مساعد ترامب يحث بريطانيا لاختيار السوق الحرة الأمريكية بدلاً من اشتراكية الاتحاد الأوروبي 

القاهرة (خاص عن مصر)-  حذر أحد كبار مستشاري الرئيس المنتخب دونالد ترامب المملكة المتحدة من أن التحالف بشكل أوثق مع الاتحاد الأوروبي قد يعرض العلاقات التجارية المستقبلية مع الولايات المتحدة للخطر، وذلك وفقا لتحليل نشرته صنداي تايمز.

اقترح ستيفن مور، الحليف الاقتصادي الرئيسي لترامب، أن بريطانيا يجب أن تختار بين “النموذج الاشتراكي” للاتحاد الأوروبي ونهج السوق الحرة للولايات المتحدة. تأتي تعليقات مور في وقت تكافح فيه المملكة المتحدة مع مستقبلها الاقتصادي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع جهود من قبل زعماء سياسيين مثل السير كير ستارمر لإعادة معايرة العلاقات مع كل من أوروبا والولايات المتحدة.

أقرا أيضا.. 6 طرق سيعيد بها ترامب تشكيل الاقتصاد الأمريكي

التوترات بين التجارة الحرة والحمائية

تعكس تصريحات مور التوتر المتزايد بين موقف الولايات المتحدة التجاري الحمائي ورغبة المملكة المتحدة في استراتيجية تجارية قوية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأكد أن الولايات المتحدة ستكون “أقل اهتمامًا” بإبرام اتفاقية تجارة حرة مع المملكة المتحدة إذا تحولت الأمة بشكل أكبر إلى النموذج الأوروبي.

في حديثه من منتجع مار إيه لاغو، مقر إقامة ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا، قال مور: “هل تريدون التوجه نحو النموذج الاشتراكي الأوروبي أم تريدون التوجه نحو السوق الحرة الأميركية؟” وتابع معرباً عن قلقه من أن خطط الميزانية البريطانية الأخيرة بدت وكأنها تميل نحو النموذج الأوروبي، الأمر الذي قد يقوض إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري موات مع الولايات المتحدة.

ويظل ترامب، الذي تعهد بفرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات الأجنبية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السلع الداخلة إلى الولايات المتحدة، ثابتاً في التزامه بإعادة تشكيل التجارة العالمية. وقد يكون لسياسته التجارية، التي تتضمن التعريفات الجمركية كأداة لحماية التصنيع والوظائف الأميركية، تأثيرات عميقة على العلاقات الدولية، وخاصة مع المملكة المتحدة.

معضلة المملكة المتحدة: التجارة مع أوروبا أم الولايات المتحدة؟

إن العلاقات التجارية المستقبلية للمملكة المتحدة تقف عند مفترق طرق، حيث يعطي السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال، الأولوية للعلاقات الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي على أمل تعزيز النمو الاقتصادي. ويتناقض هذا بشكل حاد مع النهج الذي يدعو إليه مور وترامب، اللذين يزعمان أن أفضل مسار للعمل بالنسبة للمملكة المتحدة هو التوافق مع سياسات السوق الحرة في الولايات المتحدة.

في سعيه لإعادة ضبط الاقتصاد، ركز ستارمر على الحد من الحواجز أمام التجارة مع الاتحاد الأوروبي وضمان الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية، ومع ذلك يواجه مقاومة من أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

يأتي تحذير مور في الوقت الذي تواصل فيه المملكة المتحدة التنقل عبر تعقيدات علاقتها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع أوروبا، والتي أجهدت نموها الاقتصادي. وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من شأنها أن تفيد كلا البلدين، مسلطًا الضوء على “العلاقة الخاصة” التاريخية بين البلدين.

ومع ذلك، فإن احتمالات إبرام مثل هذه الصفقة تواجه عقبات، ولا سيما القضية المثيرة للجدال المتعلقة بالمعايير الزراعية، بما في ذلك إصرار الولايات المتحدة على الدجاج المغسول بالكلور ولحوم البقر المعالجة بالهرمونات.

التداعيات الاقتصادية المترتبة على التعريفات الجمركية المقترحة

إذا أثمرت سياسات ترامب التجارية، فقد تكون العواقب الاقتصادية على المملكة المتحدة وخيمة. حذر الخبراء من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة إلى النصف وتؤدي إلى ضغوط تضخمية، مما يؤثر بشكل كبير على ميزانيات الأسر البريطانية.

توقع تقرير صادر عن المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية أن تؤدي حرب تجارية عالمية ناجمة عن رسوم ترامب الجمركية إلى فجوة قدرها 21.5 مليار جنيه إسترليني في خطط الضرائب والإنفاق في المملكة المتحدة.

من المتوقع أن يرد الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية خاصة به على المنتجات الأمريكية، مثل جينز ليفيز وبوربون كنتاكي، لكن من غير المرجح أن تحذو المملكة المتحدة حذوها. يشعر المسؤولون بالقلق من أن فرض رسوم جمركية انتقامية قد يكون له تأثير ضئيل وقد يؤدي إلى المزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، تستكشف المملكة المتحدة طرق تأمين الإعفاءات أو الاستثناءات من رسوم ترامب الجمركية.

مسارات متباينة: السوق الحرة مقابل الحمائية

على الرغم من هذه التحديات، يظل مور من أشد المؤيدين لرؤية ترامب التجارية. ويرى أن الرسوم الجمركية أداة ضرورية لإحياء الصناعة الأمريكية وإعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة. وبينما أقر مور بإمكانية حدوث اضطراب، زعم أن التعريفات الجمركية، عندما تقترن بتخفيضات ضريبية للشركات المحلية، يمكن أن تساعد في تعويض أي زيادات في الأسعار وخلق فرص العمل.

يسلط دعم مور لأجندة ترامب التجارية الضوء على تحول أوسع في السياسة الاقتصادية الأمريكية، حيث تكتسب الحمائية زخمًا بين الناخبين الأمريكيين المحبطين من نقل وظائف التصنيع إلى الخارج إلى دول مثل الصين والمكسيك.

وزعم مور أن التعريفات الجمركية، على الرغم من طبيعتها المثيرة للجدل، “تحظى بشعبية لدى الناخبين الأمريكيين”، الذين “تعبوا من إغلاق المصانع” ونقلها إلى الخارج. ويبدو أن هذا النهج الشعبوي، على الرغم من أنه مثير للانقسام، يتردد صداه لدى العديد من الأمريكيين، مما يعزز التزام ترامب بإعطاء الأولوية للصناعات المحلية.

حرب تجارية محتملة بعواقب بعيدة المدى

بالنظر إلى المستقبل، تواجه المملكة المتحدة مهمة صعبة في محاولة إيجاد التوازن مع تقييم خياراتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. اقترح السفير البريطاني السابق في واشنطن، اللورد داروش، أن المملكة المتحدة قد تقع في مرمى نيران حرب تجارية، مع احتمال أن يضغط ترامب للحصول على تنازلات في مقابل تخفيف التعريفات الجمركية.

Back to top button