أردوغان يتعهد بمواصلة القتال.. هل يسعي الرئيس التركي لإفشال مبادرة أوجلان؟

في خطوة قد تُهدد استكمال مبادرة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة العمليات العسكرية ضد “حزب العمال الكردستاني”، رغم إعلان الحزب وقف إطلاق النار استجابة لدعوة زعيمه .
وقال أردوغان خلال إفطار رمضاني في إسطنبول: “في حال لم يتم الإيفاء بالوعود وحصلت محاولة تأخير أو خداع.. سنواصل عملياتنا الجارية حتى القضاء على آخر إرهابي”.
مبادرة أوجلان ووقف إطلاق النار
قبل أيام، وجه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، رسالة دعا فيها إلى إنهاء العمل المسلح، مؤكدًا أن “زمن الكفاح المسلح قد انتهى” وأن الحل يجب أن يكون سياسيًا.
استجابةً لهذه الدعوة، أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال وقف جميع العمليات العسكرية، مؤكدةً أن مقاتليها لن ينفذوا أي هجمات ما لم يتعرضوا لهجوم.
تصعيد تركي رغم مبادرة أوجلان
رغم وقف إطلاق النار، لم تبدِ أنقرة أي استعداد لفتح قنوات حوار، بل واصل أردوغان التلويح بالخيار العسكري.
وخلال لقاء جمعه بعائلات جنود أتراك قتلوا في المواجهات مع الحزب، أكد أن بلاده “لن تتهاون في مكافحة الإرهاب”.
وتشير المعطيات إلى أن الحكومة التركية لم تتخذ أي خطوات لفتح مسار تفاوضي جاد، بل استمرت في شن غاراتها العسكرية ضد الحزب داخل تركيا وشمال العراق وسوريا.
ووفق مراقبين فإن الحكومة التركية عليها إثبات جديتها في ملف السلام مع حزب العمال الكردستاني خاصة بعد إعلام الحزب وقف العمليات العسكرية ضد تركيا واستعداده حل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة زعيمه ومؤسسه عبد الله أوجلان.
ويرى المراقبون أن الجانب الكردي ألقى الكرة في ملعب الدولة التركية لإثبات جديتها في إنهاء الأزمة المستمرة منذ عقود بالبلاد والتي راح ضحيتها قرابة 40 ألف شخص.
البعد السياسي للأزمة في تركيا
وفق تقارير، يواجه نظام أردوغان ضغوطًا داخلية بسبب تراجع الاقتصاد وارتفاع التضخم. وهو ليس جادًا في حل الأزمة الكردية في تركيا بل ربما يسعى لاستخدامها من أجل تبرير القيام بتعديل ستوري يسمح لأردوغان بالترشح لولاية جديدة لمواجهة أزمة أن الدستور الحالي الذي يمنعه من الترشح لولاية جديدة بعد 2028.
ويرى مراقبون أن حديث أردوغان عن تصعيد العمليات العسكرية يخدم أردوغان سياسيًا، إذ يمنحه مبررًا لتعزيز قبضته الأمنية، واستقطاب الناخبين القوميين في أي استحقاق انتخابي مقبل.
مستقبل مبادرة أوجلان
ووفق مراقبين ففي ظل غياب أي تجاوب رسمي من أنقرة، يبقى مصير مبادرة أوجلان غير واضح. فبينما يرى البعض أنها قد تمثل فرصة نادرة لإنهاء النزاع، يعتقد آخرون أن الحكومة التركية لن تتخلى عن النهج العسكري بسهولة، خصوصًا مع استمرار التوترات السياسية الداخلية.
اقرأ أيضًا: العمال الكردستاني يستجيب لدعوة أوجلان بوقف إطلاق النار.. ماذا عن تركيا ؟