والد الرئيس السوري: إسرائيل تتعرض لـ زلزال عسكري وإيران أمام لحظة تاريخية فاصلة

اعتبر الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل، و”حرب كسر عظم” قد تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، وتفتح أمام طهران فرصة تاريخية لا يجب أن تُضيّع.
وقال الدكتور الشرع عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، إن “العدو الصهيوني لم يبدأ هذه الحرب فجأة، بل خطّط لها منذ سنوات طويلة، مدفوعًا بأطماع استعمارية تهدف للسيطرة على الشرق الأوسط”.
مشيرًا إلى أن ذلك جرى بدعم أمريكي وغربي كامل بعد هجمات 7 أكتوبر 2033، التي استُغلت لتبرير حملات التحريض ضد الفلسطينيين، وتمويل العدوان على غزة ولبنان والضفة الغربية.
وأضاف: “نتنياهو اعتقد أن بإمكانه تكرار سيناريو الحرب على غزة في مواجهة إيران، لكنه لم يدرك أن إيران ليست حماس ولا حزب الله، بل دولة قوية تمتلك قدرات ردع هائلة، وقادرة على نقل المعركة إلى عمق المدن المحتلة”.
زلزال عسكري في إسرائيل بعد ضربات إيران
وصف الدكتور الشرع الرد الإيراني على العمليات الإسرائيلية بأنه “زلزال عسكري واستراتيجي”، مشيرًا إلى أن “لأول مرة يشهد العالم هذا الكم من الدمار في الداخل الإسرائيلي، من حيفا إلى تل الربيع، وصولًا إلى قلب مراكز الأبحاث والسيطرة العسكرية”.
وأضاف: “تم استهداف منشآت نووية كمفاعل ديمونا، ومراكز استخباراتية حساسة، ومقار التكنيون، وهي العمود الفقري للمنظومة الأمنية والعلمية للعدو… وهذه الضربات أصابت البنية التحتية والفوقية للكيان بأضرار هائلة”.
إسرائيل تتخبط بعد ضربات إيران
وأشار والد الرئيس السوري إلى أن المشهد اليوم تغيّر بشكل لافت، موضحًا أن “المفاجأة الكبرى لم تكن فقط في الرد الإيراني، بل في حجم التعاطف الشعبي والرسمي العربي والإسلامي مع طهران، حيث أعلنت دول كبرى مثل باكستان والسعودية وتركيا وماليزيا وإندونيسيا مواقف واضحة، تدعم إيران وتدين العدوان الصهيوني”.
ولفت إلى أن الشارع العربي بدأ يرى للمرة الأولى صورة مغايرة: “الكيان الذي اعتاد أن يضرب دون أن يُضرب، ويقتل دون أن يُحاسب، يتلقى اليوم الضربات في عمقه… ويتخبط سياسياً وعسكرياً”.
أطماع “إسرائيل” في سوريا والمنطقة
وتطرّق الدكتور الشرع إلى الدور الإسرائيلي في سوريا، مشيرًا إلى أن “الاحتلال لم يتوقف عن استباحة الأرض السورية، من الجنوب إلى جوار القصر الجمهوري، وأقام مرصدًا تجسسيًا ضخمًا على جبل الشيخ، وكان يخطط لتقسيم سوريا وإنشاء كيانات طائفية، ويطرح خرائط توسعية تشمل أراضٍ من مصر والسعودية والأردن وسوريا والعراق ولبنان”.
وأكد أن المشروع الصهيوني التوسعي يهدف إلى فرض “إسرائيل الكبرى” كقوة تضاهي الولايات المتحدة وتنافس أوروبا وروسيا.
دعوة صريحة لـ إيران
وفي ختام رسالته، وجّه الدكتور حسين الشرع خطابًا إلى القيادة الإيرانية قائلاً:”إيران اليوم تقف على مفترق طرق… الغطاء الشعبي العربي والإسلامي متوفر، والدعم السياسي يتعاظم. لا تضيعوا هذه الفرصة كما ضاعت فرص سابقة بسبب سياسات خاطئة عمّقت العداء بينكم وبين شعوب المنطقة”.
وأضاف: “المعركة واحدة، والعدو واحد، والمصير مشترك. المطلوب اليوم هو خطاب جامع، ورؤية تحررية شاملة، تضع فلسطين في القلب، وتعيد ترتيب التحالفات على أساس مقاومة المشروع الصهيوني، لا تغذية الانقسام بين أبناء الأمة”.
من هو الدكتور حسين الشرع؟
يُعد الدكتور حسين الشرع أحد أبرز الشخصيات الفكرية والسياسية في سوريا المعاصرة، وهو والد الرئيس السوري أحمد الشرع. وُلد في محافظة درعا جنوبي سوريا، ويُعرف بانتمائه القومي العروبي وبدفاعه العلني عن القضية الفلسطينية منذ سبعينيات القرن الماضي.
يحمل الدكتور الشرع درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية، وشغل في فترات سابقة مواقع أكاديمية مهمة في عدد من الجامعات السورية، حيث درّس الفلسفة السياسية والنظم الفكرية المعاصرة، وله مساهمات بحثية في قضايا الفكر القومي والتحرر الوطني.
عُرف بمواقفه النقدية الجريئة تجاه السياسات الغربية في المنطقة، كما كان من أوائل المثقفين السوريين الذين حذروا مما وصفه بـ”مشروع التفتيت الصهيوني الأمريكي” في العالم العربي.
وبعد تصدّر نجله أحمد الشرع للمشهد السياسي وتوليه رئاسة سوريا خلال المرحلة الانتقالية، حرص الدكتور حسين الشرع على عدم التدخل المباشر في الشأن التنفيذي، لكنه ظل صوتًا فكريًا مؤثرًا ومعبّرًا عن المزاج القومي المقاوم داخل بعض دوائر السلطة.
اقرأ أيضا
زعم أن إيران تريد إنهاء حياة ترامب.. كيف يخطط نتنياهو لتوريط واشنطن في الحرب مع طهران؟