مصر وإيران تتفاوضان لتطبيع العلاقات وحل القضية الفلسطينية
في تطور لافت للعلاقات المباشرة بين القاهرة وطهران تستمر اللقاءات والاتصالات بين مسؤولي البلدين مدفوعة بأزمة حرب غزة، فى إطار تفاوض لتطبيع العلاقات بين البلدين، وجهود حل مشكلة القضية الفلسطينية.
إذ التقي السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري بالدكتور “حسين أمير عبد اللهيان” وزير خارجية إيران، وذلك يوم ٤ مايو الجاري، علي هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الخامسة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي المُنعقد حاليا في بانجول.
وصرَّح السفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن اللقاء تطرق إلي البنود المُدرجَة على جدول أعمال القمة الإسلامية، حيث توافق الوزيران على أهمية تعزيز التضامن والوحدة بين الدول الإسلامية فى هذا التوقيت الذي يواجه فيه العالم الإسلامى تحدياتٍ جسام.
وكشف المتحدث الرسمي بأن اللقاء تناول بقدر من التفصيل الحرب الجارية في قطاع غزة، حيث حرص الوزير شكري علي إطلاع نظيره الإيراني علي الجهود المصرية التي تستهدف الوصول إلى هدنة تسمح بتبادل الأسري والمحتجزين وصولاً إلي وقف كامل ودائم لإطلاق النار.
كما تم التأكيد على الرفض الكامل لقيام إسرائيل بعمليات عسكرية برية فى رفح الفلسطينية، لما ينطوى عليه ذلك من تعريض حياة أكثر من مليون فلسطيني لخطر داهم، وتفاقم الوضع الانسانى فى القطاع.
كما أطلَع الوزير شكري، نظيره الإيراني علي محصلة اللقاءات التي قام بها خلال الفترة الأخيرة. شمل ذلك اللقاءات التي جرت على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، والاتصالات الثنائية التي أجراها مع عدد من المسؤولين الأوروبيين ومن مختلف دول العالم. تهدف هذه الجهود إلى حلحلة الأزمة والخروج من الحالة الراهنة.
وفي سياق متصل، شدَّد الوزير شكري علي ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، واستمرار نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل كامل وآمن ودون عوائق.
وأردف المتحدث الرسمي، بأن السيد وزير الخارجية أكد كذلك علي أهمية المضي قدماً في تشجيع الدول علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يسهم في تعزيز جهود إقامة الدولة الفلسطينية على أساس رؤية حل الدولتين.
وإختتم المتحدث الرسمي تصريحاته مشيراً إلي أن اللقاء تطرق كذلك إلي مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، علي ضوء الاتصالات واللقاءات السابقة بين الوزيرين وتوجيهات قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية. حيث اتفق الجانبان علي مواصلة التشاور بهدف معالجة كافة الموضوعات والمسائل العالقة سعياً نحو الوصول الي تطبيع العلاقات.
يُذكر أن العلاقات بين مصر وإيران قد تم قطعها عام 1979، ومرت بأكثر من منعطف، إلا أن التوتر بين البلدين استمر، مع اتخاذ مصر موقفاً حذراً من إيران، والنظر بريبة لمشروعها في المنطقة، خاصة في ظل تمددها عبر ميليشيات طائفية دينية داخل العديد من الدول.
كما استغلت إيران جماعات الإسلام السياسي لتطوير لعبتها بالقضية الفلسطينية من خلال فصائل فلسطينية مثل حماس والجهاد، مما أدى إلى تعقيد المشهد بشكل كبير، واستخدام القضية الفلسطينية كسلاح نفوذ إيراني في المنطقة وكورقة ضغط على إسرائيل وحليفها الأمريكي في الشرق الأوسط.
من جانب آخر، تواصل مصر دفع فاتورة الأزمة الإنسانية في غزة، وتحمل أعباء اشتعال الصراع في جوارها المباشر. وتعمل بشكل شبه منفرد على حماية الشعب الفلسطيني وحل قضيته بشكل عادل، بعيداً عن الصراعات الإقليمية التي تُزهق أرواح أبناء فلسطين.