اقتصاد

هل يدفع الصراع الإقليمي مصر لتطبيق اقتصاد الحرب؟.. خبير يجيب

في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، أطلق رئيس مجلس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولي، تصريحات هامة تتعلق بإمكانية التحول إلى “اقتصاد الحرب” في حالة استمرار النزاعات الإقليمية.

وأكد مدبولي على أهمية الاستعداد للأسوأ في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة، مشيراً إلى أن الدولة قد تضطر إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان استمرارية توفير السلع الأساسية والخدمات الحيوية للمواطنين.

كما أشار إلى ضرورة ضبط الإنفاق وتقليل النفقات غير الضرورية، مؤكداً على أهمية تأمين احتياجات المواطن من الغذاء والدواء والملبس في حالة تفاقم الأوضاع الإقليمية.

التحذيرات من اقتصاد الحرب

تصريحات مدبولي تثير مخاوف من احتمال اللجوء إلى اقتصاد الحرب، حيث يخشى أن تؤدي الصراعات في المنطقة إلى أزمة اقتصادية واسعة النطاق، ففي ظل احتدام النزاع بين الاحتلال الإسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، وأيضاً بين حزب الله في لبنان، تزداد المخاوف من أن يتسع نطاق الحرب ليشمل قوى إقليمية أكبر مثل إيران.

وتشير التحليلات إلى أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تأثيرات كارثية على الاقتصاد الإقليمي والدولي، بما في ذلك زيادة هائلة في أسعار النفط وتعطيل حركة التجارة عبر ممرات استراتيجية مثل مضيق باب المندب.

هل يمكن أن نصل إلى اقتصاد الحرب؟

من جهته، تحدث الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، عضو مجلس الأعمال المصري الكندي، لـ “خاص عن مصر” عن هذه التحولات المتوقعة وآثارها على الاقتصاد المصري والعالمي.

ووفقاً لخطاب، فإن مدبولي يسعى إلى طمأنة الشعب المصري من خلال تأكيد وجود مخزون استراتيجي كافٍ من السلع الأساسية مثل القمح والبترول، موضحًا أن مصر تتمتع حالياً باحتياطي استراتيجي يمكنه تغطية احتياجات البلاد لعدة أشهر، مما يضمن استمرارية إمدادات السلع الأساسية حتى في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

كما أوضح خطاب أن رئيس الوزراء أكد على أن الحكومة المصرية تواصل اتخاذ تدابير استباقية لتعزيز هذا المخزون وضمان تأمين الغذاء والدواء للمواطنين، في إشارة إلى بدء الإنتاج المحلي للقمح في أبريل، وهو ما يعزز القدرة الوطنية على مواجهة الأزمات.

وتابع: “لكن في حال توسعت الحرب وتدخلت دول إقليمية مثل إيران بشكل مباشر في الصراع ونشبت حرب بين إيران وإسرائيل، فإن أسعار النفط قد تشهد ارتفاعاً هائلاً، ربما يصل إلى 40%، وهو ما سينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي، ولن يتوقف الأمر عن نقص في إنتاج النفط من إيران، ولكنها أيضًا ستغلق باب المندب في وجه ناقلات النفط العالمية”.

الخبير الاقتصادي أحمد خطاب رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي
الخبير الاقتصادي أحمد خطاب رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي

احتمالات التدخل الدولي

وأشار خطاب إلى أن المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، قد يسعى إلى منع اتساع رقعة النزاع بين إسرائيل وإيران، وذلك لعدة أسباب، من بينها قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفضلاً عن ذلك، فإن الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية كبيرة نتيجة الكوارث الطبيعية، مثل الإعصار الذي ضرب ولايتي فلوريدا وتكساس، والذي تسبب في دمار واسع في البنية التحتية.

وأكمل: “هذه الظروف قد تجعل الحكومة الأمريكية أكثر حذراً في دعم توسع الحرب في الشرق الأوسط، إذ أن لديها أولويات داخلية هامة، مثل تعويض المتضررين وإعادة بناء البنية التحتية”.

وفيما يتعلق بإسرائيل، أوضح خطاب أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من تأثيرات سلبية كبيرة جراء الصراع المستمر، حيث تتعرض المدن الكبرى مثل تل أبيب لهجمات متكررة بالصواريخ، مما يسبب شللاً في النشاط الاقتصادي.

وأضاف أن المواطنين الإسرائيليين يقضون معظم وقتهم في الملاجئ والأنفاق، وهو ما يسبب ضغطاً نفسياً ومالياً كبيراً على حكومتهم، وبالتالي من المتوقع أن تحاول إسرائيل تجنب توسع الحرب خوفاً من المزيد من الخسائر المالية والاقتصادية.

التدخلات الدولية المحتملة

خطاب أشار أيضاً إلى دور محتمل للدول الغربية في احتواء الصراع، حيث يُتوقع أن تتدخل دول مثل فرنسا لإيجاد حلول سياسية تنهي النزاع، خاصة وأنها كانت من أوائل الدول التي أبدت دعماً للبنان ضد تصاعد العنف، في حين من المتوقع أن تضغط فرنسا والدول الأوروبية الأخرى لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، والتوصل إلى تسوية سياسية تُجنب المنطقة المزيد من الدمار.

التوقعات المستقبلية

وفي نهاية حديثه، أعرب خطاب عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من احتواء التصعيد الحالي في الشرق الأوسط، ومنع تحول النزاع إلى حرب شاملة قد تؤثر على استقرار المنطقة بشكل كبير.

وأكد على أن مصر ستواصل العمل على تعزيز بنيتها التحتية وتطوير قطاعات مثل الزراعة والطاقة لتكون قادرة على الصمود أمام أي أزمات مستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى