ملايين الدولارات السعودية تُحيي مجد الملاكمة وتعيدها لبريقها ومكانتها

القاهرة (خاص عن مصر)- أكد رئيس المجلس العالمي للملاكمة، ماوريسيو سليمان، أن استثمار السعودية تُحيي مجد الملاكمة وسط الرياضات العالمية ويُعيد إحياء سحر الملاكمة وروعتها، مُحاكيًا العصر الذهبي للمُروّج الأسطوري دون كينغ.

في مقابلة أُجريت معه في الرياض، قارن سليمان جهود المملكة الأخيرة لإحياء الملاكمة ببداياتها في لاس فيجاس، عندما كانت تُهيمن عليها كينغ وتُقام فيها مباريات شهيرة ضمت محمد علي وجورج فورمان.

إعلان

على مدار العامين الماضيين، أصبحت المملكة العربية السعودية لاعبًا رئيسيًا في هذه الرياضة، حيث أنفقت ملايين الدولارات لاستضافة مباريات ملاكمة عالية المخاطر بين بعضٍ من أشهر الأسماء في هذه الرياضة.

بفضل الدعم المالي للمملكة السعودية تُحيي مجد الملاكمة، أصبحت الرياض وجهة عالمية لاستضافة فعاليات الملاكمة، بما في ذلك نزال تايسون فيوري ضد أوليكساندر أوسيك في عام 2024، واللذين تجاوزت جوائزهما 100 مليون دولار.

استقطبت أولى هذه النزالات، والتي سُميت “حلقة النار”، 1.5 مليون عملية شراء بنظام الدفع مقابل المشاهدة، وحضرتها شخصيات بارزة مثل أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو ومغني الراب إمينيم.

رؤية أوسع للرياضة والسياحة في السعودية

يُعدّ انخراط المملكة في الرياضات البارزة، مثل الملاكمة، جزءًا من استراتيجية أوسع لتنويع اقتصادها بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومن خلال التركيز القوي على الترفيه والرياضة، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تحسين صورتها، وتحسين جودة حياة مواطنيها، وجذب السياحة العالمية.

تشمل هذه الاستراتيجية استثمارات كبيرة في كرة القدم والجولف وغيرها من الرياضات، مع خطط لاستضافة فعاليات كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2034. تهدف خطوات المملكة أيضًا إلى تحسين صورتها العالمية من خلال المشاركة في الأحداث الرياضية المرموقة واستقطاب المواهب المتميزة من جميع أنحاء العالم.

تأثير السعودية المتنامي على الملاكمة

يُعد تركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي ورئيس الهيئة العامة للترفيه، أحد الشخصيات الرئيسية وراء التأثير المتنامي للمملكة العربية السعودية في الملاكمة، حيث لعب دورًا محوريًا في استقطاب نزالات رفيعة المستوى إلى المملكة.

في إطار استثمارها طويل الأجل في هذه الرياضة، تتعاون المملكة العربية السعودية أيضًا مع مجموعة TKO القابضة، الشركة الأم لـ WWE وبطولة القتال النهائي (UFC)، لإنشاء جهة جديدة لترويج الملاكمة في المنطقة.

كما ناقش سليمان، الذي حضر سباق الجائزة الكبرى للملاكمة التابع لـ WBC لموسم الرياض، وهي بطولة متعددة المراحل تُقام في المملكة، إمكانية تعميق التعاون بين المملكة العربية السعودية وWBC.

هناك محادثات جارية حول تنظيم بطولات ملاكمة مستقبلية في البلاد، وتطوير شراكات دولية، وحتى إنشاء متحف للملاكمة في المملكة العربية السعودية. لا تزال هذه المحادثات في مراحلها الأولى، لكنها تعكس التزام المملكة طويل الأمد بأن تصبح لاعباً رئيسياً في هذه الرياضة.

اقرأ أيضًا: الهجوم على زوكربيرج.. هل يسمح ترامب بتفكيك إمبراطورية ميتا؟ 

التحديات والآفاق المستقبلية للملاكمة في السعودية

على الرغم من الموارد المالية الهائلة التي تُقدمها المملكة العربية السعودية لهذه الرياضة، إلا أن هناك مخاوف بشأن استدامة هذا الإنفاق الباذخ على المدى الطويل.

فمع تباطؤ الاستثمار الأجنبي المباشر وتقلب أسعار النفط، يسود غموض بشأن قدرة المملكة على الحفاظ على هذه الاستثمارات في الملاكمة وغيرها من الرياضات. ومع ذلك، لا يزال سليمان متفائلاً بأن المملكة العربية السعودية ستواصل ضخ الأموال في الملاكمة، على أمل أن تُؤدي هذه الاستثمارات إلى رياضة أكثر توحداً.

سلط رئيس المجلس العالمي للملاكمة الضوء على التحدي الذي يواجهه مُروّجو الملاكمة الآخرون لمضاهاة جوائز المملكة العربية السعودية المالية. وأشار إلى أن المُروّجين في أماكن أخرى قد يحتاجون إلى إيجاد طرق مبتكرة لبيع المزيد من التذاكر، وزيادة الإيرادات، وتأمين صفقات البث عبر منصات البث المتعددة للمنافسة.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى