تكنولوجيا وريادة اعمال

مصر تنطلق في إنتاج طاقة الرياح.. فأين موقعها الآن؟

تنطلق مصر بقوة نحو توليد الطاقة النظيفة والجديدة والمتجددة، بما فيها طاقة الرياح والطاقة الشمسية بهدف الوصول إلى تحقيق الاعتماد على هذه النوعية من الطاقة بنحو 42% بحلول العام 2030.

وجرى الشهر الماضي التوقيع على محضر تسليم قطعة أرض بمساحة 852 كيلومتر مربع لتنفيذ مشروعين بإنتاج طاقة الرياح بإستثمارات 9 مليارات دولار، وبقدرة إجمالية 8 جيجاوات، والمشروعان هما الأكبر من نوعهما لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح في منطقة الشرق الأوسط، ومن أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية في العالم.

طاقة الرياح نظيفة ومتجددة ولها ثمار عظيمة

وتخطط مصر ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، لأن يصل إجمالى القدرات المولدة من الطاقة المتجددة بالشبكة القومية للكهرباء عام 2025 إلى 15 ألف 800 ميجا وات، وأن تصل إلى 42 ألف 100 ميجاوات بحلول 2028.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء خلال توقيع عقد أرض مشروع غرب سوهاج، أن الحكومة تستهدف تعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال الواعد، بما يُسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشهد رئيس مجلس الوزراء بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع محضري استلام الأرض لتنفيذ مشروعين لإنشاء محطات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بمنطقة غرب سوهاج، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والسفيرة هيلدا كليميتسدال، سفيرة النرويج لدى مصر.

ووقع على محضري الاستلام الدكتور محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وتيرييه بيلسكوج، الرئيس التنفيذي لشركة سكاتك إيه أس إيه النرويجية عن المشروع الأول، والمهندس خالد الدجوي، المدير التنفيذي لشركة أوراسكوم للإنشاءات عن المشروع الثاني، وذلك بالنيابة عن اتحاد المستثمرين والتحالف الذي يضم شركة كهربل التابعة لشركة إنجي الفرنسية، وشركة يوروس للطاقة القابضة اليابانية.

وأوضح الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه من المقرر تنفيذ مشروعين لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة إجمالية 8 جيجاوات بمنطقة غرب سوهاج، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص بنظام (BOO)، حيث ستقوم شركة سكاتك بتنفيذ المشروع الأول والذي يهدف إلى إنتاج 5 جيجاوات، بينما سيتم تنفيذ المشروع الثاني من خلال تحالف بقيادة شركة أوراسكوم للإنشاءات ويهدف إلى إنتاج 3 جيجاوات، وذلك علي عدة مراحل بالتعاون مع هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكد الوزير، أن تنفيذ مشروعي غرب سوهاج يأتيان في إطار استراتيجية قطاع الطاقة المصري، والتي تستهدف الوصول بنسبة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030، وسيُسهمان في خفض حوالي 17 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وإتاحة نحو 18 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع تقليل استخدام مصادر الطاقة التقليدية.

6 مزارع ومحطات لطاقة الرياح

وتوجد في مصر حالياً 6 مزارع ومحطات لطاقة الرياح، منها ما ينتج بالفعل، والبعض الآخر تحت التنفيذ، أو في مجال التخطيط والإعداد.

وتمتلك مصر مزرعة رياح الزعفرانة بقدرة 545 ميجاوات، وتضم المزرعة 700 توربينة من طرازات مختلفة (600 ك. و. – 660 ك.و. – و850 ك.و، وتم تنفيذ هذه المحطة على عدة مراحل اعتباراً من عام 2001 وذلك من خلال بروتوكولات تعاون حكومي مع كل من ألمانيا والدنمارك وإسبانيا واليابان.

وفي مصر أيضاً مزرعة رياح جبل الزيت “580 ميجاوات” وهي الأكبر، وتضم المزرعة 3 محطات هي: محطة رياح جبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجاوات بالتعاون مع بنك التعمير الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي والمفوضية الأوروبية، ومحطة جبل الزيت (2) بقدرة 220 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، ومحطة جبل الزيت (3) بقدرة 120 ميجاوات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية.

أما محطة رياح قطاع خاص بخليج السويس بقدرة 250 ميجاوات، فقد تم بناء المحطة بنظام التملك والبناء والتشييد BOO عن طريقة شركة رأس غارب لطاقة الرياح والتي تضم تحالف يضم إنجي الفرنسية وأوراسكوم المصرية وتويوتا اليابانية، وهي أول محطة رياح مملوكة للقطاع الخاص في مصر.
 
محطات تحت الإنشاء

وفي مصر مجموعة محطات لطاقة الرياح تحت الإنشاء، بطاقة تتجاوز 2400 ميجاوات، منها مشروع محطة رياح بقدرة 250 ميجا وات قطاع خاص (شركة ليكيلا)، ومشروع خليج السويس (1) بقدرة 250 ميجاوات بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي، الوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي، كما يجري تطوير مشروعات بنظام البناء والتملك والتشغيل BOO في منطقة خليج السويس بقدرة تصل إلى أكثر من 1700 ميجاوات.
 
مصر الأولى عربياً

وفي تقرير لمنظمة جلوبال إنيرجي مونيتور العالمية، حول وضع الطاقة المتجددة بالمنطقة العربية، تصدرت مصر لمؤشر إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عربياً بمعدلات إنتاج 3.5 جيجاوات، تليها “الإمارات” بنحو 2.6 جيجاوات واحتلت “المغرب” المركز الثالث بنحو 1.9 جيجاوات، ثم “الأردن” بنحو 1.7 جيجاوات، تليها “السعودية” بإنتاج 0.78 جيجاوات.

قال الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، خبير اقتصادي، إن الهدف من مشروع إنتاج طاقة الرياح بغرب سوهاج يبقى فيه توليد طاقة نظيفة وزيادة الاعتماد على مكون الطاقة النظيفة في محتوى الطاقة الموجود لدى مصر.

وأوضح عبد النبي في تصريحات لـ”خاص عن مصر“، أن طاقة الرياح لها مستقبل كبير، مؤكداً أن الطاقة النظيفة بكل أشكالها لها مستقبل كبير في مصر إذا كنا نتحدث عن طاقة الرياح أو كل أشكال الطاقة الكهربائية.

وأضاف، هناك محاولات أن يبقى لدينا خطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وهو يحتاج أساساً إلى استخراج من طاقة نظيفة ولا يكون هناك أي آثار لطاقة أحفورية موجود ومن هنا التوسع في توريد الكهرباء أو توريد الطاقة من خلال الرياح أو الشمس وغيرها وأعتقد أن مصر لها مستقبل كبير وهو مطلوب بشكل كبير جداً من أجل خطط توليد الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا.
زر الذهاب إلى الأعلى