أرامكو السعودية تتفاوض للاستثمار في مصفاتين جديدتين بالهند

جمال صلاح27 مارس، 2025

كشفت مصادر هندية مطلعة أن شركة “أرامكو السعودية”، أكبر مصدر للنفط في العالم، تجري مفاوضات للاستثمار في مشروعين لإنشاء مصفاتين جديدتين في الهند، في خطوة تهدف إلى تأمين منفذ مستقر لخامها في واحدة من أسرع الأسواق الناشئة نموًا عالميًا.

تأتي هذه المباحثات في وقت تسعى فيه الهند، ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط عالميًا، لتعزيز مكانتها كمركز عالمي لتكرير النفط، بينما تقلص الشركات الغربية طاقتها التكريرية لصالح التحول نحو الطاقة النظيفة.

محادثات استثمارية مع شركتين هنديتين

وأفادت المصادر، وفقًا لوكالة “رويترز”، بأن “أرامكو” تجري محادثات منفصلة للاستثمار في مشروع تابع لشركة “بهارات بتروليوم كوربوريشن” في ولاية أندرا براديش جنوب الهند، وآخر مقترح لشركة “النفط والغاز الطبيعي” في ولاية جوجارات غرب البلاد.

وتخضع الشركتان الهنديتان لسيطرة الحكومة. وحتى الآن، لم تصدر “أرامكو” أو الشركتان الهنديتان أي تعليق رسمي على هذه الأنباء.

تفاصيل المشروعين واستثمارات ضخمة

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن مشروع “بهارات بتروليوم” في أندرا براديش يستهدف استثمارات تصل إلى 11 مليار دولار لتطوير مجمع تكرير وبتروكيماويات، وفق تصريحات رئيس مجلس إدارة الشركة في ديسمبر الماضي، بينما لا يزال مشروع “النفط والغاز الطبيعي” في جوجارات في مراحله الأولية.

وأكد مصدران في قطاع التكرير أن المشروعين سيستمران بالتقدم، مشيرين إلى أن نجاحهما يعتمد بشكل كبير على العرض الذي ستقدمه “أرامكو”.

عرض “أرامكو السعودية” وخطط التوريد

واقترحت “أرامكو”، وهي شركة مملوكة للدولة السعودية، توريد كميات نفط تعادل ثلاثة أضعاف حصتها في كل مشروع، مع خطط لبيع إنتاجها إما في السوق الهندية أو عبر التصدير، ولكن تفاصيل إضافية حول حجم الاستثمار المحتمل أو إدارة المصفاتين لم تتضح بعد.

زيارة مودي المرتقبة وتطلعات الاتفاق

من جانب آخر، يتوقع أن يزور رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، المملكة العربية السعودية خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث أشار مصدر ثالث إلى سعي الدولتين للتوصل إلى اتفاق نهائي قبل هذه الزيارة.

ولم ترد وزارة الخارجية الهندية على طلب للتعليق لوكالة رويترز حتى الآن.

استثمارات “أرامكو السعودية” في الهند

وتسعى “أرامكو” منذ سنوات لدخول قطاع التكرير الهندي، ففي عام 2018، انضمت إلى تحالف شركات هندية لتطوير مصفاة وبتروكيماويات بطاقة 1.2 مليون برميل يوميًا في غرب الهند، لكن المشروع تأخر بسبب صعوبات في اقتناء الأراضي.

وفي 2019، وقعت اتفاقية غير ملزمة لشراء حصة 20% في أعمال تحويل النفط إلى كيماويات تابعة لشركة “ريلاينس إندستريز”، لكن الصفقة أُلغيت لاحقًا بسبب خلافات حول التقييم.

ووفي يناير الماضي، أعلن وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، عن خطط لبناء ثلاث مصافٍ جديدة بطاقة 400 ألف برميل يوميًا لكل منها، في إطار مساعي الهند لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة وتعزيز مكانتها في سوق التكرير العالمي.

الوسوم