من قلب الإمارات.. مصرف أبوظبي الإسلامي يسجل أداء تاريخيًا وأرباحًا قياسية في النصف الأول 2025

سجل مصرف أبوظبي الإسلامي أداء استثنائيا خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعا بنمو واسع في الإيرادات وتحقيق مستويات قياسية من الأرباح، مما يعكس قوة استراتيجيته وقدرته على التكيف مع التغيرات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

ووفقاً للبيانات المالية الرسمية، حقق المصرف صافي أرباح قبل الضريبة بقيمة 4 مليارات درهم، بزيادة قدرها 16% على أساس سنوي، فيما بلغ صافي الأرباح بعد الضريبة 3.5 مليار درهم، بارتفاع 15% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

ويؤكد هذا النمو المتسارع زخم الأعمال المستمر ونجاح المصرف في تعزيز قاعدة المتعاملين، إذ انضم نحو 145,000 متعامل جديد خلال الأشهر الستة الأولى من العام.

ارتفاع الإيرادات وتنوع مصادر الدخل

ونمت الإيرادات بنسبة 11% لتصل إلى 5.9 مليار درهم، مقارنة بـ5.3 مليار درهم في النصف الأول من 2024، وهو ما يمثل أداء شاملا عبر جميع القطاعات. وقد استند هذا الأداء إلى تنويع مصادر الدخل وتوسع النشاطات المدعومة بالرسوم، إلى جانب ارتفاع دخل التمويل بنسبة 9% ليبلغ 3.6 مليار درهم، على الرغم من تراجع معدلات الربح في السوق.

ومن جهة أخرى، قفز الدخل غير المرتبط بالتمويل بنسبة 15% ليصل إلى 2.3 مليار درهم، وهو ما يعادل 39% من إجمالي الدخل التشغيلي، بفضل النمو القوي في الرسوم ومبيعات المنتجات المصرفية.

ويشير هذا التوجه إلى تركيز المصرف على التحول الاستراتيجي نحو تنويع الدخل وتخفيف الاعتماد على عوائد التمويل فقط.

كفاءة تشغيلية وإدارة رشيدة للنفقات

وتحسنت نسبة التكلفة إلى الدخل لتصل إلى 28.2%، مقارنة بـ28.6% في النصف الأول من 2024، ما يعكس ارتفاع الإنتاجية والفعالية التشغيلية. وفي المقابل، ارتفعت النفقات التشغيلية بنسبة 9% لتصل إلى 1.7 مليار درهم، وذلك في إطار مواصلة الاستثمار في التحول الرقمي، والمواهب، والتقنيات المالية الحديثة.

جودة أصول متفوقة وانخفاض كبير في المخصصات

وسجل المصرف انخفاضا بنسبة 24% في مخصصات خسائر التمويل والاستثمار، التي بلغت 305 ملايين درهم، ما ساهم في تقليص معدل تكلفة المخاطر إلى 44 نقطة أساس. كما تحسنت نسبة الأصول غير المنتجة إلى 3.5%، وهو أدنى مستوى منذ نهاية 2016، بفضل السياسات الائتمانية المحكمة والإدارة الفعالة للمخاطر.

وارتفعت نسبة تغطية الأصول (شاملة الضمانات) إلى 160.8%، بينما سجلت نسبة التغطية من دون ضمانات قفزة إلى 85.3% مقارنة بـ76.9% قبل عام.

ميزانية عمومية قوية ونمو متوازن في التمويل والودائع

وقفزت إجمالي أصول المصرف بنسبة 22% لتبلغ 260 مليار درهم، بدعم من التوسع في قطاعي التمويل للأفراد والشركات. كما نما تمويل المتعاملين بنسبة 23%، بزيادة سنوية قدرها 31 مليار درهم، فيما ارتفعت الودائع بنسبة 24% لتصل إلى 213 مليار درهم، ما يعكس قوة العلاقة مع العملاء وتوسع الحصة السوقية.

وجدير بالذكر أن الحسابات الجارية والتوفير، والتي تمثل 66% من إجمالي الودائع، شهدت نمواً بنسبة 11%، ما يعزز من استقرار مصادر التمويل.

رأسمال صلب وسيولة مستقرة

وأظهر مصرف أبوظبي الإسلامي مركزا قويا من حيث رأس المال، حيث بلغ معدل كفاية الشق الأول 12.69%، وإجمالي رأس المال 16.56%، بينما استقر معدل الأموال المستقرة عند 80.3%، ونمت الأصول السائلة المؤهلة بنسبة 17.7%.

كما ارتفعت حقوق المساهمين بنسبة 13% لتصل إلى 29 مليار درهم، فيما بلغ العائد على حقوق المساهمين 29.8%، وهو من بين الأعلى في القطاع المصرفي المحلي.

تصريحات القيادة.. التزام بالنمو والاستدامة

أشاد جوعان عويضة سهيل الخييلي، رئيس مجلس الإدارة، بالأداء القوي الذي حققه المصرف، قائلا: “لقد بلغنا مستويات قياسية في صافي الأرباح والعائد على حقوق المساهمين، مدفوعين بزخم متصاعد في أعمالنا وتنفيذ فعال لاستراتيجيتنا”.

وأضاف أن المصرف يواصل دفع أجندة الاستدامة إلى الأمام، من خلال توظيف التمويل لدعم الاقتصاد منخفض الكربون وتنفيذ مبادرات في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية.

نمو مستدام وحصة سوقية متزايدة

ومن جانبه، أكد محمد عبد الباري، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي الإسلامي، أن النتائج تؤكد متانة الأداء واستدامة النمو، مشيرا إلى أن المصرف حقق نموا لافتا في التمويلات والودائع مع الحفاظ على جودة الأصول.

وقال عبد الباري: “حققنا نموا قياسيا في ودائع المتعاملين بزيادة 41 مليار درهم، منها 14 مليار من الحسابات الجارية والتوفير، مما يعكس ثقة السوق بقوة علامتنا التجارية”.

اقرأ أيضا.. من الرياض إلى دبي.. صفقة تاريخية بـ 2.5 مليار ريال تجمع سينومي السعودية والفطيم الإماراتية

استراتيجية متكاملة تقود إلى ريادة طويلة الأمد

وتكشف نتائج النصف الأول من 2025 أن مصرف أبوظبي الإسلامي بات في موقع متقدم على خريطة المصارف الإقليمية، مستفيدا من نموذج أعمال مرن، واستراتيجية تنويع ناجحة، واستثمارات مستمرة في الابتكار.

إن التركيز المتواصل على الاستدامة وكفاءة التشغيل يعزز من قدرته على مواصلة تحقيق نتائج مالية قوية مستقبلاً، بما يصب في صالح المساهمين والعملاء والاقتصاد الوطني.