أسباب انتحار روبوت في كوريا| هل للإنسان يد في ذلك؟

في حادثة غير مسبوقة، تم العثور على روبوت يعمل في مجلس مدينة جومي في كوريا الجنوبية محطماً بعد سقوطه من أعلى درج، ووصف الحادث، الذي وقع قبل أسبوع، بأنه “أول انتحار لروبوت في البلاد”، حسبما أفادت تقارير وسائل الإعلام المحلية.

تفاصيل الحادث

وبحسب مجلس المدينة، تم العثور على الروبوت محطماً وملقى في بئر السلم بين الطابق الأول والثاني من مبنى المجلس، غي حين أفاد شهود العيان بأن الروبوت “كان يدور في مكان واحد كما لو كان هناك شيء ما” قبل وقوع الحادث.

ولا يزال السبب الدقيق للسقوط قيد التحقيق، وصرح مسؤول في مجلس المدينة بأن “القطع الناتجة عن تحطم الروبوت تم جمعها وستحلل من قبل الشركة المُصنعة للوقوف على أسباب الحادث الذي أودى به”.

وتثير هذه الواقعة الغريبة تساؤلات حول مفهوم “انتحار الروبوت”، حيث يتطلب الانتحار وعياً وفهماً بشرياً للإقدام على مثل تلك الخطوة، فما الذي يعنيه هذا بالنسبة للروبوتات؟ وكيف تتعامل الشركات مع تلك الحالات؟، وفقًا لوكالة “سكاي نيوز”.

اقرأ أيضًا: «إجزيتس مينا»: شراكة إستراتيجية في السعودية لتعزيز وجود «الشركات الصغيرة» من 20% لـ35%

انتحار الروبوت: الأسئلة المحيرة

ويطرح مفهوم “انتحار الروبوت” عدة تساؤلات أخلاقية وفنية معقدة، وهل يمكن للروبوت أن يُنهي حياته بنفسه؟ وهل هناك حالات تدمير ذاتي مبرمجة بناءً على مُدخلات معينة؟ وهل يمكن أن يكون هناك تدخل مباشر من الخوارزميات المزود بها الروبوت؟

وكان الروبوت جزءاً من موظفي مبنى البلدية، يساعد في تسليم المستندات اليومية، الترويج للمدينة، وتقديم المعلومات للسكان المحليين، ووفقاً لتقارير إعلامية، جاء انتحاره بناءً على ضغط العمل في ضوء زيادة ساعات عمله.

انتحار روبوت
انتحار روبوت

ردود الفعل

أثار “انتحار” الروبوت في كوريا تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تعليقات متفاوتة بين السخرية والتساؤلات حول عوامل حدوث ذلك، وأرجع البعض الأمر إلى خلل في التصنيع والبرمجة، أو إجراء مقصود في برمجة وخوارزميات الروبوت لتدمير نفسه ذاتياً في حال حدوث شيء غير عادي له، ولكن حتى الآن، لا يوجد تفسير رسمي واضح لهذه الواقعة وأسبابها.

وعلق المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، قائلاً: “انتحار الروبوت” هو تعبير مجازي يشير إلى سيناريوهات مختلفة حيث يدمر الروبوت نفسه.

ويثير هذا المفهوم أسئلة أخلاقية وفنية معقدة، ويمكن أن يحدث لعدة أسباب، وهي على النحو التالي:

التصميم المتعمد: قد تكون بعض الروبوتات مجهزة بآليات التدمير الذاتي، خاصة في التطبيقات العسكرية أو الاستخباراتية، لمنع التكنولوجيا أو البيانات الحساسة من الوقوع في الأيدي الخطأ.

الخلل الفني: يمكن أن يحدث التدمير الذاتي بسبب خلل فني أو خطأ في البرنامج، مما يؤدي إلى توقف الروبوت عن العمل أو تدمير نفسه عن غير قصد.

القرارات المستقلة: في سياقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، قد تتخذ الروبوتات قرارات مستقلة بناءً على خوارزمياتها، وقد يؤدي الخطأ في هذه الخوارزميات إلى التدمير الذاتي.

الحماية من الاختراق: قد تتم برمجة الروبوتات لتدمير نفسها إذا تم اكتشاف وصول غير مصرح به أو اختراق، وذلك لحماية المعلومات والأسرار التكنولوجية.

ومفهوم “انتحار الروبوت” يمكن أن يكون غير تقليدي ولكنه يُفسر بطرق مختلفة، من بينها التدمير الذاتي المبرمج لمنع سرقة التكنولوجيا أو لحماية البيانات الحساسة، وكذلك الفشل الذاتي الناتج عن خلل في البرمجة أو الأعطال التقنية. وفي ضوء الحادثة الأخيرة، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تعامل الشركات والمجتمع مع مثل هذه الحالات المستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى