واشنطن تنشر مسيرة MQ-9A القتالية في كوريا الجنوبية.. رسالة ردع ضد الصين والجارة الشمالية
تستعد الولايات المتحدة لنشر طائرة MQ-9A Reaper بدون طيار في قاعدة “غونسان” الجوية التابعة لها في كوريا الجنوبية، ضمن عملية انتشار دورية من المقرر أن تبدأ في النصف الثاني من عام 2025.
وستمثل هذه الخطوة أول انتشار تشغيلي منتظم للطائرة في البلاد، بهدف تعزيز قدرات الاستطلاع والردع في منطقة تزداد فيها التهديدات العسكرية تعقيداً، في خطوة لافتة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية.
أمريكا تنشر المسيرة القتالية MQ- 9A في كوريا الجنوبية
ووفقاً لما كشفه مصدر عسكري كوري جنوبي لصحيفة كوريا تايمز، من المتوقع أن تبقى الطائرة في القاعدة عدة أشهر قبل نقلها إلى موقع آخر، في إطار استراتيجية التناوب الأمريكي.
وتُعد قاعدة غونسان، الواقعة على بُعد 178 كيلومتراً جنوب العاصمة سول، مقراً للقوات الجوية السابعة التابعة للقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية (USFK). ورغم استخدام الطائرة سابقاً في تدريبات ومناورات، فإن هذه هي المرة الأولى التي تُنشر فيها ضمن إطار عملياتي دائم.
طائرة متعددة المهام بقدرات استخباراتية وهجومية فائقة
تُعد MQ-9A Reaper من الطائرات القتالية متعددة المهام، وقد طورتها شركة جنرال أتوميكس لصالح القوات الجوية الأمريكية، وهي مخصصة بالأساس لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، إلى جانب تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف متحركة أو عالية القيمة.
تتميز الطائرة بمجموعة متقدمة من الحساسات متعددة الأطياف، ونظام اتصالات متعدد الأنماط، يتيح لها تنفيذ مهام متنوّعة تشمل الإسناد الجوي القريب، وإنقاذ القوات، وتحديد الأهداف بالليزر، ومرافقة القوافل، ومراقبة الغارات، والتوجيه النهائي للضربات.
بفضل بنيتها القابلة للتخصيص، يمكن تجهيز الطائرة بأنظمة متقدمة مثل رادار الفتحة الاصطناعية، ومحددات الليزر، وكاميرات حرارية وبصرية.
وتبلغ حمولتها القصوى 3,750 كيلوجراماً، ما يسمح لها بحمل طيف واسع من الأسلحة الدقيقة، من بينها صواريخ AGM-114 Hellfire، وقنابل GBU-12 Paveway II، وGBU-38 JDAM، وGBU-49، وGBU-54، وهو ما يجعلها أداة فعالة ضد الأهداف المدرعة أو المحصنة بدقة عالية وأضرار جانبية محدودة.
كما جرى تعديل الطائرة لتناسب العمليات بعيدة المدى، من خلال خزانات وقود إضافية ونظام حقن مائي-كحولي، ما يمنحها مدىً تشغيلياً يتجاوز 1,600 ميل بحري.
وعلى الرغم من افتقارها لأنظمة دفاع نشطة أو دروع، فإنها تعتمد على التحليق على ارتفاعات شاهقة ونظام التشغيل عن بُعد (Remote Split Operations) الذي يقلل من المخاطر على الأفراد في الخطوط الأمامية، حيث يتولى الفريق المحلي فقط الإقلاع والهبوط، بينما تتم العمليات بالكامل من مواقع بعيدة.
تصعيد استراتيجي في مواجهة التهديدات الصينية والكورية الشمالية
يأتي هذا الانتشار في ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية في شمال شرق آسيا، حيث تكثف الصين أنشطتها العسكرية في البحر الأصفر، بينما تواصل كوريا الشمالية تطوير برامجها النووية والصاروخية.
ورغم امتناع القيادة الأمريكية عن التعليق الرسمي على خطة الانتشار، أكدت أن الأولوية تبقى لتعزيز الجاهزية العملياتية، وتقوية التحالف الثنائي مع سيول.
ويشير نشر طائرة MQ-9A Reaper إلى اتجاه استراتيجي أمريكي نحو تكثيف المراقبة الدقيقة والردع في منطقة شديدة الحساسية، وسط اختلالات متزايدة في ميزان القوى.
وبينما لم تُعلن بعد تفاصيل التناوب بالكامل، فإن اختيار “الريبر” يعكس رغبة واشنطن في البقاء على اطلاع دائم بمجريات الأمن الإقليمي المتغيّر.
اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية تقترب من صفقة تاريخية لشراء 40 طائرة “يوروفايتر تايفون” بقيمة 5 مليارات يورو