مقاتلة GCAP الأوروبية على رادار السعودية بعد تعنت أمريكا في تزويدها بالطائرة F-35

يشهد عالم الطيران العسكري تحولاً كبيراً، قد يُعيد تشكيل التحالفات العالمية ويتحدى هيمنة الولايات المتحدة الراسخة في الأجواء، ويكتسب برنامج القتال الجوي العالمي (GCAP)، وهو جهد تعاوني بين المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، زخماً متزايداً بهدفه تسليم طائرة مقاتلة من الجيل السادس بحلول عام 2035.

مقاتلة GCAP الأوروبية على رادار السعودية

والآن، ومع إبداء المملكة العربية السعودية اهتماماً قوياً بالانضمام إلى المشروع، تجذب هذه المبادرة الانتباه ليس فقط لإمكاناتها التكنولوجية الواعدة، بل أيضاً لإمكاناتها في إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية.

إعلان

برنامج GCAP بدأ في ديسمبر 2022 بين إنجلترا وإيطاليا واليابان

تبدأ القصة بتقارب ثلاث دول رئيسية في عالم الدفاع. أطلقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان برنامج GCAP في ديسمبر 2022، حيث دمجت برنامج Tempest البريطاني مع مبادرة F-X اليابانية، وأدرجت خبرة إيطاليا في مجال الفضاء الجوي.

الهدف طموح: إنشاء مقاتلة شبحية تجمع بين الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار المتقدمة وقابلية التشغيل البيني الفريدة، كل ذلك مع تلبية الاحتياجات الأمنية الفريدة للدول المؤسسة.

بخلاف برنامج F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي واجه انتقادات بسبب تجاوزات تكاليفه وهيكله متعدد الجنسيات المعقد، يقوم برنامج GCAP على مبدأ الشراكة المتساوية.

شراكة بين 3 دول لضمان عدم فرض أي دولة توجهاتها

تمتلك كل من شركة BAE Systems البريطانية، وشركة Leonardo الإيطالية، وشركة Mitsubishi Heavy Industries اليابانية حصة 33.3% في المشروع، مما يضمن عدم فرض أي دولة لتوجهاته.

وقد أثمرت هذه الروح التعاونية بالفعل، مع إنشاء مشروع مشترك مقره لندن، وخطط لأول رحلة جوية منذ ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان.

إلا أن ما يميز برنامج GCAP عن نظيراته الأمريكية ليس هيكله فحسب، بل السياق الجيوسياسي المتغير المحيط به، لعقود من الزمن، كانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للمعدات العسكرية المتقدمة لحلفائها حول العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، المشتري الرئيسي لأنظمة الأسلحة الأمريكية.

استبعاد الرياض من برنامج F-35 للحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل

لكن استبعاد الرياض من برنامج F-35، بسبب مخاوف واشنطن بشأن علاقات المملكة مع الصين وسجلها في مجال حقوق الإنسان، ترك فجوة يمكن لبرنامج GCAP سدّها.

ينبع قرار الولايات المتحدة بمنع مقاتلتها الشبحية من الجيل الخامس من المملكة العربية السعودية من سياسة راسخة تتمثل في الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط، وهو موقفٌ أُعيد تأكيده في السنوات الأخيرة على الرغم من الجهود السعودية لتعميق علاقاتها الدفاعية مع واشنطن.

رافال بديلة عن F-35
المقاتلة الأمريكية F-35

وشكّلت زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى الرياض في يناير الماضي نقطة تحوّل، حيث أشارت صفقات الطيران والفضاء بين الشركات السعودية وليوناردو إلى تقارب في العلاقات.

أما اليابان، التي كانت مترددة في البداية بسبب المخاوف الأمنية، فهي منفتحة الآن على التمويل السعودي طالما أنه لا ينطوي على مشاركة مباشرة في العمل أو الوصول إلى تقنيات حساسة.

مميزات طائرة GCAP .. مقاتلة من الجيل السادس

طائرة GCAP، تتميز الطائرة بميزات الجيل السادس: التخفي الشديد، وقدرات الضرب بعيدة المدى، والقدرة على العمل كـ”قائدٍ” لأسطولٍ من الطائرات المُسيّرة.

إن هيكل الطائرة، المصمم بخطوط أنيقة وزاوية، يتضمن مواد متقدمة لتقليل توقيع الرادار الخاص بها بشكل أكبر.

اقرأ أيضاً: قطر تستضيف أكبر مراكزها.. القواعد الأمريكية تسيطر على الشرق الأوسط

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى