نتنياهو مهدد بحكم يصل لـ 10 سنوات في قضية فساد

القاهرة (خاص عن مصر)- يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشهادته لأول مرة في محاكمته الجارية في قضايا الفساد، وهي لحظة محورية في قضية قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.
وفقا لتقرير صنداي تايمز، تسلط هذه المعركة القانونية غير المسبوقة الضوء على مزاعم الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، مما يمثل انخفاضًا كبيرًا في مسيرة أحد أكثر قادة إسرائيل نفوذاً.
مسيرة مهنية تخيم عليها الفضائح
يُتهم نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، باستغلال نفوذه السياسي لتأمين تغطية إعلامية مواتية وهدايا سخية تزيد قيمتها عن 100 ألف جنيه إسترليني، بما في ذلك الشمبانيا والمجوهرات.
يُعرف نتنياهو باسم “الساحر” لقدرته على تحمل العواصف السياسية، وقد نفى التهم بشدة، ووصف المحاكمة بأنها “خدعة” ذات دوافع سياسية دبرها معارضون ليبراليون بهدف الإطاحة به.
وعلى الرغم من شدة الاتهامات، رفض نتنياهو الاستقالة، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع موقفه في عام 2008 عندما طالب رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت بالاستقالة وسط اتهامات بالفساد. وفي نهاية المطاف استقال أولمرت، وأدين، وقضى فترة في السجن، مما وضع سابقة اختار نتنياهو عدم اتباعها.
أقرا أيضا.. قطر تدعو مصر وأمريكا وإسرائيل لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة
التأخير القانوني وسط مزاعم الأمن القومي
لقد شاب محاكمة نتنياهو، التي بدأت في عام 2020، العديد من التأخيرات. وقد سعى فريق الدفاع عنه مرارًا وتكرارًا إلى التأجيل، مستشهدًا بأزمات الأمن المستمرة في إسرائيل، بما في ذلك الصراع متعدد الجبهات في البلاد.
مع ذلك، نفت ريفكا فريدمان فيلدمان، قاضية محكمة منطقة القدس المشرفة على القضية، أي تأخيرات أخرى بعد منحها سابقًا تأجيلًا في الصيف.
بلغت الحجة الأمنية ارتفاعات دراماتيكية عندما ظهر مستشار نتنياهو في المحكمة بهاتف أحمر، يقال إنه كان يتصل مباشرة برئيس الوزراء، الذي سعى إلى شرح الحاجة إلى التأخير شخصيًا. رفض القضاة التواصل معه، مما يؤكد عزم القضاء على المضي قدمًا.
شهادة عالية المخاطر
في خطوة لمعالجة المخاوف الأمنية، نقلت المحكمة شهادة نتنياهو إلى قاعة تحت الأرض في محكمة منطقة تل أبيب. وعلى مدى الأسابيع المقبلة، سيواجه رئيس الوزراء استجوابًا من قبل فريق الدفاع عنه واستجوابًا مضادًا من قبل الادعاء.
تنبع التهم الموجهة إليه من ثلاث قضايا، يشار إليها بالقضايا 1000 و2000 و4000، والتي تزعم مزيجًا من الرشوة والسلوك غير الأخلاقي.
وقد تمت تبرئة نتنياهو سابقًا من التورط في قضية منفصلة تتعلق بشراء غواصات ألمانية الصنع.
كما تورطت زوجته سارة نتنياهو في تلقي هدايا باهظة الثمن لكنها ليست متهمة في المحاكمة.
يقدر الخبراء القانونيون أن حكم المحاكمة قد لا يصل حتى عام 2026، ومن المرجح أن تؤدي الاستئنافات المحتملة إلى إطالة العملية. وإذا أدين، يواجه نتنياهو عقوبة قصوى تصل إلى عشر سنوات، مما يثير تساؤلات حول مستقبله السياسي والعواقب الأوسع على السياسة الإسرائيلية.
تؤكد هذه المحاكمة على التوتر بين الحكم والمساءلة في دولة تكافح التحديات الداخلية والخارجية. وبينما يقف نتنياهو على المنصة، يواجه إرثه والنظام القانوني الإسرائيلي اختبارًا لا مثيل له.