أردوغان يقاضي أوزيل بعد إمام أوغلو.. هل يسعى الرئيس التركي لانتخابات بلا منافس؟

في خطوة جديدة تزيد من تعقيد المشهد السياسي في تركيا، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برفع دعوى قضائية ضد أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، بتهمة “الإهانة”.

وبحسب تقارير تأتي هذه الدعوى بعد تصريحات أدلى بها أوزيل وصف فيها الحكومة التركية بأنها “مجلس عسكري” قمعي. ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان أردوغان يسعى إلى تقليص نفوذ خصومه السياسيين في ظل التحديات السياسية التي تواجهه، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

إعلان

أردوغان يقاضي أوزيل

وكشفت وسائل إعلام أن المحامي حسين إيدين، الذي يمثل الرئيس أردوغان، أقام دعوى قضائية ضد أوزيل، زعيم الحزب المعارض، على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير خلال مؤتمر لحزبه المعارض. حيث وصف أوزيل الحكومة بأنها “مجلس عسكري يخاف من الانتخابات ويخاف من معارضيه”.

وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يعتبر أوزيل أن ما يحدث في تركيا يشكل تهديدًا كبيرًا للديمقراطية.

وبحسب تقارير، يبدو أن هذه الدعوى تهدف إلى تقييد الحريات السياسية وإحكام السيطرة على أي شخص قد يمثل تهديدًا للسلطة القائمة.

أردوغان ومحاولات إقصاء المعارضة

ووفق تقارير لا يعتبر استخدام النظام القضائي للتعامل مع خصوم أردوغان السياسيين أمرا غريبا في تركيا. فقبل أسابيع قليلة، تعرض رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، للسجن بتهم تتعلق بالفساد، وهو ما أثار جدلاً واسعًا داخل تركيا وخارجها.

كان إمام أوغلو يُعتبر المنافس الرئيسي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة. لكن مع سجن إمام أوغلو، ظهرت أسئلة حول ما إذا كان أردوغان يسعى إلى تقليص أي تهديد قد يطرأ على نظامه، خاصة مع تصاعد شعبية أوزيل في الشارع التركي.

أوزيل والاحتجاجات ضد أردوغان

منذ اعتقال إمام أوغلو في مارس الماضي، تمكن أوزيل من حشد مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع. وقد أظهرت هذه الاحتجاجات حجم التململ الشعبي من السياسات الحكومية.

وقد تمكّن أوزيل من تكوين صورة جديدة لنفسه كزعيم معارض قوي يتحدى الرئيس التركي علنًا. في حين أن أوزيل لم يعلن صراحة عن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن تعاطف الشارع معه في هذه الفترة العصيبة أصبح واضحًا.

 “إهانة الرئيس” سلاح أردوغان لمواجهة المعارضة

حسب تقارير تعد تهمة “إهانة الرئيس” سلاحًا قانونيًا استخدمه أردوغان ضد العديد من منتقديه طوال فترة حكمه. وتطال هذه التهمة في كثير من الأحيان الصحفيين والنشطاء السياسيين، بل وحتى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعبرون عن معارضتهم للرئيس.

هذه التهمة، التي تؤدي في بعض الحالات إلى السجن أو فرض غرامات ضخمة، تشكل أحد الأدوات التي يستخدمها النظام لإسكات أصوات المعارضة ومنعها من توجيه النقد للحكومة.

هل يسعى أردوغان لانتخابات رئاسية بلا منافس ؟

مع تصاعد شعبية أوزيل والمظاهرات التي اجتاحت تركيا في الآونة الأخيرة، يبدو أن الرئيس أردوغان يواجه تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على سيطرته على السلطة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في عام 2028، يطرح البعض تساؤلات حول ما إذا كان أردوغان يسعى إلى تنظيم انتخابات رئاسية “بلا منافس”، أي عبر القضاء على أي شخصية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا له.

وبحسب تقارير يبدو أن الضغط على المعارضين، سواء عبر قضايا قانونية أو عبر حملات إعلامية، جزء من استراتيجية أردوغان للحفاظ على سلطته.

ووفق مراقبون ففي ظل هذه التطورات، سيظل المشهد السياسي التركي في حالة توتر مستمر، مع تأكيد المعارضة على أنها لن تتراجع عن تحدي النظام، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل الديمقراطية في تركيا.

اقرأ أيضا

ترامب يدخل على خط الأزمة السورية.. هل تنجح وساطته بين تركيا وإسرائيل؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى