أسرار تُكشف لأول مرة.. تكريم فرقة الإنذار الفضائي الأمريكية لدورها في حماية إسرائيل| ما القصة؟

كُرّمت فرقة “الإنذار الفضائي الحادية عشرة” التابعة للقوة الفضائية الأمريكية كأفضل وحدة في الخدمة لعام 2024، تقديرًا لدورها الحيوي في توفير إنذارات مبكرة دقيقة مكَّنت من التصدي لهجمات صاروخية إيرانية استهدفت إسرائيل.
وقد اختار “معهد ميتشل للدراسات الجوية والفضائية” هذه الوحدة نظرًا للدقة الاستثنائية في البيانات التي وفرتها خلال الهجمات.
فرقة الإنذار الفضائي الأمريكية تحمي إسرائيل
التكريم جاء نتيجة أداء الفرقة في توفير الإنذارات من الصواريخ الإيرانية عام 2024 وتحديداً في 13 أبريل، كرد مباشر على غارة نفذتها مقاتلات F-35 إسرائيلية استهدفت مبنى دبلوماسياً إيرانياً في العاصمة السورية دمشق قبل ذلك بأيام.
وأسفرت الضربة الإسرائيلية وقتئذٍ عن مقتل العميد محمد رضا زاهدي، أحد أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب عشرة إيرانيين آخرين، بينهم دبلوماسيون قدامى ونائب زاهدي، الجنرال حجي رحيمي.
وقد مثّلت هذه الغارة تصعيداً كبيراً في وتيرة العداء بين البلدين.
مع إطلاق الصواريخ الإيرانية، استقبلت مراكز عمليات الفرقتين 11 و2 للإنذار الفضائي مئات الإنذارات، حيث انطلقت أجهزة الإنذار نحو 300 مرة خلال دقائق معدودة.
- أعضاء الفرقة 11 الأمريكية للإنذار الفضائي خلال تكريمهم
تمرير المعلومات الدقيقة بسرعة فائقة
تولّت فرق من ست وحدات تتبع فرقة الإنذار الفضائي تحليل كل عملية إطلاق والتحقق من البيانات الدقيقة وتمريرها بسرعة فائقة، ما أتاح للقوات الإسرائيلية والبحرية الأمريكية على الأرض اعتراض عدد كبير من الصواريخ.
ووفق تقرير نشرته مجلة “ميليتري واتش”.. علّقت النقيب “أبيجيل فلانر”، ضابطة الأسلحة في الفرقة 11، على حجم الضغط خلال العمليات قائلة: “كانت تلك الهجمات غير مسبوقة، فقد واجهنا مئات الصواريخ خلال دقائق، مما أجبرنا على إعادة النظر في آلية عملنا بالكامل”.
وأضافت: “كان علينا أن نتعلم بسرعة كيف نتصدى لهذا النوع الجديد من التهديدات، لضمان أن نقدم أفضل تغطية ممكنة للإنذار والدفاع الصاروخي”.
نظام جديد تم تجربته وأثبت نجاحه
من جانبها، كشفت قائدة الوحدة، المقدم “أماندا مانشيب”، أن الهجوم جاء في وقت كانت فيه الفرقة تخضع لاختبار نظام جديد قيد التجربة.
وقالت: “لم يكن فريقنا يقيّم النظام الجديد فحسب، بل اضطر إلى اختباره عمليًا أثناء الهجمات. وقد أظهر الفريق أداءً رائعاً في التكيف مع النظام الجديد وتنفيذ المهام في ظروف نارية فعلية”.
الوعد الصادق
وقد شنت إيران ثلاث موجات من الهجمات الصاروخية على إسرائيل تحت مسمى “الوعد الصادق 1، 2 و3”.
كان ثانيها في الأول من أكتوبر رداً على غارة إسرائيلية على طهران واجتياح جنوب لبنان، بينما جاءت الثالثة في يونيو 2025 عقب ضربات جوية إسرائيلية واسعة النطاق على أهداف إيرانية.
تركيا شريكة إسرائيل في إسقاط النظام في سوريا
وأضاف تقرير “واتش ميليتري” أن هجمات أبريل 2024 تُعد نقطة تحول حاسمة في التصعيد، حيث أسهمت في تنسيق ناجح بين إسرائيل وشركاء استراتيجيين — أبرزهم تركيا — لإسقاط الحكومة السورية المتحالفة مع إيران في ديسمبر من العام نفسه، ما مهد لهجوم إسرائيلي أكبر على إيران في يونيو 2025.
معدلات اعتراض عالية بفضل الإنذار الفضائي
ورغم أن الضربات الإيرانية في يونيو كانت مدمّرة وأصابت منشآت حيوية وبنية تحتية داخل إسرائيل، فإن معدلات الاعتراض الإسرائيلية تحسنت بفضل بيانات الإنذار المبكر التي وفرتها رادارات THAAD التابعة للجيش الأمريكي، ومنظومة AEGIS البحرية، ونظام الإنذار الفضائي للقوة الفضائية، بالإضافة إلى قاعدة “كورجيك” الرادارية في تركيا.
ويُنظر إلى اعتماد إيران على ترسانتها الباليستية كوسيلة ردع أساسية ضد إسرائيل، لكن الدعم الأمريكي والتركي للمنظومات الدفاعية الإسرائيلية زاد من فرص تل أبيب في شن هجمات جديدة على خصمها الإقليمي الأكبر.
اقرأ أيضًا: أضخم 5 طائرات نقل عسكري في العالم .. المركز الأول والثاني لعمالقة السماء