اقتصاد

مصر تفتح أبوابها للاستثمار السعودي..مسار نحو التعافي الاقتصادي

أبرمت مصر عدة اتفاقيات استثمارية مع المملكة العربية السعودية، في خطوة مهمة نحو الانفتاح والتعافي الاقتصادي، مما مهد الطريق لزيادة مشاركة السعودية في الاقتصاد المصري، وفقا لتحليل إنريكي فرنانديز، في موقع أتالايار الأسباني.

تتعهد هذه الاتفاقيات، التي تركز على حماية رأس المال والشفافية وتسهيل الاستثمار، بتعزيز النمو الاقتصادي في مصر، باستثمار سعودي أولي بقيمة 5 مليارات دولار.

ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار: نقطة تحول لمصر؟

يمثل الإعلان عن استثمار بقيمة 5 مليارات دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي في مصر نقطة تحول في العلاقة بين البلدين.

وفقًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تنشيط الاقتصاد المصري.

أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على أهمية هذه الاتفاقية، مشيراً إلى أن الصفقة ستعزز توقعات النمو الاقتصادي في مصر بنسبة 5% إضافية قبل نهاية العام.

أقرا أيضا.. الخلافات بين مصر وإسرائيل في ظل حرب غزة

من خلال معالجة المخاوف الاقتصادية، مثل البطالة واستقرار العملة، فإن الاستثمار السعودي على استعداد للعب دور محوري في التعافي الاقتصادي في مصر.

يؤكد المحلل الاقتصادي أشرف غراب على إمكانات خلق فرص العمل، مشيراً إلى أن التوظيف سيكون أحد المستفيدين الرئيسيين من أطر الاستثمار الجديدة هذه. ويتوقع غراب أن يكون زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين أحد العلامات الأولى لتأثير الاتفاقية.

القطاعات المستعدة للنمو: العقارات والطاقة وما بعد ذلك

من المتوقع أن تستفيد الشراكة السعودية المصرية من قطاعات متعددة، مع ظهور العقارات كمحور أساسي. وقد أعربت شركات سعودية بارزة مثل مجموعة دلة البركة بالفعل عن نيتها الاستثمار بكثافة في سوق العقارات في مصر، كما استحوذت شركات مثل تطوير مصر وماونتن فيو على أراضٍ في القاهرة للتطوير السكني. ومن المرجح أن يؤدي هذا التدفق من الاستثمارات إلى دفع النمو في قطاعي البناء والإسكان، مما يساهم في التعافي الاقتصادي الأوسع في مصر.

تشمل القطاعات الأخرى التي من المقرر أن تستفيد الطاقة والشراكات الصناعية والتصنيع، وخاصة في صناعة السيارات والأدوية والأغذية والتعدين. كما سيشهد قطاع الكهرباء استثمارات كبيرة، مع خطط لتعزيز الاتصالات بين البلدين.

معالجة التحديات: البيروقراطية والشركات الصغيرة والبطالة

التزمت الحكومتان بالحد من العقبات البيروقراطية وضمان مناخ استثماري موات. ومن بين المكونات الرئيسية للاتفاقية إنشاء وحدة في مصر مخصصة لحل القضايا التي يواجهها المستثمرون السعوديون، بما في ذلك التحديات القانونية والإدارية طويلة الأمد.

استراتيجية السعودية الأوسع: الاستثمار والدبلوماسية

يعكس الاستثمار المتزايد للمملكة العربية السعودية في مصر استراتيجية أوسع نطاقًا للتأثير الإقليمي من خلال التعاون الاقتصادي. بالإضافة إلى التزام صندوق الاستثمارات العامة تجاه مصر، قدمت السعودية أيضًا دعمًا اقتصاديًا مماثلاً لدول أخرى في المنطقة، مثل الكويت والإمارات. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الموقف الجيوسياسي للسعودية من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية القوية مع الدول المجاورة.

أشاد خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، بالصفقة، واصفًا إياها بأنها “فرصة فريدة للاستثمار السعودي”. وأكد الفالح أن العلاقة بين البلدين تتجاوز المعاملات المالية المجردة، قائلاً: “ستكون مصر والمملكة العربية السعودية شريكتين، وليس مجرد مستثمرين”.

ويتفق عماد قناوي، عضو الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، مع هذا الرأي، حيث يسلط الضوء على الفوائد المزدوجة للاتفاقية: زيادة المشتريات السعودية من السلع المصرية وخلق فرص عمل جديدة للمصريين.

يوضح حجم التجارة الثنائية المتزايد – بنسبة 30٪ في النصف الأول من عام 2024 – العلاقات الاقتصادية المتعمقة بين البلدين، حيث تمثل المملكة العربية السعودية 7.3٪ من إجمالي التجارة الخارجية لمصر خلال هذه الفترة.

آفاق المستقبل: مسار نحو التعافي الاقتصادي؟

في حين أن الفوائد الفورية للاستثمار السعودي واضحة، فإن التعافي الاقتصادي الطويل الأجل لمصر سيتطلب جهودًا مستدامة. أحرزت الحكومة بالفعل تقدماً في معالجة القضايا الرئيسية، وحل 81 من 95 مشكلة تتعلق بالمستثمرين، مع تعهد رئيس الوزراء مدبولي بحل القضايا المتبقية بحلول نهاية العام. ومع ذلك، فإن التحديات البنيوية التي تواجه اقتصاد مصر، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وأزمات العملة المستمرة، ستتطلب أكثر من مجرد استثمارات خارجية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى