أجواء إيجابية وخلافات شكلية.. هل اقتربت إيران وأمريكا من اتفاق نووي جديد ؟

مع اقتراب الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران، برزت مؤشرات على تباين في مواقف الجانبين بشأن شكل وطبيعة الاتفاق المنشود، وسط ضغوط زمنية يفرضها البيت الأبيض ومخاوف إيرانية من استعجال التفاهم على قضايا فنية معقدة.
إيران وأمريكا بين اتفاق مؤقت أو نهائي
كشفت مصادر مطلعة على سير المحادثات بحسب موقع “أكسيوس” أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، خلال لقاء في العاصمة الإيطالية روما، أن التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون 60 يوماً سيكون أمراً بالغ الصعوبة، مقترحاً في المقابل دراسة خيار اتفاق مؤقت.
وأوضحت المصادر أن عراقجي أشار إلى أن “الطبيعة التقنية التفصيلية” لأي اتفاق نووي تتطلب وقتاً أطول لتدارسها، ما يجعل الوفاء بالمهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً غير واقعي. وطرح عراقجي تساؤلاً مباشراً عما إذا كان من الأفضل البدء باتفاق مؤقت يمهد لاتفاق شامل لاحقاً.
في المقابل، تمسّك ويتكوف بموقف إدارة ترامب الرافض لمناقشة أي اتفاق جزئي في المرحلة الحالية، مشدداً على أن التركيز ينصب على التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الإطار الزمني المحدد. ومع ذلك، لم يغلق ويتكوف الباب تماماً أمام خيار الاتفاق المؤقت، مشيراً إلى إمكانية إعادة النظر فيه لاحقاً إذا استدعت الحاجة.
تقدم ملحوظ في محادثات أمريكا وإيران
المحادثات التي جرت في روما شهدت وساطة مباشرة من وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، وتم خلالها عقد لقاءات غير مباشرة وأخرى مباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإيراني على اقتراح الاتفاق المؤقت، نفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة صحة هذه المعلومات، معتبرة إياها “غير دقيقة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العُمانية أن المحادثات أسفرت عن توافق الطرفين على “الدخول في المرحلة التالية من المفاوضات”، والعمل على “اتفاق عادل ودائم وملزم” يضمن خلو إيران من الأسلحة النووية، ويرفع عنها العقوبات، ويكفل في الوقت ذاته حقها في تطوير الطاقة النووية السلمية.
مهلة أمريكية وإشارات إلى تصعيد محتمل مع إيران
كان الرئيس ترامب قد حدّد مهلة زمنية تمتد لشهرين من أجل التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، وأمر في الوقت نفسه بحشد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تحسباً لاحتمال فشل المسار الدبلوماسي.
وبحسب تقارير صحفية، فإن الخيارات المطروحة لدى البيت الأبيض تشمل توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أو دعم هجوم إسرائيلي محتمل.
تفاهمات أولية بين أمريكا وإيران
خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الصينية بكين، صرّح عباس عراقجي بأن المفاوضات مع الجانب الأمريكي أحرزت “تقدماً جيداً للغاية”، وأن الطرفين توصلا إلى “تفاهم أفضل” بشأن المبادئ العامة للاتفاق المحتمل، مشيراً إلى أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق اختراق في المسار التفاوضي.
وسط هذه التطورات، تبقى الأنظار معلقة على الجولة القادمة من المفاوضات، حيث سيتضح ما إذا كانت التفاهمات الأولية ستتطور إلى اتفاق شامل، أم أن الخيار المؤقت سيعود إلى طاولة التفاوض تحت ضغط الواقع السياسي والتقني.
اقرأ أيضا
الشرع يشعل الخلافات داخل العراق والانقسامات تضرب الإطار التنسيقي.. ما القصة؟