أدوار معقدة.. عدد القوات الأمريكية في سوريا أكثر من ضعف العدد المعلن عنه سابقًا

القاهرة (خاص عن مصر)- في كشف مفاجئ، أعلن البنتاجون أن عدد القوات الأمريكية في سوريا عبارة عن 2000 جندي أميركي متمركزون حاليًا في سوريا – وهو أكثر من ضعف العدد الذي ذكره المسؤولون سابقًا.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، يسلط هذا الكشف، الذي شاركه اللواء بات رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاجون، الضوء على تأخير واضح في الشفافية بشأن أعداد القوات في منطقة تتسم بالتوترات الجيوسياسية والعسكرية الشديدة.

كشف الأرقام: الدبلوماسية والمخاوف الأمنية

صرح اللواء رايدر أنه لم يدرك العدد الفعلي للقوات إلا في يوم الإعلان، واصفًا الوضع بأنه “مؤقت” ويهدف إلى دعم مهمة البنتاجون لمنع عودة ظهور تنظيم داعش.

عزا رايدر التناقض في الأرقام إلى الحساسيات الدبلوماسية والأمن العملياتي، مشيرًا إلى أنه “نظرًا للاختلاف بين ما كنا نطلع عليه والعدد الفعلي، كان من المهم توفير الوضوح”.

أكد رايدر أن توقيت هذا الكشف لا يبدو مرتبطًا بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد في أيدي قوات المتمردين في أوائل ديسمبر.

ومع ذلك، يأتي ذلك وسط أنشطة عسكرية متزايدة من قبل القوى الإقليمية، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، بعد الإطاحة بالأسد.

اقرأ أيضا.. الجولاني نافيًا ارتباطه بالتطرف: نؤمن بتعليم المرأة وقضية استهلاك الكحول ليست من شأني

إرث نشر القوات الأمريكية في سوريا

لطالما كان الوجود العسكري الأمريكي في سوريا نقطة خلاف، في عام 2019، أمر الرئيس السابق دونالد جيه ترامب بسحب القوات الأمريكية، فقط لمراجعة قراره بعد أن أقنعه مسؤولون في البنتاجون، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك أ. ميلي، بترك قوة محدودة لحماية حقول النفط. واعترف ترامب علنًا بهذا المنطق، قائلاً: “نحن نحتفظ بالنفط”.

منذ ذلك الحين، حافظ البنتاجون على تقديرات متفاوتة للقوات، حيث ذكر في البداية 800، ثم 900، والآن الرقم المعلن عنه وهو 2000.

وتنتشر القوات عبر عدة قواعد، بما في ذلك قاعدة التنف ذات الأهمية الاستراتيجية بالقرب من الحدود السورية العراقية ومواقع في شمال شرق سوريا.

مهمة متعددة الأوجه: مكافحة داعش والدعم الإنساني

ركزت القوات الأمريكية، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، على مكافحة عودة داعش واحتجاز المسلحين لمنعهم من الانضمام إلى ساحة المعركة.

بالإضافة إلى ذلك، توفر القوات الأمريكية الأمن في مخيمات النزوح التي تؤوي النساء والأطفال، وكثير منهم أقارب لمقاتلي داعش المتوفين أو المعتقلين. غالبًا ما توصف هذه المخيمات بأنها أرض خصبة للتطرف، وتشكل تحديات لإدارة بايدن والحكومة العراقية، اللتين تنظران إلى السكان على أنهم عرضة للتلقين.

التداعيات والأسئلة المستقبلية

يؤكد هذا الكشف غير المتوقع على التحديات المستمرة في ضمان الشفافية في العمليات العسكرية الأمريكية في الخارج.

هذا يثير تساؤلات حول استراتيجيات الاتصال التي ينتهجها البنتاغون والتداعيات الأوسع نطاقًا للتدخل الأميركي المطول في المشهد السوري المتقلب. ومع تطور الموقف، سيتطور أيضًا التدقيق في السياسة الأميركية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى