اقتصاد

مصر تُعزز مكانتها كمركز لصناعة النقل عبر توطين صناعة الحافلات

تسعى مصر بخطى واثقة لتوطين صناعة الأتوبيسات، مُستفيدة من خبراتها التاريخية في هذا المجال، وعزمها على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لصناعة النقل. وتتجلى هذه الجهود في العديد من المبادرات والإنجازات على أرض الواقع، نذكر منها:

• اتّجاه حاسم وقوي نحو التصنيع المحلي:

تُشدّد مصر على ضرورة تصنيع جميع مكونات الحافلات محلياً، بدءًا من الهيكل ووصولًا إلى الأنظمة الإلكترونية. وتُحفّز هذه الاستراتيجية الشركات الوطنية على تطوير قدراتها وتكوين شراكات مع كبار المطورين العالميين لنقل أحدث التقنيات إلى مصر.

• شراكات مثمرة مع كبار المصنّعين العالميين:

تُعزّز مصر تعاونها مع شركات عالمية رائدة في مجال صناعة الأتوبيسات، مثل شركة فوتون الصينية وشركة مان الألمانية. ومن ذلك كان تعاقد شركة قسطور مصر للصناعة والتجارة مع شركة فوتون الصينية لتصنيع حافلات الأخيرة الكهربائية في مصنع قسطور بمصر. وتُثمر هذه الشراكات عن تصنيع حافلات كهربائية حديثة تُلبي احتياجات النقل العام وتُساهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية.

• منطقة جبل عتاقة “مركز صناعي إقليمي”:

تحتضن منطقة جبل عتاقة بالسويس الجديدة بالقرب من ميناء الأدبية العديد من مصانع الحافلات، وتُشكل مركزًا صناعيًا إقليميًا هامًا. وتُنتج هذه المصانع حافلات عالية الجودة بالتعاون مع الصين. تلبي احتياجات السوق المحلي والسعودي. بالفعل تم تصدير أول 12 أتوبيس لخدمة الحجاج بالسعودية، مع خطط مُستهدَفة لإنتاج 500 أتوبيس سنويًا.

إضافة إلى تجهيز إنتاج سيارات الميكروباص والميكروباص المُجهَّز؛ إنتاج محلي بجودة عالمية، حاملًا اسم “صُنع في مصر”.

كما تُواصل مصر تراثها العريق في تصنيع حافلات لندن ذات الدورين، وتُصدّرها إلى الدول العربية والأفريقية. ويُجسّد هذا الإنجاز قدرة مصر على إنتاج حافلات مُتميزة تُنافس أفضل الماركات العالمية.

• الريادة في مجال الحافلات الكهربائية:

تُسخّر مصر جهودها لتطوير صناعة الحافلات الكهربائية، إيمانًا منها بأهميتها في تحقيق أهداف التحول نحو الطاقة النظيفة. وتُتيح شراكة MCV و Volvo تصنيع حافلات كهربائية في مصر وتصديرها إلى الأسواق الأوروبية، ممّا يُعزّز مكانة مصر في هذا المجال الواعد.

جديرٌ بالذكر أن توقيع الاتفاقية الجديدة بين الشركتين يًمثِّل نقلة نوعية في علاقتهما، حيث تُعزّز التعاون القائم منذ أكثر من 15 عامًا في مجال إنتاج الحافلات للسوقين الإنجليزي والشرق أقصى (سنغافورة وهونج كونج). وتشمل الاتفاقية الجديدة توسيع نطاق التعاون ليشمل إنتاج الحافلات الكهربائية في مصر وتصديرها إلى الأسواق الأوروبية.

استراتيجية شاملة لتوطين الصناعة:

تُنفّذ الحكومة المصرية استراتيجية شاملة لتوطين صناعة الأتوبيسات، وتتضمن ملامح هذه الاستراتيجية:

• زيادة نسب المكون المحلي.

• دعم الشركات الوطنية المتخصصة لإنتاج كافة أنواع الاتوبيسات ( كهرباء -غاز – ديزل) مثل شركة النصر.

لذلك، تشهَد شركة النصر لصناعة السيارات، أحد رواد صناعة السيارات المصرية، خطة متكاملة لإعادة تأهيلها وتطويرها. تهدف الخطة إلى استعادة مكانتها الريادية في السوق. وتشتمل هذه الخطة على تحديث خطوط الإنتاج الحالية باستخدام أحدث التقنيات، وإضافة خطوط إنتاج جديدة لإنتاج مركبات بمختلف أحجامها، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التعاون مع الشركات المحلية.

• التركيز على تصنيع الحافلات الكهربائية، وكذلك تطوير البنية التحتية لصناعة النقل.

• علاوة على ذلك، التخطيط لتحقيق الاكتفاء المحلي، ومن ثَمَّ التصدير مما يساهم في زيادة فرص العمل في هذا المجال الصناعي الهام وتوفير العملة الأجنبية من خلال التصنيع المحلي لحافلات النقل العام في مصر.

• جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والاستفادة بخبراتهم التكنولوجية في هذا المجال، وذلك من خلال خطط استراتيجية تشمل التعاون مع المستثمرين من القطاعين العام والخاص. بعبارة أخري، تهدف هذه الخطط إلى دعم الصناعات التكميلية ونقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعات المكملة لصناعة الأتوبيسات.

أثمرَت جهود مصر في توطين صناعة الأتوبيسات عن نتائج ملموسة، منها بدء تشغيل حافلات مصرية محلية الصُنع ضمن منظومة النقل في العاصمة الإدارية.

مستقبل واعد لصناعة الأتوبيسات المصرية

بفضل الاستراتيجية المُحكّمة والدعم الحكومي المستمر، تتجه صناعة الأتوبيسات المصرية نحو مستقبل واعد. وتُؤكّد مصر عزمها على تحقيق الريادة الإقليمية والعالمية في هذا المجال. وتُساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام يُلبي احتياجات الأجيال القادمة.

ختامًا، يُمثل الدعم الرسمي من الحكومة المصرية، والاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الأتوبيسات، دفعة قوية نحو تحقيق انطلاقة ناجحة في هذا المجال الحيوي، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تصنيع الأتوبيسات محليًا وفقًا لأحدث المواصفات العالمية، بما يساهم في تقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب.

زر الذهاب إلى الأعلى