اقتصاد

مصر تهيمن علي سوق البطاطا في بولندا..متجاوزة أسبانيا والولايات المتحدة

عززت مصر مكانتها كمورد رئيسي للبطاطا الحلوة إلى بولندا، حيث وصلت الصادرات المباشرة إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2023.

وفقًا لموقع إيست فروت، باع المصدرون المصريون 2.8 ألف طن من البطاطا الحلوة إلى بولندا العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة قدرها الثلث عن عام 2022. واستمر هذا الاتجاه في عام 2023، حيث بلغ إجمالي الواردات من مصر إلى بولندا رقمًا قياسيًا بلغ 940 طنًا من يناير إلى يونيو وحده، مما مهد الطريق لمزيد من النمو في السوق.

سوق البطاطا الحلوة المتنامية في بولندا

صعدت بولندا بسرعة في صفوف مستهلكي البطاطا الحلوة العالميين، حيث تحتل حاليًا المرتبة الخامسة عشرة من حيث أكبر مستورد على مستوى العالم. ومع ذلك، نظرًا لأن العديد من كبار المستوردين يعيدون تصدير جزء كبير من إمدادات البطاطا الحلوة الخاصة بهم، فإن مكانة بولندا كمستهلك مباشر للمنتج أكثر بروزًا.

أقرا أيضا… المجر تسعي للاستفادة من تجربة مصر في مجال التطوير النووي

وبحسب تقرير إيست فروت، على مدى السنوات الخمس الماضية، ضاعفت بولندا وارداتها من البطاطا الحلوة بأكثر من الضعف، مما يجعلها واحدة من أسرع الأسواق نموًا على مستوى العالم، إلى جانب الولايات المتحدة.

يؤكد يفهين كوزين، محلل سوق الفاكهة والخضروات في إيست فروت، على أهمية هذا النمو: “إن مكانة بولندا في التصنيف العالمي لمستهلكي البطاطا الحلوة أكثر أهمية نظرًا لأن العديد من البلدان المدرجة في القائمة تستورد هذا المنتج لإعادة التصدير”. وهذا يسلط الضوء على الدور المتزايد لبولندا كسوق استهلاكية رئيسية للبطاطا الحلوة بدلاً من كونها مجرد مركز عبور للمنتج.

هيمنة مصر على السوق

يعد صعود مصر كمورد رئيسي لبولندا أحد أهم الاتجاهات في سوق البطاطا الحلوة في أوروبا الشرقية. فمنذ عام 2019، زادت واردات البطاطا الحلوة المصرية إلى بولندا بنحو ستة أضعاف، متفوقة على الموردين الرئيسيين الآخرين.

على سبيل المثال، نمت الواردات من إسبانيا، وهي مصدر رئيسي آخر، بنسبة 90٪ فقط خلال نفس الفترة، بينما تضاعفت المشتريات من الولايات المتحدة ثلاث مرات. يعكس هذا التوسع السريع النفوذ المتزايد لمصر في السوق الأوروبية، وخاصة في بولندا، حيث تمكنت من الاستحواذ على حصة كبيرة من الواردات.

يمكن أن يُعزى نجاح مصر في السوق البولندية إلى عدة عوامل، بما في ذلك التسعير التنافسي، واتفاقيات التجارة المواتية، والجودة المتزايدة لصادراتها الزراعية. اعتمدت مصر تاريخيًا على الصادرات الزراعية لتعزيز اقتصادها، وساعدها تركيزها الاستراتيجي على المنتجات ذات الطلب المرتفع مثل البطاطا الحلوة على ترسيخ موطئ قدم في الأسواق المربحة في جميع أنحاء أوروبا.

اتجاهات سوق البطاطا الحلوة في أوروبا الشرقية

النمو السريع لاستهلاك البطاطا الحلوة ليس فريدًا من نوعه في بولندا. ففي جميع أنحاء أوروبا الشرقية، شهدت دول مثل أوكرانيا ورومانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا زيادات كبيرة في الواردات.

على سبيل المثال، تضاعفت واردات أوكرانيا أربع مرات من عام 2019 إلى عام 2023، في حين تضاعفت أحجام واردات رومانيا ثلاث مرات. وشهدت جمهورية التشيك تضاعف الواردات تقريبًا، وارتفع استهلاك البطاطا الحلوة في سلوفاكيا من 500 طن إلى 7000 طن في نفس الفترة.

وفقًا لكوزين، سيهيمن اتجاهان رئيسيان على سوق البطاطا الحلوة في أوروبا الشرقية في السنوات القادمة: “أولاً، ستستمر الواردات في النمو، حيث لم تصل إمكانات استهلاك هذا الغذاء الفائق في المنطقة إلى ذروتها بعد. ثانيًا، ستزداد حصة الإمدادات المباشرة من دول المورد الجديدة، مثل مصر، وبدرجة أقل المغرب”.

وأضاف كوزين، إن إمكانات مصر للتوسع في أوروبا الشرقية واضحة، ولكن المنافسة تظهر أيضًا من دول مثل المغرب، والتي بدأت في ترسيخ نفسها كموردين بديلين. ومع استمرار نمو السوق، فمن المرجح أن تسعى المزيد من الدول إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على البطاطا الحلوة في المنطقة.

مستقبل تجارة البطاطا الحلوة: الفرص المتاحة لمصر

للاستفادة من هذا الطلب المتزايد، يتم تشجيع المصدرين المصريين على الانخراط في سوق أوروبا الشرقية من خلال مبادرات مختلفة. تنظم أيست فروت برنامج تدريب عبر الإنترنت بعنوان “التنقل في سوق المنتجات الطازجة في أوروبا الشرقية. الفرص المتاحة لمصر والمغرب”، المقرر عقده في الأول من أكتوبر. يهدف هذا الحدث إلى تزويد المصدرين برؤى حول ديناميكيات السوق والفرص المتاحة، ومساعدتهم على التغلب على التحديات الفريدة المتمثلة في توسيع وجودهم في أوروبا الشرقية.

بالإضافة إلى ذلك، ستتاح الفرصة للمصدرين المصريين والمغاربة للمشاركة في بعثة تجارية إلى وارسو في نوفمبر. ومن المتوقع أن تعمل البعثة التجارية على تعزيز العلاقات بين الموردين والمشترين في بولندا، وتعزيز العلاقات التجارية المباشرة التي يمكن أن تعزز مكانة مصر في السوق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى