أدنوك تدرس بيع حصة في وحدة الغاز لتعزيز حضورها في السوق

القاهرة (خاص عن مصر)- تدرس شركة أدنوك العملاقة للطاقة المملوكة للدولة في أبوظبي بيع حصة في أعمالها في مجال الغاز، وهي الخطوة التي قد ترفع من مكانة الشركة في السوق وتجذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين، وفقا لبلومبرج.
أفادت مصادر مطلعة على الأمر أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تدرس بيع 3% إلى 5% من شركتها التابعة للغاز، أدنوك للغاز، وفي حين لم يتم الإعلان رسميًا عن الصفقة، فقد تقدر قيمة حصة 5% بنحو 3.5 مليار دولار، بناءً على الأداء السوقي الأخير لشركة أدنوك للغاز.
التوقيت المحتمل والتأثير السوقي
أشارت المصادر إلى أنه قد يتم الكشف عن الصفقة في الأيام المقبلة، على الرغم من أن القرار النهائي يعتمد على ظروف السوق، وإذا لم يكن التوقيت مناسبًا، فقد تختار أدنوك تأجيل البيع أو إلغائه تمامًا، وحتى الآن، ما تزال المناقشات جارية، ولم تؤكد الشركة أي تفاصيل محددة بشأن حجم الصفقة أو توقيتها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع نطاقًا لشركة أدنوك لزيادة السيولة في أسهم شركتها التابعة، حيث طرحت شركة أدنوك للغاز أسهمها للاكتتاب العام في عام 2023، وشهدت أسهمها منذ ذلك الحين ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 50%.
تتطلع الشركة، التي تحتفظ بحصة 95% في وحدة الغاز، إلى توسيع التداول الحر لأسهم أدنوك للغاز، ومن الممكن أن يؤدي البيع الناجح لهذه الحصة إلى تحسين فرص إدراجها في مؤشرات السوق العالمية الرئيسية بشكل كبير، وهو ما من المرجح أن يجذب تدفقات استثمارية سلبية.
اقرأ أيضا.. العلاقة المظلمة والخطيرة بين إسرائيل وحزب العمال الكردستاني في الشرق الأوسط
ظروف السوق واندفاع الاكتتاب العام
يأتي توقيت الصفقة المحتملة وسط فترة مزدحمة لمبيعات الأسهم في الإمارات العربية المتحدة، مع زيادة في كل من الاكتتابات العامة الأولية والمبيعات الثانوية.
ففي الشهر الماضي فقط، جمعت سلسلة متاجر التجزئة الكبرى التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، لولو ريتيل، 1.7 مليار دولار في طرح عام أولي في أبو ظبي.
وتستعد طلبات، وهي شركة تابعة لشركة دليفري هيرو إس إي، لطرح عام أولي بقيمة 1.5 مليار دولار في دبي.
ويصاحب هذا الارتفاع في نشاط الاكتتاب العام الأولي ارتفاع في مبيعات الأسهم الثانوية، كما يتضح من عمليات البيع الناجحة من قبل كيانات مثل أدنوك للحفر، وشركة الاتصالات السعودية، وأرامكو السعودية، والتي جمعت مجتمعة أكثر من 14 مليار دولار في عام 2024.
تعكس هذه الاتجاهات جاذبية المنطقة المتزايدة للمستثمرين العالميين واندماجها المتزايد في الأسواق المالية العالمية.
استراتيجية أدنوك لجذب المستثمرين
يُنظر إلى البيع المقترح لحصة في أدنوك للغاز على أنه خطوة استراتيجية من جانب الشركة لجذب مستثمرين جدد وزيادة سيولتها المحتملة.
يأتي البيع بعد خطوة مماثلة في وقت سابق من العام عندما باعت أدنوك جزءًا من حصتها في أدنوك للحفر، حيث اعتبر المحللون هذه الصفقة قرارًا استراتيجيًا لتحفيز التدفقات السلبية، نظرًا لجاذبية الشركات الكبرى المدرجة في المنطقة.
رفض متحدث باسم أدنوك التعليق على تفاصيل الصفقة المحتملة، بينما أحالت أدنوك للغاز الأسئلة إلى شركتها الأم.
ومع ذلك، يشير محللو السوق إلى أن هذه الخطوة قد تضع أدنوك للغاز في وضع أكثر ملاءمة في قطاع الطاقة العالمي، خاصة مع استمرار الإمارات العربية المتحدة في التركيز على توسيع أسواقها المالية.
قد يكون بيع حصة أدنوك المحتمل في أدنوك للغاز بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في قطاع الطاقة في الإمارات العربية المتحدة، مما قد يجذب اهتمام المستثمرين العالميين ويزيد من حضور وحدة الغاز في السوق.
بينما تسعى أدنوك إلى ترسيخ مكانتها في الأسواق المالية الدولية، فإن هذه الخطوة تتماشى مع الاتجاهات الأوسع في سوق الاكتتاب العام الأولي وبيع الأسهم الثانوية المتنامية في الشرق الأوسط.
في حين ما يزال التوقيت غير مؤكد، فإن الصفقة قد توفر لأدنوك فرصة جديدة لتعزيز مكانتها في السوق وجذب استثمارات جديدة.