ميرا جلال ثابت.. حكاية فتاة أشعلت مواقع التواصل في سوريا | شاهد القصة كاملة

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت الفتاة السورية “ميرا جلال ثابت” بعد أسابيع من اختفائها الغامض في مدينة حمص، في حين كان والدها ينتظرها خارج معهد إعداد المدرسين، حيث تدرس، بينما كان هاتفها المحمول بحوزته.
وبحسب تقارير فإن ظهور ميرا المفاجئ، أمس، برفقة عناصر يرتدون زي الشرطة في منزل ذويها بريف تلكلخ، فتح الباب أمام سيل من التساؤلات، خاصة مع بث مقابلة مصورة لها على قناة “الإخبارية السورية”، قالت فيها إنها غادرت منزل أهلها بإرادتها مع شاب يُدعى أحمد.
غير أن هذه الرواية لم تُقنع المتابعين، الذين اعتبروا المقابلة “مفبركة وتحت الضغط”، متهمين الأجهزة الأمنية بمحاولة تحويل “حادثة اختطاف” إلى “قصة حب وزواج شرعي”.
تضارب الروايات حول أزمة “ميرا ثابت” في سوريا
القصة التي تحوّلت إلى قضية رأي عام، تداخلت فيها الروايات المتناقضة، وسط غياب أي تحقيق رسمي من وزارة الداخلية السورية أو الجهات القضائية، فبينما تحدثت بعض الصفحات الموالية عن هروب ميرا طوعًا مع أحمد في إطار علاقة عاطفية، أكد ناشطون من ريف حمص أنها تعرضت لاختطاف وتم نقلها إلى محافظة إدلب، حيث تم تزويجها قسرًا.
خُطفت #ميرا وعادت منقبة: جريمة اختطاف وتزويج قسري بغطاء ديني وأمني في #حمص#ميرا_جلال_ثابت (22 عامًا) من بلدة المخطبية في ريف تلكلخ، خُطفت يوم الأحد 27 نيسان 2025 من داخل معهد إعداد المدرسين في حمص، حيث دخلت لأداء امتحان بعد تلقيها اتصالًا من أنسة في المعهد تُدعى سهى العكاري.… pic.twitter.com/OU4odcKD0T
— Ivan Hassib (@Ivan_Hassib) May 8, 2025
وتداول ناشطون مقاطع فيديو لأحمد، الذي ظهر في مناسبات موالية للنظام، ما أثار شكوكًا حول تمتعه بحماية أمنية وتورط أطراف رسمية في تغطية القضية، فيما انتشر حسابه الشخصي على “فيس بوك” وسط حملة انتقادات واسعة، خاصة بعد ظهوره إلى جانب ميرا في بث مباشر مع الباحث السوري عمر إدلبي، حيث أكدا معًا عدم وقوع اختطاف أو زواج قسري.
يحاول إرهابيو الحكومة الجولانية تحسين موقفهم المخزي في قضية ميرا جلال، الفتاة التي اختُطفت وأُجبرت على الزواج. يظهرون الآن بمسرحية جديدة، حيث يعرضون ميرا وكأنها سعيدة وفي غاية الرضا والسعادة pic.twitter.com/d0urBu4AlX
— Alaa Pasha (@Pasha63173) May 9, 2025
تحذيرات نسوية وحقوقية
بحسب وسائل إعلام سورية، حذرت “رابطة النساء السوريات” في بيان سابق من خطورة غياب التحقيقات المستقلة في قضايا اختفاء النساء، مؤكدة أن هذه الظاهرة باتت تُستخدم للتلاعب بمصير الضحايا، لا سيما في المناطق الخاضعة للنفوذ الأمني والإعلامي المشترك.
من جانبها، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن التغطية على حوادث الخطف والزواج القسري لا تشكّل فقط انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل تتعارض أيضًا مع القوانين السورية النافذة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تُهدد سلامة النساء وتكرّس بيئة الإفلات من المساءلة.
ميرا ثابت وأوضاع النساء في سوريا
بحسب تقارير تُسلّط قضية ميرا ثابت الضوء مجددًا على هشاشة أوضاع النساء في سوريا، خصوصًا في المناطق التي يغيب فيها تطبيق القانون وتُهمّش فيها سلطة القضاء لصالح أجهزة أمنية تتحكم بالسردية الإعلامية.
غياب الرد الرسمي من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الداخلية، يطرح تساؤلات جدية حول مصير فتيات أخريات قد يُواجهن مصيرًا مشابهًا في ظل ضعف الرقابة وانعدام الشفافية.
دعوات للتحقيق في أزمة ميرا ثابت
وبينما لا تزال قضية ميرا تتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، يطالب ناشطون بإجراء تحقيق نزيه يكشف الحقيقة بعيدًا عن محاولات تزييف الوقائع.
ويبقي السؤال هل تكون حادثة ميرا ثابت بداية لكسر الصمت إزاء الانتهاكات بحق النساء في سوريا، أم أنها ستُطوى كغيرها وسط فوضى الروايات وتعدد السلطات؟
اقرأ أيضا
مباحثات على جثة سوريا.. ماذا يدور بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان؟