مصر تبدأ دراسة إنتاج وقود الطيران المستدام لأول مرة
صرًح المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن قطاع البترول اتخذ مبادرات هامة وقطع خطوات تنفيذية خلال الفترة الأخيرة لدخول مجال إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) لأول مرة في مصر.
وبدأت الوزارة في إعداد الدراسات الخاصة مع الشركاء المعنيين للعمل على تنفيذ أول مشروع لإنتاج الوقود المستدام للطيران، اعتمادًا على زيت الطعام المستعمل كمادة تغذية.
وفي ذات السياق، تمّ وضع خطة استراتيجية لتنفيذ المشروع من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات مع الاستعانة بمؤسسات دولية لإعداد الدراسات وإنجاز المراحل الأولية الخاصة بذلك.
يذكر أن إنتاج الوقود المستدام في مصر يعدّ مشروعًا شاملًا من الناحية الاقتصادية و قدرة امتلاك استثمار حيوي في مجال التعدين، كما يوفر استثمارًا ضخمًا في مجال حماية البيئة وتحسين المناخ حيث يعتمد المشروع على الزيوت المستعملة كأساس إنتاج وقود الطيران المستدام.
وقود الطيران المستدام هو نوع من الوقود الحيوي المستخدم في تشغيل المحركات الطائرة، ويتم إنتاجه من مواد أولية مثل زيت الطعام المستعمل والدهون الحيوانية والمحاصيل غير الغذائية. يُعتبر وقود الطيران المستدام حلاً بيئياً فعالاً، حيث يمكن أن يقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بوقود الطائرات التقليدي، وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
كما تشير آخر البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن قطاع الطيران كان مسؤولاً عن إنتاج حوالي 2% من إجمالي الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالطاقة في عام 2022.
وجدير بالذكر أيضًأ، أنه بفضل مهاراتها المتميزة وبرامج التدريب المكثفة التي ينفذها قطاع البترول، تتمتع مصر بفرصة استثنائية لتحقيق إنجاز تقني بارز في مجال إنتاج وقود SAF. يتمثل الجانب المميز في قدرة الكوادر البشرية على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة، وذلك ضمن إطار مشروع تطوير وتحديث القطاع البترولي.
إضافة إلى ذلك، هذه الفرصة ليست فقط فرصة للتطور التقني، بل تعتبر أيضًا فرصة لتعزيز الاقتصاد المصري وتعزيز مكانتها كدولة رائدة في صناعة الطاقة البديلة. بفضل هذا التطور، ستتمكن مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الوقود البديل، وبالتالي تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وتحقيق تقدم بيئي ملموس.