سياحةفن وثقافة

مخلوقات النيل..متحف بريطاني يستعرض دور الحيوانات في حياة المصريين القدماء 

غالبًا ما يرتبط اسم مصر القديمة بالأهرامات والمومياوات واللغة الهيروغليفية. ومع ذلك، بحسب تقرير لبي بي سي، يسعى معرض جديد في متحف فيكتوريا في ليفربول إلى التركيز على الجانب الأقل استكشافًا من حياة المصريين القدماء – حيواناتهم.

يهدف معرض “مخلوقات النيل” الذي أشرفت عليه الدكتورة جينا كريسينزو لايكوك إلى إظهار كيف كانت الحيوانات محورية في الحياة اليومية والثقافة والأيديولوجية في مصر القديمة والسودان.

يقدم المعرض رؤية منعشة وشاملة للحضارة القديمة، تمتد إلى ما هو أبعد من التركيز التقليدي على الموت والحياة الآخرة للاحتفال بالحياة بكل أشكالها.

تركيز المعرض: منظور أوسع لمصر القديمة

تؤكد الدكتورة كريسينزو لايكوك، القوة الدافعة وراء المعرض، على نية تقديم “جانب مختلف” لمصر القديمة. “يفكر الناس عادة في المومياوات، لكننا أردنا أن نبرز جانبًا مختلفًا”، تشرح، مؤكدة على أهمية الحيوانات في النظام البيئي والثقافة في منطقة النيل.

أقرا أيضا..  مصر الدولي للطيران..دخول جريء لعالم المعارض الجوية الدولية

يضم المعرض أكثر من 250 قطعة، بما في ذلك القطع الأثرية مثل الفخار المحفور بتصاميم حيوانية وأوراق من كتاب الموتى الذي يعود تاريخه إلى 3500 عام. ترسم هذه العناصر مجتمعة صورة حية لكيفية تشابك الحيوانات مع كل من الحياة اليومية والمعتقدات الروحية للمصريين القدماء.

الحيوانات كرموز للحياة والقوة

من أكثر جوانب المعرض إثارة للاهتمام هو استكشافه لكيفية إدراك المصريين القدماء للحيوانات واستخدامهم لها. على عكس الاعتقاد السائد بأن الحضارة كانت “مهووسة بالموت”، تقترح الدكتورة كريسينزو لايكوك أن المصريين كانوا في الواقع “مهووسين بالحياة”، ونظروا إلى الحياة الآخرة باعتبارها استمرارًا مثاليًا للعالم الحقيقي. إن هذا المنظور واضح في الطريقة التي تم بها تمثيل الحيوانات في الفن والهيروغليفية، ليس فقط كعناصر زخرفية ولكن كرموز للقوة الإلهية والوكالة البشرية.

على سبيل المثال، يسلط المعرض الضوء على الإلهة تاوريت، التي تم تصويرها على أنها فرس النهر، والتي تم استدعاؤها لحماية الأمهات أثناء الولادة. هذا الاختيار للحيوان ليس تعسفيًا – تشتهر أفراس النهر بحماية صغارها الشرسة، حتى إلى حد قتل التماسيح. تؤكد مثل هذه الصور كيف استخدم المصريون القدماء الحيوانات للتعبير عن أفكار معقدة حول القوة والحماية والعالم الطبيعي.

الاعتبارات الأخلاقية ومناظرات الإعادة

لا يتجنب المعرض المناقشات الأخلاقية الأوسع نطاقًا المحيطة بعرض القطع الأثرية القديمة. في السنوات الأخيرة، انخرط عالم المتاحف في مناقشات حول الإزالة غير القانونية أو غير الأخلاقية في كثير من الأحيان للأشياء الثمينة التاريخية من بلدانها الأصلية.

أقرا أيضا..  الخلافات بين مصر وإسرائيل في ظل حرب غزة

تتناول الدكتورة كريسينزو لايكوك هذه المخاوف بشكل مباشر، مؤكدة أن جميع العناصر الموجودة في المعرض “تم الحصول عليها وتصديرها بشكل قانوني من مصر والسودان”. وتضيف أنه لم يتم تلقي أي طلبات لإعادة القطع إلى الوطن، وأن هدف المعرض هو “زيادة المعرفة والاهتمام بهذه البلدان”، مما يعود بالنفع في نهاية المطاف على الثقافات المصدرة.

دور الحيوانات في الفن المصري والهيروغليفية

يتناول المعرض أيضًا الأدوار الرمزية التي لعبتها الحيوانات في الفن والكتابة المصرية. تظهر قرود البابون والخنافس والطيور، من بين مخلوقات أخرى، بشكل متكرر في المنحوتات الهيروغليفية، مثل تلك الموجودة في معبد الكرنك بالقرب من الأقصر. لم تكن هذه الحيوانات جزءًا من العالم الطبيعي للمصريين فحسب، بل كانت أيضًا بمثابة رموز قوية في أطرهم الروحية والأيديولوجية. ويمثل تمثال أبو الهول العظيم في الجيزة، بجسده الأسد ورأسه البشري، أحد أشهر الأمثلة على هذا الاستخدام الرمزي للحيوانات، حيث يمثل القوة الإلهية والاتصال البشري بالإلهي.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى