ناسا تطلق مهمة لاستكشاف إمكانية وجود حياة على أحد أقمار كوكب المشتري
تستعد إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" لإطلاق مركبة فضاء إلى القمر أوروبا الذي يدور حول كوكب المشتري ويعد أحد أبرز الأماكن الواعدة في البحث عن حياة داخل نظامنا الشمسي المهمة
القاهرة (خاص عن مصر) – تستعد وكالة ناسا لإطلاق أول مهمة لها إلى كوكب المشتري منذ أكثر من عقد، حيث ستنطلق المركبة الفضائية “يوروبا كليبر” يوم الاثنين المقبل.
وتركز هذه المهمة على دراسة قمر أوروبا الذي يدور حول كوكب المشتري، ويُعتقد أنه يحتوي على محيط سائل تحت غلافه الجليدي، مما يجعله من بين الأماكن الأكثر وعدًا للبحث عن الحياة في النظام الشمسي.
تفاصيل المهمة وتكلفتها
تتكلف المهمة 5.2 مليار دولار، وتهدف إلى استكشاف ما إذا كان قمر أوروبا، رابع أكبر أقمار كوكب المشتري، يمتلك المكونات والظروف اللازمة لدعم الحياة.
تعتبر “يوروبا كليبر” أكبر مركبة فضائية بين الكواكب تم بناؤها من قبل ناسا، حيث يصل وزنها عند الإطلاق إلى حوالي 12500 رطل، ويشكل الوقود حوالي نصف هذا الوزن. عند فتحها، ستتسع ألواحها الشمسية لأكثر من 100 قدم، وهو ما يعادل طول ملعب كرة سلة.
الأنظمة والأدوات العلمية المستخدمة
تحمل المركبة مجموعة متنوعة من تسعة أنظمة علمية تشمل الكاميرات وأجهزة قياس الطيف ومقياس الطاقة المغناطيسية والرادار، وسيستخدم الباحثون هذه الأدوات لدراسة سطح أوروبا وعمقه بشكل أكثر تفصيلًا مقارنة بالبعثات السابقة.
الإشارات إلى وجود الماء والحياة
يُعتبر سطح القمر أوروبا ناعمًا ولامعًا، ومغطى بالجليد مع قلة الفوهات، مما يشير إلى احتمال وجود محيط تحت الجليد. الدراسات السابقة، مثل قياسات المجال المغناطيسي التي أجرتها مركبة جاليليو التابعة لناسا، تدعم هذا الاحتمال، حيث تشير إلى وجود مياه مالحة.يعتقد العلماء أن أوروبا قد تحتوي على ضعف كمية المياه الموجودة في محيطات الأرض مجتمعة.
اقرأ أيضاً.. روسيا تدعم الأمن الغذائي المصري بتوريد 3 ملايين طن من القمح في صفقة تاريخية
البحث عن علامات الحياة
تُعتبر الطاقة والجزيئات القائمة على الكربون من المكونات الأساسية للحياة، وستكون مهمة “يوروبا كليبر” هي البحث عن علامات تدل على وجودها. وفقًا لروبرت بابالاردو، أحد علماء المشروع، “اوروبا هو المكان الأكثر احتمالًا للحياة خارج كوكب الأرض في نظامنا الشمسي، بسبب توفر المكونات اللازمة للحياة ووجود وقت كافٍ لنشوء الحياة”.
التحليلات والمراقبات
ستقوم المركبة الفضائية بقياس عمق المحيط تحت سطح أوروبا، وتحديد المركبات الكيميائية على الجليد، ورسم خريطة دقيقة للمجال المغناطيسي. كما ستعمل أداة التصوير الحراري على الكشف عن البقع الدافئة التي قد تشير إلى مناطق أرق في الجليد، مما يعني أن المحيط قد يكون قريبًا من السطح.
جمع البيانات وتحليلها
من خلال التحليق فوق القمر، ستجمع أداة على شكل أنبوب جزيئات من الغلاف الجوي الرقيق، بما في ذلك الجزيئات الكربونية المحتملة التي قد تكون مؤشراً لوجود الحياة. كما أن الأداة الأخرى، مطياف الأشعة فوق البنفسجية، ستحدد الجزيئات داخل أعمدة بخار الماء المحتملة عند مرور نجم بعيد خلف أوروبا، حيث يُتوقع أن تُسجل المركبة حوالي 100 حدث من هذه الظاهرة أثناء مهمتها.