مصر تتوسع في زراعة حبوب الكينوا بعد اكتشاف فوائدها المذهلة
زراعة حبوب الكينوا.. في ظل تحديات اقتصادية غير مسبوقة تواجه الاقتصاد المصري، بدأت الحكومة التفكير في خطط لزراعة محاصيل جديدة من أجل تقليل الاعتماد على الاستيراد لأقصى حد ممكن.
ولأن مصر أكبر دول العالم استيرادًا لمحصول القمح، سعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلي التوسع في زراعة محاصيل جديدة يمكن أن تقلل الاعتماد على استيراد المحصول، ومن بين هذه المحاصيل الجديدة محصول حبوب الكينوا.
ما هو محصول الكينوا؟
الكينوا هي نوع من الحبوب التي قد تسهم في حل بعض المشاكل ومنها نقص الحبوب، وتصلح زراعتها في الصحراء ذات الملوحة العالية والمناطق الفقيرة بالمياه.
أقرأ أيضًا: مصر تتوسع في زراعة الجوجوبا.. يستخدم في صناعة زيوت الطائرات
كما أن الكينوا يمكن أن تكون أهم مكمل للقمح وليس بديلًا له، وبالتالي بدلًا من استيراد أكثر من 40 % من استهلاكنا من القمح يمكن التوسع في زراعة الكينوا واستخدامها في الخبز أو المعجنات، وبالتالي تقليل استخدام دقيق القمح في المعجنات وتوجيهه إلي الخبز.
وفي الوقت الحالي لا تزرع حبوب الكينوا في مساحات كبيرة رغم الأهمية الغذائية والعائد الاقتصادي الذي يمكن أن تحققه، وهي لا تتجاوز الـ 550 فدان فقط في مصر.
مصروفات تكلفة زراعة فدان الكينوا ليست كبيرة إذا ما قورنت بمحاصيل أخرى، كما أن عدد كبير من مصانع المعجنات الشهيرة تعتمد على الكينوا وكذلك بعض الإنتاج يتم تصديره بسبب تفضيل البعض للكينوا المصرية عن نظيرتها من أي دولة.
الكينوا تتلاءم مع الظروف المناخية المصرية
من جانبها أوضحت د. شكرية المراكشى الخبيرة الزراعية وصاحبة تجربة زراعة الكينوا في مصر، إن الكينوا من المحاصيل المستقبلية حيث إن له قيمة غذائية مرتفعة وتحمله للظروف البيئية المختلفة من جفاف وملوحة وترشيحه للمساهمة الفاعلة فى حل مشكلة الأمن الغذائى للدول النامية، وأيضًا لها فوائد عديدة سواء صحية وطبية.
وأكدت أنه يمكن إدخال حبوب الكينوا فى بعض الصناعات، مثل عمل فيشار مثل الذرة وفى السلطات أو طهو الكينوا إلى جانب أطباق الدجاج بدلاً من الأرز، كما تستخدم الكينوا كمادة منشطة لبعض الأنزيمات فى إنتاج أغذية وظيفية.
اقرأ أيضًا: بعد انتهاء حصاده… الزراعة تعلن الاكتفاء الذاتي من الأرز 2024
وقالت إنه يتم استهلاك الكينوا كاملة أو مطحونة كدقيق وعادة يتم خلط دقيق الكينوا مع دقيق القمح أو الذرة بنسب استبدال تتوقف على المنتج نفسه حيث إن نسبة استبدال الكينوا فى الخبز 10 إلى 13% وفى البسكويت والكيك 60%.
زيادة الطلب العالمي على الكينوا
وقالت “المراكشي” إن الكينوا تشهد زيادة في الطلب العالمي عليها سنويًا بعد اكتشاف فوائدها الصحية المذهلة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبحت مكون رئيسي للأطباق الصحية وجزء أساسي في الحميات الغذائية المختلفة، كما أن الكينوا تعتبر بديل ممتاز للمزارعين الذين يعانون من الخسائر المتتالية بسبب انهيار الطلب على السلع الزراعية المختلفة وانخفاض أسعارها بشكل كبدهم خسائر كبيرة.
وأوضحت أن زراعة الكينوا تجود بشكل أكبر في الأراضي الصحراوية الخفيفة جيدة الصرف، لذلك فهي تنصح بزراعتها في هذه النوعية من الأراضي من خلال برامج تسميد عضوي للحصول على أفضل إنتاجية ومواصفات يصلح معها المحصول للتصدير.
التوسع في زراعة الكينوا محليًا وعالميًا
وأكدت أن السنوات المقبلة ستشهد توسع في عدد من الدول الأوربية في زراعة الكينوا في حين أن التربة والأجواء في مصر ثبت إنها الأفضل عالميا لزراعة الكينوا بأفضل إنتاجية وأعلى جودة وفائدة غذائية، وهي فرصة لتوطين هذا المحصول في مصر والعمل على تطويره والتوسع في زراعته بمساحات جيدة تلبي الطلب العالمى والمحلي حيث تقبل بعض الفئات في المجتمع المصري والعربي على الكينوا بعد التعرف على فوائدها الصحية الكبيرة.
وأكدت أن الكينوا تفوق المحاصيل الآخرى المعروفة من حيث الطاقة، وبالإضافة إلى ذلك تشتهر الكينوا في أنها مصدر جيّد للعديد من المغذيات، ومن المهمّ تناولها كجزء من وجبة متوازنة إلى جانب العديد من أنواع الطعام الأخرى للحصول على تغذية جيدة بشكل عام.
فوائد صحية كبيرة لـ حبوب الكينوا
وأوضحت أن كمية البروتينات في الكينوا تعتمد على نوعها وعلى الجهة التي زرعت فيها من حيث التربة والمياه وتتراوح بين 10.4% إلى 17.0% مع أن كمية البروتينات أكبر عادة في الكينوا منها في معظم الحبوب، إلا أنها أفضل من سواها من حيث نوعية البروتينات، وتتكون البروتينات من الأحماض الأمينية التي تُعتبر ثمانية منها أساسية للأطفال وللكبار على حد سواء، وتتخطى الكينوا كمية الأحماض الأمينية الأساسية غالبية الحبوب.
من ناحية أخرى أشارت مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية أن المكونات الفعّالة في الكينوا تساعد على تحسين البكتيريا المعوية، والحفاظ على الصحة العامة، والوقاية من الأمراض.
وأكدت الدراسة أن السكريات الموجودة في الكينوا تلعب دوراً فعّالاً في تحسين صحة الجسم، كما أن البروتين الموجود فيها يسهم بشكل فعّال في تخفيف أعراض بعض أمراض القولون، كما أنها تزيد من إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، كما أن لها تأثير إيجابي في السمنة وأمراض الأمعاء الالتهابية وسرطان الكبد ومرض السكري، بسبب تأثيرها في البكتيريا المعوية النافعة ومنع البكتيريا الضارة، وتنظيم عمل الإنزيمات في الأمعاء.