وابل من الصواريخ الباليستية..خسائر إسرائيل الفادحة جراء تكاليف اعتراض الهجوم الإيراني
رغم إطلاق 180 صاروخًا باليستيًا، أرادت إيران الاحتفاظ بمعظم مخزونها في حالة اندلاع حرب شاملة
يمثل إطلاق إيران مؤخرًا 180 صاروخًا باليستيًا عالي السرعة على إسرائيل تصعيدًا كبيرًا في تكتيكاتها العسكرية، مما يشير إلى نية طهران التسبب في أضرار جسيمة، حسب تحليل الجارديان البريطانية.
بحسب خاص عن مصر، فعلى عكس الهجمات السابقة الأكثر قابلية للتنبؤ، فإن الوتيرة السريعة والحجم الهائل لهذا الهجوم صُمما لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية. ومع ذلك، رغم حجم الهجوم، تشير التقارير الأولية إلى أنه لم يسفر عن وفيات إسرائيلية.
التهديدات عالية السرعة: تحدي اعتراض الصواريخ الباليستية
تسافر الصواريخ الباليستية، مثل طرازي عماد وغدر الإيرانيين، بسرعات مذهلة، وغالبًا ما تتجاوز ستة أضعاف سرعة الصوت. وفي هجوم يوم الثلاثاء، نشرت إيران أيضًا صاروخها الأسرع من الصوت فاتح-2، والذي يقال إنه يصل إلى سرعات تصل إلى 10000 ميل في الساعة. إن هذه الصواريخ، التي يمكنها أن تسافر من إيران إلى إسرائيل في 12 دقيقة فقط، تشكل تحدياً هائلاً لأنظمة الدفاع الإسرائيلية.
رغم سرعتها، فإن فشل صواريخ إيران في إحداث أضرار جسيمة يشير إلى أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية كانت فعالة إلى حد كبير. ولعبت أنظمة أرو 2 وأرو 3 الأمريكية الإسرائيلية، المصممة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، دوراً حاسماً في التخفيف من التهديد، إلى جانب أنظمة مقلاع داود متوسطة المدى وأنظمة القبة الحديدية قصيرة المدى.
الضغوط المالية على الجانبين
تكلفة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية هائلة. على سبيل المثال، يكلف صاروخ أرو حوالي 3.5 مليون دولار لكل إطلاق، في حين يبلغ سعر صواريخ مقلاع داود الاعتراضية مليون دولار لكل منها. ومع إطلاق أكثر من 100 صاروخ في ليلة واحدة، فإن الخسائر المالية لهذا الجهد الدفاعي يمكن أن تمتد بسهولة إلى مئات الملايين من الدولارات. من ناحية أخرى، فإن الصواريخ الإيرانية أقل تكلفة بكثير، وتقدر بحوالي 80 ألف جنيه إسترليني لكل منها.
أقرا أيضا.. إيران تطلق 180 صاروخًا باليستيًا ضد إسرائيل..تتوعد بالرد
إن هذا التفاوت المالي يسلط الضوء على الضغوط الطويلة الأمد على قدرات إسرائيل الدفاعية، إذا استمرت إيران في شن هجمات واسعة النطاق. فطهران، التي تقدر مخزوناتها بنحو 3000 صاروخ باليستي، ربما تحتفظ بترسانتها لحرب شاملة محتملة مع إسرائيل. والواقع أن هجوم يوم الثلاثاء، على الرغم من أهميته، لا يمثل على الأرجح سوى جزء ضئيل من قدرات إيران.
إغراق دفاعات إسرائيل: هدف استراتيجي
من المرجح أن يكون القرار بإطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ في مثل هذه الفترة القصيرة يهدف إلى استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية. ورغم أن أنظمة إسرائيل متطورة، فإن مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية ليست غير محدودة، وهو ما يثير المخاوف بشأن المدة التي يمكن أن تستمر فيها مثل هذه الدفاعات في صراع طويل الأمد.
يشير دان صباغ، المحلل العسكري، إلى أن تكتيك إيران المتمثل في إغراق الدفاعات بكمية كبيرة من الصواريخ يشكل استراتيجية أساسية، وخاصة في ضوء تكلفة الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية مقارنة بالصواريخ الإيرانية.
رغم هذا، يبدو أن هجوم إيران لم يكن ذا تأثير قوي عسكرياً، تماماً مثل هجومها السابق في أبريل، حيث نجحت تسعة صواريخ باليستية من أصل 120 صاروخاً في ضرب أهدافها. وفي تلك الحالة، كان الضرر ضئيلاً، ولم يؤثر إلا على قاعدتين جويتين.
التحول التكتيكي الإيراني: التخلي عن الأسلحة الأبطأ
في هذا الهجوم الأخير، اختارت إيران عدم استخدام طائرات بدون طيار أبطأ أو صواريخ كروز، والتي كانت تعتمد عليها بشدة في الضربات السابقة. وتعتبر طائرات شاهد بدون طيار، التي زودت بها إيران روسيا أيضاً لاستخدامها في أوكرانيا، أهدافاً بطيئة نسبياً وسهلة لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وعلى نحو مماثل، تفتقر الصواريخ المجنحة، على الرغم من قدرتها على المناورة للتهرب من الاعتراض، إلى سرعة الصواريخ الباليستية، مما يجعلها أقل فعالية ضد خصم مجهز تجهيزاً جيداً مثل إسرائيل.
يشير هذا التحول في التكتيكات إلى اعتراف إيران بحدود الأسلحة الأبطأ حركة في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المتطورة. ومن خلال التركيز على الصواريخ الباليستية الأسرع والأصعب اعتراضاً، يبدو أن طهران تعدل استراتيجيتها لتعظيم فرص اختراق دفاعات إسرائيل.
جاء هجوم إيران على إسرائيل بعد أيام قليلة من اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، مما يشير إلى نية طهران الرد بسرعة. وقد انتشرت تحذيرات من الهجوم الوشيك قبل ساعات من إطلاق الصواريخ، ربما بناءً على صور الأقمار الصناعية أو الاتصالات التي تم اعتراضها. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن إيران ربما أخطرت روسيا بالهجوم مسبقًا.