أسطورة بايرن ميونخ ينتقد سوء الإدارة في النادي
في ظل صيف مخيب للآمال لم يشهد أي تعاقدات نوعية أو صفقات تعويضية حقيقية خلال الأسابيع الماضية، بدأت أصوات التشكيك ترتفع داخل نادي بايرن ميونخ حول كفاءة الإدارة الرياضية الحالية.
ورغم نجاح الفريق في استعادة لقب الدوري الألماني الموسم الماضي، إلا أن الاتجاه العام يبدو سالبًا، وسط تراجع واضح في جاذبية النادي وتذبذب نتائجه محليًا وأوروبيًا.
تراجع أوروبي ومحلي لبايرن ميونخ
خلال السنوات الخمس الأخيرة، لم يتمكن العملاق البافاري من تجاوز ربع نهائي دوري أبطال أوروبا سوى مرة واحدة فقط، ما يعكس فقدان القدرة التنافسية على أعلى المستويات.
أما على الصعيد المحلي، فقد بدأت هيمنة بايرن في الدوري الألماني تتآكل تدريجيًا، وهو مؤشر مقلق لجماهير النادي ومراقبيه على حد سواء.
ولا يقتصر التراجع على النتائج فحسب، بل إن بايرن لم يعد بنفس الجاذبية للاعبين الشباب والنجوم المحليين.
اقرأ أيضًا.. أرسنال يتحرك لتوجيه صدمة إلى ريال مدريد
فأسماء واعدة مثل فلوريان فيرتز وديزيري دوي رفضت عروض النادي، ما يعكس فقدان بايرن لمكانته كوجهة أولى للمواهب الألمانية.
يضاف إلى ذلك فشل النادي في إتمام عدد غير مسبوق من الصفقات هذا الصيف، مقابل استمرار لاعبين دون المستوى في تقاضي أجور مرتفعة دون تقديم الإضافة.
وفي ظل هذا الوضع، جاءت تصريحات المديرين الرياضيين، ماكس إيبرل وكريستوف فرويند، مخيبة لآمال الجماهير.
غياب الاستقرار الفني
الأسطورة الألمانية وأحد رموز النادي، أوليفر كان، تطرق في مقابلة مع قناة سكاي سبورت إلى الأسباب العميقة لهذا التراجع، قائلًا: “لقد تعاقب على الفريق العديد من المدربين، ومع كل تغيير تتبدل الأفكار والفلسفة، وكذلك ملامح التشكيلة، الأمر أشبه بهزة مستمرة تخلق حالة من عدم الاستقرار”.
منذ تحقيق الثلاثية التاريخية في موسم 2019/2020، تعاقب على قيادة بايرن أربعة مدربين: هانسي فليك وجوليان ناجلسمان وتوماس توخيل، والآن فينسنت كومباني.
وبالرجوع إلى السنوات العشر الأخيرة، يعتبر بيب جوارديولا المدرب الوحيد الذي أمضى أكثر من موسمين مع الفريق، في وقت يقال فيه إن الضغوط من مجلس الإشراف والتسرع في البحث عن النجاح الفوري تطيح بأي مشروع طويل الأمد.
كان، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي للنادي لعدة سنوات، لم يتنصل من المسؤولية، واعترف أن جزءًا من الأزمة الحالية يعود لقرارات إدارية خاطئة اتُخذت خلال تلك الفترة.
الأزمة تتطلب إعادة هيكلة شاملة
النتيجة اليوم هي نافذة انتقالات تعد من بين الأسوأ في تاريخ النادي الحديث، وسط سخرية وانتقادات من الإعلام والجماهير على حد سواء.
لم يعد بايرن وجهة الحلم كما كان، والخروج من هذا الوضع يتطلب إعادة هيكلة شاملة تبدأ من الإدارة العليا.
الطريق نحو استعادة المكانة المفقودة يجب أن يبدأ بالاستقرار الفني وتحديد فلسفة واضحة لإدارة الفريق وتطوير المواهب والتعامل مع الرواتب والخطط التكتيكية، ومن هناك، يمكن بناء مشروع رياضي مستدام يعيد النادي إلى سكة النجاحات.
فالجاذبية الحقيقية للاعبين لا تبنى فقط على الأموال، بل على المشروع، الهوية، والقدرة على التتويج.