وسط غضب شعبي واتهامات سياسية.. هل أشعل نتنياهو حرب غزة للحفاظ على منصبه؟

جاء قرار الحكومة الإسرائيلية باستئناف الحرب في غزة ليثير حالة من الجدل والغضب داخل إسرائيل خاصةً مع الإعلان عن عودة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير  زعيم حزب “عوتسما يهوديت” إلى الحكومة.

وكان بن غفير قد رحَّب باستئناف العمليات العسكرية على قطاع غزة، عقب موجة واسعة من الغارات الجوية على القطاع الساحلي، قتلت أكثر من 400 فلسطيني؛ وذلك بعد أسابيع من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

وقال بن جفير في بيان: “نرحب بعودة إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى القتال العنيف”.

وتابع: “كما قلنا في الأشهر الأخيرة، عندما انسحبنا (من الحكومة)، يجب على إسرائيل العودة إلى القتال في غزة. هذه هي الخطوة الصحيحة والأخلاقية والمعنوية والأكثر تبريراً، للقضاء على حماس واستعادة أسرانا. يجب ألا نقبل بوجود منظمة حماس، ويجب تدميرها”، بحسب وصفه.

انتقادات داخل إسرائيل لعودة الحرب في غزة

رداً على إعلان عودة بن جفير إلى حكومة نتنياهو، قالت عضوة الكنيست، ميراف ميخائيلي، عن الحزب الديمقراطي: “بن جفير يعود، لكن الأسرى ليسوا كذلك”.

وأبدت عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، استياءها الشديد من استئناف القتال، معتبرةً أن الحكومة الإسرائيلية “تخلَّت عن المختطفين”.

اتهامات لنتنياهو بالتخلي عن الرهائن بعد عودة الحرب في غزة

وجاء في بيان صادر عن “مقر العائلات لاستعادة المختطفين”: “أعظم مخاوف عائلات الرهائن ومواطني إسرائيل قد تحقَّقت. حكومة إسرائيل اختارت التخلي عن المختطفين. نحن مصدومون، غاضبون، وقلقون من التحطيم المتعمَّد للعملية الهادفة لاستعادة أحبائنا من الأسر الرهيب لدى حماس”.

وأضاف البيان، أن “العودة إلى القتال قبل استعادة آخر مختطف ستكلف حياة 59 مختطفًا لا يزالون في غزة، ويمكن إنقاذهم وإعادتهم”، مشددًا على أن استئناف القتال “يهدف إلى تحرير المختطفين هو تضليل كامل، فالضغط العسكري يعرض المختطفين والجنود للخطر”.

مكاسب نتيناهو من عودة الحرب في غزة

وعلى الصعيد السياسي، تصاعدت الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وسط اتهامات له باستخدام الحرب لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية.

ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عددًا من قادة الاحتجاج ضد نتنياهو، في الكنيست أعلنوا استمرارهم في المظاهرات رغم التصعيد العسكري، مشيرين إلى أن “نتنياهو يخشى الشارع، ويدرك أن أيام حكومته معدودة”.

وفي هذا السياق، قال الجنرال الإسرائيلي السابق، نوعام تيبون، في حديث مع هيئة البث الإسرائيلية: “لا يمكن تجاهل الدوافع السياسية والشخصية لنتنياهو في قرار العودة إلى القتال، بما في ذلك إعادة حزب (قوة يهودية) بزعامة إيتمار بن جفير إلى الحكومة، وتمرير قانون الموازنة الذي قد يؤدي إلى انهيار الحكومة، إذا فشل في الكنيست”.

كما أشار تيبون إلى أن تصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو مرتبط بقراره إقالة رئيس “الشاباك”، بعد تزايد الخلافات بينهما.

الحرب من أجل البقاء في السلطة

واتهم يائير جولان زعيم حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه قرر استئناف حرب غزة “من أجل الحفاظ على وجوده بالسلطة”، وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وقال جولان في منشور على منصة “إكس”، إن “الجنود في الميدان والمحتجزين لدى حماس هم أوراق في لعبة نتنياهو للبقاء”.

وتابع: “نتنياهو يستخدم حياة مواطنينا والجنود؛ لأنه يرتعد من الخوف فيما يتظاهر الناس ضد إقالة رئيس الشاباك”.

وأضاف أن الإسرائيليين “لا يجب أن يدعوا الجنون يفوز”، ودعاهم إلى التظاهر لـ”الحفاظ على دولة إسرائيل، من يدي هذا الرجل الفاسد والخطير”.

وتشكل حزب الديمقراطيين باندماج حزب العمل وحزب ميرتس في يوليو 2024.

إلغاء جلسة محاكمة نتنياهو

وجاءت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، قبل ساعات من تظاهرة كبيرة مقررة في تل أبيب، ضد نتنياهو بعد قراره إقالة رئيس الشاباك رونين بار، لـ”انعدام الثقة فيه”.

كما تأتي قبل إحدى جلسات محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد، لكن تلك الجلسة ألغيت عقب استئناف الحرب، بطلب من نتنياهو.

اقرأ أيضًا: غضب عربي ودولي واتهامات لأمريكا.. كيف تفاعلت عواصم العالم مع تجدد الحرب في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى