مصر تؤمن 3500 ميجاواط من كهرباء الطاقة المتجددة صيف 2025
واجهت مصر أزمة طاقة حادة في السنوات الأخيرة، تميزت بانقطاعات متكررة للكهرباء وعجز في إمدادات الوقود، كان السبب الرئيسي هو نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، مما أدى إلى تعطل بعض المحطات وعدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
أثرت هذه الأزمة بشكل كبير على حياة المصريين اليومية والنشاط الصناعي وقد شملت التأثيرات: انقطاعات متكررة للكهرباء في المنازل والمؤسسات وتعطل الإنتاج في المصانع والشركات وخسائر اقتصادية كبيرة وزيادة الاستياء العام وانخفاض جودة الحياة.
الطاقة: قدرات مصر فائقة في إنتاج الكهرباء
يأتي كل ذلك رغم أن محطات الكهرباء المصرية لديها القدرة النظرية على إنتاج ما يفوق الاحتياجات المحلية، إلا أن المشكلة الرئيسية كانت في نقص الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات بكامل طاقتها.
وفقًا للمعلومات المنشورة على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الكهرباء والطاقة المصرية، تتمتع مصر بفائض في إنتاج الطاقة الكهربائية يفوق احتياجاتها الحالية، حتى في أوقات الذروة.
تشير الإحصاءات إلى أن الحد الأقصى للحمل المتوقع خلال الأسبوع الجاري يصل إلى 35 ألف ميجاواط. وبالمقارنة، فإن القدرة الإنتاجية الإجمالية للطاقة في مصر، وفقًا لأحدث التقارير السنوية، بلغت 59,866 ميجاواط في العام السابق.
هذه الأرقام توضح أن مصر لديها قدرة إنتاجية تتجاوز بكثير الطلب المتوقع على الكهرباء، مما يشير إلى وجود هامش أمان كبير في شبكة الطاقة الوطنية.
تأجيل التوسع في إنشاء المزيد من محطات توليد الكهرباء
اتخذت الحكومة المصرية قرارًا بتأجيل التوسع في إنشاء المزيد من محطات توليد الكهرباء التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري، وذلك في إطار استراتيجية جديدة للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وقررت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر تأجيل التوسع في إنشاء المزيد من محطات توليد الكهرباء التقليدية، مثل المحطات الحرارية التي تعمل بالغاز والبخار والدورة المركبة، حتى عام 2030، ويأتي القرار في إطار التركيز على تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة، والتي ستستمر دون تغيير ويتم تنفيذها بواسطة القطاع الخاص.
وقررت مصر التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية ك خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فضلا عن تحسين كفاءة استخدام الطاقة وضمان مستقبل أكثر استدامة وأمانًا للطاقة.
وقد تبنت مصر توجهًا جديدًا نحو مضاعفة الاستثمارات والمستهدفات في قطاع الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
خاص عن مصر يستعرض تحول مصر نحو الطاقة النظيفة لإنتاج الكهرباء:
الطاقة الشمسية في مصر بين الواقع والطموحات المستقبلية
تمثل الطاقة الشمسية حاليًا 2% من إجمالي توليد الطاقة في مصر وتتوزع هذه القدرة بين محطات كبيرة ومشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم.
وتهدف الحكومة المصرية لزيادة مساهمة الطاقة الشمسية إلى 22% بحلول عام 2030 ويتطلب تحقيق هذا الهدف الوصول إلى قدرة إنتاجية تبلغ 31 جيجاوات ويعتبر هذا الهدف طموحًا للغاية ويتطلب استثمارات وجهود كبيرة.
مصر تؤمن 3500 ميجاواط من كهرباء الطاقة المتجددة صيف 2025
تعتزم وزارة الكهرباء المصرية التعاون مع شركة أيميا باور التابعة لمجموعة “النويس” الإماراتية لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة تصل قدرتها إلى 2500 ميجاواط، والتي من المخطط إضافتها إلى الشبكة الكهربائية بحلول صيف 2025.
اقرأ أيضا.. الكهرباء تعلن خطة شاملة ومتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وخفض استخدام الوقود
تفاصيل المشروع:
تم تخصيص أراضٍ بمساحة 90 كيلومترًا مربعًا لصالح شركة “أيميا باور” لتنفيذ مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
مرحلة التطوير: بدأت الشركة بالفعل في مرحلة تطوير المشروعات.
موافقة مجلس الوزراء: في يوليو الماضي، وافق مجلس الوزراء المصري على عرض شركة “أيميا باور” لتنفيذ مشروعات إضافية من الطاقات المتجددة قبل صيف 2025.
مكونات المشروعات:
سيتم إضافة قدرة 500 ميغاواط من الطاقة الشمسية بعد الانتهاء من مشروع أبيدوس للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط.
تشمل إضافة قدرات 1500 ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وربطها بالشبكة القومية للكهرباء.
تتضمن المشاريع الأخرى مشروع الطاقة الشمسية الإضافي بقدرة 1000 ميغاواط ومشروع أمونت لطاقة الرياح بقدرة 500 ميغاواط، بالإضافة إلى نظام التخزين بالبطاريات.
وتسعى مصر لإضافة 3500 ميجاواط من الطاقة المتجددة إلى الشبكة الكهربائية بحلول نهاية يونيو المقبل، وقبل بدء فصل الصيف.
سيتم ذلك من خلال شركات القطاع الخاص، بهدف مواجهة الأحمال المرتفعة خلال الصيف وتقليل الاعتماد على المحطات التقليدية التي تعمل بالمازوت والغاز، وفقًا لمصادر.
المشاريع الرئيسية لمحطات اطاقة الشمسية في مصر:
محطة بنبان: تعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في
مصر بقدرة 1.5 جيجاوات وتقع على بعد 50 كم من أسوان وتغطي مساحة 37 كم مربع وتضم 41 مشروعًا منفصلًا بمشاركة 32 شركة وبلغت تكلفة تطويرها حوالي 2.2 مليار دولار.
محطة فارس: تقع في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان.
تبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميجاوات وتم تنفيذها باستثمارات تقدر بـ 168 مليون دولار.
محطتا أبيدوس 1 و2: تقعان في كوم أمبو
بمحافظة أسوان.. أبيدوس 1 بقدرة 560 ميجاوات مع نظام تخزين بقدرة 300 ميجاوات وأبيدوس 2: بقدرة 500 ميجاوات مع نظام تخزين بقدرة 600 ميجاوات وتساهمان في توفير طاقة نظيفة لأكثر من 769 ألف منزل.
التأثير البيئي والاقتصادي
تساهم هذه المشاريع في تقليل انبعاثات الكربون بأكثر من 2.3 مليون طن سنويًا وتوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية وتعزز التنمية الاقتصادية وتقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتزيد من أمن الطاقة.
ويمكن لمشروعات الطاقة المتجددة أن تساعد مصر في تجنب الأزمات السابقة المتعلقة بالطاقة من خلال: تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد وتوفير مصدر طاقة مستدام ومتجدد وتحسين أمن الطاقة على المدى الطويل
كما يساهم التحول إلى الطاقة النظيفة في تحقيق منافع بيئية هامة، منها: تقليل الانبعاثات الكربونية وخفض مستويات التلوث الهوائي والمساهمة في مكافحة تغير المناخ.