أحد أخطر الممرات البحرية.. الإمارات تكشف ملابسات تصادم ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز

شهدت سواحل الإمارات في بحر عمان، صباح أمس الثلاثاء، حادث تصادم بين ناقلتي النفط “أدالين” (Adalynn) التي ترفع علم أنتيجوا وباربودا، و”فرونت إيجل” (Front Eagle) التي ترفع علم ليبيريا، على بعد 24 ميلا بحرياً من خورفكان، بالقرب من مدخل مضيق هرمز الاستراتيجي.

بيان رسمي: الحادث عرضي ولا علاقة له بالوضع الأمني

ووفقا لبيان رسمي صادر عن وزارة الطاقة الإماراتية، اليوم الأربعاء، فإن التصادم نجم عن سوء تقدير ملاحي من إحدى السفينتين، نافية وجود أي مؤشر على ارتباط الحادث بتصاعد التوترات الإقليمية أو بعمليات تشويش إلكتروني.

ووصفت الوزارة الحادث بأنه غير أمني، مؤكدة أن السلطات الإماراتية قامت بإجلاء طاقم إحدى السفينتين دون تسجيل إصابات، مع الإبلاغ عن “تسرب نفطي بسيط” تمت السيطرة عليه.

تصادم بين “أدالين” و”فرونت إيجل” دون خسائر بشرية

ووقع التصادم بين الناقلة “أدالين” التي ترفع علم أنتيجوا وباربودا، و”فرونت إيجل” التي ترفع علم ليبيريا، ما أدى إلى اندلاع حريق محدود تمت السيطرة عليه في إحدى السفينتين.

وبحسب الجهات المختصة، لم يُسجل أي ضرر كبير في الهياكل أو تسربات بحرية مقلقة، كما تم إجلاء 24 شخصا من طاقم الناقلة “أدالين” إلى ميناء خورفكان بواسطة زوارق البحث والإنقاذ التابعة للحرس الوطني.

لا تهديد أمني وراء الحادث

ومن جهتها، شددت شركة “أمبري” البريطانية المختصة في أمن الملاحة البحرية، أن التصادم لم يكن نتيجة تهديد أمني، بل ناتج عن “خلل في الملاحة”، وذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة “بلومبرج”.

وأكدت الشركة أن الواقعة التي حدثت على بعد 22 ميلاً بحريا إلى الشرق من خورفكان لا تشير إلى عمل عدائي أو مرتبط بالصراع القائم بين إيران وإسرائيل.

وقالت مصادر ملاحية لـ”رويترز” إن الاصطدام وقع عندما اصطدمت سفينة بسفينتين كانتا تبحران بالقرب من مضيق هرمز، مستبعدة أيضا أي صلة مباشرة مع الوضع الأمني في المنطقة.

التشويش الإلكتروني يضع الملاحة في مهب الخطر

رغم عدم ارتباط الحادث بالتشويش الإلكتروني بشكل مباشر، فإن توقيت وقوعه يتزامن مع تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات التشويش على أنظمة الملاحة حول مضيق هرمز والخليج العربي.

ورغم أن وزارة الطاقة الإماراتية أكدت أن الاصطدام لا يرتبط مباشرة بالتشويش أو بالوضع الأمني، إلا أن الخبراء لا يستبعدون أن تؤثر هذه الظواهر التقنية المتزايدة على سلامة الملاحة في واحد من أكثر الممرات البحرية ازدحاما وحساسية في العالم.

وبحسب مصادر بحرية نقلتها “رويترز”، فإن تشويش الإشارات الملاحية أصبح يمثل تهديدا مباشرا لسفن الشحن والنفط، حيث تعطل أنظمة التوجيه المعتادة وتجبر السفن على الاعتماد على الرادار، ما يزيد من احتمالات الحوادث الملاحية، خصوصا في مناطق كثيفة الحركة مثل مضيق هرمز.

مضيق هرمز… شريان الطاقة العالمي في مرمى الخطر

يمر عبر مضيق هرمز، الواقع بين سلطنة عمان وإيران، نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، ما يجعله واحدا من أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم.

وتشير بيانات “فورتيكسا” لمعلومات الملاحة إلى أن ما بين 17.8 و20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات عبرت المضيق يوميا في العامين الأخيرين.

وتصاعدت المخاوف الدولية من أن يؤدي التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران إلى محاولة طهران إغلاق المضيق أو التأثير في حركة الملاحة، وهو ما أكده وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، مشددا على ضرورة بقاء المضيق مفتوحا لحماية استقرار التجارة العالمية.

تحذيرات من خبراء الشحن ورفع مستويات الحذر

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، حذّر خبراء شحن دوليون من تزايد مخاوف ملاك السفن من العبور عبر مضيق هرمز. وأفادت تقارير بأن بعض السفن بدأت بتعزيز تدابير الحماية، بينما ألغت أخرى رحلاتها كليا، مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

وأضافت وكالة “أسوشييتد برس” أن مئات السفن التجارية اضطرت خلال الأيام الماضية إلى استخدام الرادار بدلا من الأنظمة الرقمية المعتادة نتيجة التشويش الإلكتروني، ما ينذر بزيادة معدلات الحوادث ما لم تتم معالجة هذه المشكلة من خلال تعاون دولي حاسم.

اقرأ أيضا.. واتس آب يغتال قادة إيران تباعًا وطهران تنتبه أخيرًا وتحذر شعبها| القصة كاملة

الأمن الملاحي بحاجة إلى تنسيق دولي عاجل

ورغم تأكيد الإمارات أن الحادث البحري الأخير لا يشكل تهديدا أمنيا، فإن تزامنه مع تصاعد التوترات العسكرية واختلالات الملاحة الإلكترونية يوجه إنذارا دوليا بشأن أهمية حماية الممرات البحرية، خصوصا تلك التي تلعب دورا محوريا في استقرار سوق الطاقة العالمي.

وتبقى الحادثة تذكيرا صارخا بأن مجرد “سوء تقدير” قد يتسبب بأزمات كبرى في بيئة مشحونة بالتوتر الجيوسياسي، تستدعي تحركا مشتركا من قبل القوى البحرية والاقتصادية العالمية للحفاظ على حرية الملاحة وسلامة البحارة.

زر الذهاب إلى الأعلى