مصر تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
كتبت – أميرة أبوشهبة
أعلنت جمهورية مصر العربية، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية يوم 12 مايو 2024، عن انضمامها إلى الدعوى القضائية التي قدّمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
تهدف هذه الدعوى إلى مساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها الجسيمة لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقبة عليها، وذلك في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة.
دوافع مصر للانضمام إلى الدعوى
قدّمت مصر عدة أسباب رئيسية لتدخلها في هذه الدعوى، تشمل:
• تصاعد وتفاقم الاعتداءات الإسرائيلية: تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تصاعدًا خطيرًا في حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الاستهداف المباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية. تُمثل هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجرائم حرب.
• التهجير القسري: تُواصل إسرائيل دفع الفلسطينيين إلى النزوح والتهجير من أراضيهم، مما يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الذي يمنع ويجرم التهجير القسري.
• الأزمة الإنسانية في غزة: تُعاني غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة حرب مدمرة استمرت 7 أشهر متواصلة، أدت إلى مجاعة ومنع العلاج وقصف المستشفيات ومنع دخول المساعدات الضرورية للشعب، الذي تحاصره آلة الحرب الإسرائيلية.
• إصرار إسرائيل على انتهاك أحكام القانون الدولي والانساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
سبق لمصر في فبراير من العام الجاري، أن ترافعت ضد إسرائيل بخصوص انتهاكات حرب غزة أمام محكمة العدل الدولية. وقدمت للمحكمة أدلة دامغة على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال سنوات الصراع.
أيضًا قادت مصر تكتلاً دوليًا لحصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. بفضل المثابرة، تمكّنت الجهود الدولية من النجاح في تحقيق ذلك.
تضع مصر على رأس أولوياتها حصول فلسطين على حقوقها المشروعة في الاستقلال أمام العالم أجمع، وتصر في كل المحافل الدولية على أحقية فلسطين في التحرُر من الاحتلال الإسرائيلي وفق الحدود الآمنة. دولة عربية على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ذات السياق، تعمل مصر على تقديم كافة المساعدات الإنسانية اللازمة لغزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، مُتحمّلة أعباءًا ضخمة فى سبيل الدعم الإنساني والسياسي لشعب فلسطين. ووصلت نسبة المساهمة المصرية في تلك المساعدات إلى 80% وحدها.
وبالحديث عن الهُدنة مؤخرًا، فقد قادت مصر هدنة إنسانية ومفاوضات لوقف إطلاق النار وإيجاد حل للصراع، فى إطار تسوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، لكن دون جدوى حتى الآن.
إذ تصرّ الحكومة الإسرائيلية على استمرار الإبادة الجماعية لشعب غزة وتهجير سكانها وهدم كل حجر داخل القطاع. وحتى الآن، راح ضحية تلك الحرب آلاف الضحايا الفلسطينيين، الغالبية من النساء والأطفال.
وتُعدّ هذه الخطوة المصرية الجديدة تأكيدًا على موقف مصر الثابت الداعم للحقوق الفلسطينية، ورفضها للاحتلال الإسرائيلي وسياساته الممارسة ضد الشعب الفلسطيني.