أسلحة الردع في الجيش المصري.. من طائرات رافال إلى غواصات Type-209

على مدار العقود الماضية، تبنت مصر استراتيجية تسليحية تقوم على مبدأ الردع، أي امتلاك قدرات عسكرية تجعل التفكير في الاعتداء عليها أمرًا باهظ الكلفة لأي خصم محتمل.
أسلحة الردع في الجيش المصري
وباعتبارها صاحبة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وإفريقيا، استثمرت مصر في تطوير منظومات تسليحية متنوعة جوًا وبحرًا وبرًا، بعضها يتم الكشف عنه، وبعضها يظل في طي السرية العسكرية.
وفيما يلي أبرز أسلحة الردع التي تملكها القوات المسلحة المصرية، مع توثيق من مصادر عسكرية ومراكز تحليل عالمية.
القوات الجوية – الذراع الطويلة للردع
تمثل القوات الجوية المصرية أحد أعمدة الردع الأساسية، ويُنظر إليها باعتبارها من أقوى الأسلحة الجوية في المنطقة.
أهم الطائرات الردعية:
رافال Rafale: حصلت مصر على 24 طائرة فرنسية من هذا الطراز، وتم التعاقد على 30 طائرة أخرى يتم تسليمها خلال العام القادم، ليصبح العدد 54 مقاتلة رافال لتكتمل تتميز بقدرتها على تنفيذ ضربات عميقة بدقة عالية، وهي مزودة بصواريخ “ميتيور” و”سكالب” جوالة بعيدة المدى.
ميج-29 M/M2 : طائرات روسية حديثة متعددة المهام، مزودة بصواريخ “R-77” و”Kh-31” التي تضيف قدرة ردع ضد التهديدات الجوية والبحرية.
إف -16 – F-16: تمتلك مصر أكثر من 200 طائرة مقاتلة من طراز F-16 الأمريكية، وتم تحديثها لنظام block 52 مؤخراً.
القوات البحرية – الحارس الأمين للمصالح المصرية
البحرية المصرية تُصنّف ضمن أقوى 10 بحريات في العالم من حيث عدد القطع والتنوع، وتعتبر ركيزة مهمة للردع في ظل الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس والحدود البحرية الغنية بالغاز.
أبرز القطع البحرية الردعية:
حاملتا المروحيات “ميسترال”: مصر هي الدولة الوحيدة في إفريقيا والشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز، وتُستخدم كنقطة انطلاق للهجوم البرمائي وقيادة العمليات المشتركة.
غواصات Type 209/1400 الألمانية: قادرة على إطلاق صواريخ “هاربون” المضادة للسفن، وتعمل في سرية تامة، ما يجعلها من أخطر أدوات الردع البحري.
فرقاطات فريم FREMM والجويند Gowind: تمتاز بقدرات حرب إلكترونية وصواريخ مضادة للسفن والطائرات.
قوات الدفاع الجوي – الدرع الواقية
قوات الدفاع الجوي المصري تُعتبر رابع أقوى منظومة دفاع جوي في العالم حسب تصنيفات متخصصة.
أهم المنظومات:
بوك-M2 و تور-M2: منظومات متوسطة وقصيرة المدى، فعالة في مواجهة الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
NASAMS النرويجية (صفقة جديدة): منظومة دفاع جوي متكاملة، ستزيد من القدرة على حماية المنشآت الحيوية.
القوات البرية – العمود الفقري للردع التقليدي
رغم تغير طبيعة الحروب، فإن القوات البرية المصرية ما زالت تمثل قوة ردع حقيقية، مدعومة بآلاف الدبابات والمدرعات ووسائل النقل الحديثة.
أبرز الوسائل:
دبابة أبرامز M1A1/A2: إنتاج مشترك مع الولايات المتحدة، بأعداد كبيرة تزيد عن 1300 دبابة.
المدفعية الصاروخية: مصر تمتلك راجمات “ASTROS II” البرازيلية وأنظمة روسية الصنع.
القوة الصاروخية – سلاح الردع الإستراتيجي الصامت
رغم أن مصر لا تعلن رسميًا امتلاك صواريخ باليستية هجومية، ولكن تشير تقارير متخصصة إلى أن لديها قدرات صاروخية تكتيكية ضمن المدى المتوسط.
المناورات العسكرية – رسائل ردع حية للعالم
لا تقتصر قوة الردع على الأسلحة، بل تعتمد أيضًا على الكفاءة القتالية والتدريب المستمر، وهو ما تؤكده المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها القوات المسلحة المصرية على مدار العام.
أبرز المناورات:
مناورة “قادر 2020”: واحدة من أكبر المناورات في تاريخ مصر الحديث، شملت القوات الجوية والبحرية والبرية والدفاع الجوي، وأظهرت التنسيق العالي والقدرة على الانتشار السريع والضرب في العمق.
مناورة “النجم الساطع” (Bright Star): بالشراكة مع الولايات المتحدة ودول عربية وغربية، تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرات مصر على العمل ضمن تحالفات عسكرية.
مناورات مشتركة مختلفة مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة مثل السعودية والإمارات وقبرص واليونان وفرنسا وباكستان والهند وغيرها .. مما يؤكد استعداد مصر الكامل للتعامل مع أي تهديدات في الإقليم.
الردع أن تمتلك القدرة على منع العدو من مجرد التفكير في الهجوم عليك
ويقول اللواء د. نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، في تصريح لـ “خاص عن مصر” إن الردع ليس معناه أن لديك القدرة على الهجوم فقط، بل أن تمتلك القدرة التي تمنع العدو في مجرد التفكير في الهجوم عليك.
مؤكداً أن مصر تمتلك أسلحة تحقق لها الردع بكل وضوح من خلال سلاح القوات الجوية المتنوع، والدفاع الجوي الذي يعتبر من الأقوى عالميًا، بالإضافة لقدرات بحرية تتولى تأمين حدودنا ومصالحنا الاستراتيجية.
ويضيف اللواء سالم أن منظومة التسليح المصرية أصبحت متنوعة المصادر، وهذا يعد نقطة قوة، فالجيش المصري يجمع بين عدة مدارس عسكرية مختلفة مثل الرافال الفرنسية والميج الروسية، والـF-16 الأمريكية، وهذا التنوع يعطي القوات المصرية مرونة تكتيكية ومناعة ضد الحظر أو الابتزاز السياسي”.
كما أن امتلاك مصر للغواصات Type 209 الألمانية، وهي واحدة من أكفأ أدوات الردع البحري، خاصةً أنها تستطيع إطلاق صواريخ الهاربون تحت المياه، والميزة الأخرى هنا في السرية والقدرة على توجيه ضربات استباقية إذا لزم الأمر.
في النهاية، اعتمدت مصر في بناء قدراتها الردعية على تنوع مصادر السلاح، والتوازن بين التحديث المستمر والاحتفاظ بعقيدة قتالية هجومية دفاعية. ورغم أن الردع لا يُقاس بعدد السلاح فقط، فإن امتلاك مصر لهذه القدرات يجعل كلفة تهديد أمنها باهظة لأي خصم، ويعزز من مكانتها كقوة إقليمية تحترم التوازن وتمنع الانزلاق إلى الصراعات.
اقرأ أيضاً: الدفعة الثانية من الرافال.. مصر تتسلم أول طائرتين من أصل 30 مقاتلة