي بنود تتضمن وقفًا دائمًا للحرب على غزة، مقابل قبولها بهدن مؤقتة لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية والإنسانية”.
دعوة حماس للمرونة التكتيكية
وشدد المحلل الفلسطيني على أن حركة “حماس” مطالبة بإبداء قدر من المرونة التكتيكية في بعض القضايا، خاصة تلك التي يطرحها الوسطاء، لتمكين الجانب المصري من الضغط على إسرائيل، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في وقف الحرب.
وأوضح أن الحركة تسعى إلى الحصول على ضمانات دولية حقيقية، خصوصًا من الولايات المتحدة، تؤكد وقف الحرب نهائيًا، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الآن.
تحذيرات من مخططات التهجير
وتطرق أبو عطيوي إلى الحديث عن مخاطر التهجير القسري والطوعي، مشيرًا إلى أن بعض المقترحات الأمريكية، وعلى رأسها تلك التي طرحها الرئيس دونالد ترامب بشأن ترحيل سكان غزة، تندرج ضمن مخطط واضح لتفريغ القطاع وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلي أن واقع الدمار الإنساني والعمراني الذي لحق في كافة مناطق قطاع غزة ، قد يساهم لحد ما في مقترح التهجير القسرى أو حتى الطوعي ، نظرا لاستمرار الحرب وعدم وجود أدنى مقومات للصمود والعيش والبقاء ، وهو الأمر الذي تسعى له حكومة الاحتلال وتنفيذه من خلال تضييق الخناق أكثر وتشديد الحصار وإغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والصحية وانهيار كافة مقومات الحياة .
واعتبر أن حالة الدمار الكبيرة جدا التي يشهدها القطاع بسبب قصف الاحتلال للمباني السكانية والعمرانية، من الممكن أن تعمل على حدوث مخطط التهجير.
الدور المصري في دعم غزة
وأشاد أبو عطيوي بالدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، قائلاً إن “مصر تبذل جهودًا كبيرة ومستمرة على الصعيدين السياسي والإنساني، وتسعى إلى التوصل لوقف إطلاق النار عبر مفاوضات جدية ومنظمة مع الأطراف كافة”.
وأكد أن القاهرة “تُعد الحاضنة السياسية والإنسانية للقضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى القطاع، واستقبال الجرحى والمصابين في مستشفياتها، وإرسال الكوادر الطبية إلى غزة.
وختم المحلل السياسي الفلسطيني تصريحه بالدعوة إلى تحرك عربي وإقليمي ودولي عاجل للضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان، وبدء مشاريع الإعمار، وصيانة الحق الفلسطيني في الصمود والثبات على الأرض، ومواجهة جميع محاولات التهجير أو الإبعاد القسري.
اقرأ أيضا
3 اشتراطات أمريكية جديدة على سوريا مقابل تخفيف العقوبات.. ما علاقة الفلسطينيين؟