مع ضعف زخم الصعود.. السوق المالية السعودية تواجه ضغط عمليات جني الأرباح

تتجه أنظار المستثمرين في السوق المالية السعودية اليوم الإثنين نحو احتمالية حدوث عمليات جني أرباح جزئية، وذلك في ظل تباطؤ واضح في زخم الصعود مع اقتراب المؤشر الرئيسي “تاسي” من مستوى 12 ألف نقطة.

وبحسب المحللة المالية ماري سالم، بدأت ملامح جني الأرباح بالظهور خلال جلسة مزاد الإغلاق أمس الأحد، حيث أزيلت معظم مكاسب المؤشر في اللحظات الأخيرة من التداول.

وأشارت سالم إلى أن التراجعات المتوقعة لن تكون كبيرة، لكن السوق تواجه صعوبة في تجاوز المستويات الحالية بسبب ضعف أحجام التداول، وفقًا لوكالة الشرق.

أسهم المصارف في صدارة الاهتمام

ومن المتوقع أن تستقطب أسهم المصارف اهتمام المتعاملين اليوم، وذلك استنادًا إلى تقارير من “الجزيرة كابيتال” و”الراجحي المالية”، التي سلطت الضوء على فرص زيادة تقييمات أسهم البنوك.

وأوضحت التقارير أن جاذبية أسهم القطاع البنكي تعززها توقعات نمو القروض من قطاع الشركات، إلى جانب ارتفاع معدلات أرباح البنوك مقارنة بنمو قيمها السوقية.

أحمد الرشيد، المحلل المالي في صحيفة “الاقتصادية السعودية”، أشار إلى أن السوق قد تواجه بعض الضغوط البيعية نتيجة عمليات جني الأرباح، إلا أن القطاع المصرفي يبقى جذابًا للاستثمارات.

وأضاف: “البنوك تعد لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد السعودي، ومن المتوقع أن تستفيد من معدلات النمو الإيجابية خلال العام المقبل”.

أقرأ أيضًا: أرامكو السعودية تخفض أسعار النفط للمشترين في آسيا بأكثر من المتوقع

نمو اقتصادي يدعم الأنشطة غير النفطية

وفي سياق متصل، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية عن تسجيل الاقتصاد نموًا بنسبة 2.8% خلال الربع الثالث من العام الحالي، مدفوعًا بالأساس من نمو الأنشطة غير النفطية والأنشطة الحكومية.

والنمو يعكس توجه السعودية نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وهو ما يدعم قطاعات رئيسية، مثل قطاع الأسمنت.

ووفقًا لتقرير بنك الاستثمار “سيكو”، يتوقع أن يكون قطاع الأسمنت أحد المستفيدين الرئيسيين من مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تنفذ ضمن “رؤية 2030”.

غسان الذكير، الرئيس التنفيذي لشركة “معيار المالية”، أشار إلى أن شركات الأسمنت المدرجة تقيم بشكل رئيسي بناءً على عوائد التوزيعات، ورغم أن تذبذب أسعار الأسهم في هذا القطاع يظل محدودًا، إلا أن المشاريع الكبرى ستسهم في تعزيز الأداء على المدى الطويل.

السوق المالية السعودية
السوق المالية السعودية

قطاع الأغذية وقرارات استراتيجية

ويواصل المتعاملون مراقبة أسهم قطاع الأغذية، خاصة بعد إعلان شركة “صافولا” نيتها إعادة شراء صكوكها الصادرة عام 2019 كجزء من خطتها لإعادة هيكلة رأس المال وخفض تكاليف التمويل.

كما تنتظر الشركة قرار جمعيتها العمومية المرتقب نهاية الأسبوع، والذي سيتضمن مناقشة صفقة التخارج من استثمارها في شركة “المراعي”، حيث تهدف الصفقة إلى خفض رأس المال وتوزيع أسهم على المساهمين.

اقرأ أيضًا: الاقتصاد السعودي ينمو 2.8% في الربع الثالث من 2024

حركة انتقالية بين الأسواق السعودية

وتشهد السوق المالية السعودية أيضًا تطورات مهمة مع انتقال شركة “بنان العقارية” إلى السوق الرئيسية، حيث ستبدأ التداول اليوم بعد موافقة هيئة السوق المالية.

ومن المقرر أن تلتحق بها شركة “جاهز” غدًا الثلاثاء، في حين من المتوقع أن تضيف الشركتان معًا أكثر من 9.5 مليارات ريال إلى رأس المال السوقي للأسهم السعودية.

ومع استمرار مراقبة السوق لعوامل مختلفة مثل زخم التداول ونتائج الشركات المدرجة، تبدو الأسواق متجهة نحو فترة حذرة لكنها مدعومة بتوجهات النمو الاقتصادي والسياسات الاستثمارية الحكومية.

زر الذهاب إلى الأعلى