أشرف عبد الباقي لـ خاص عن مصر: قلبي ومفتاحه يعكس الواقع المصرى ودور شناوي غير نمطي ولا يشبهني

يواصل الفنان أشرف عبد الباقي تألُّقه في الدراما التلفزيونية من خلال دوره المميز في مسلسل “قلبي ومفتاحه”، حيث يجسد شخصية “شناوي” التي تشكل حجر الزاوية في الأحداث وتبرز كعامل توازن رئيسي في العمل.
أشرف عبد الباقي.. أدوار جادة وعميقة
بعد النجاح الكبير الذي حققه أشرف عبد الباقي في شخصية “تامبي” في مسلسل “جولة أخيرة”، يثبت مرة أخرى قدرته على تقديم أدوار جادة وعميقة، مليئة بالتفاصيل التي تجعل من كل شخصية تجربة فريدة.
التقينا أشرف عبد الباقي للحديث عن تجربته في المسلسل، وتعاونه مع المخرج تامر محسن، وأبرز التحديات التي واجهها خلال التصوير.
اقرأ أيضًا: صلاح عبد الله لخاص عن مصر: مشاهدي على الكرسي المتحرك الأصعب في وتقابل حبيب
ما الذي جذبك للانضمام لمسلسل “قلبي ومفتاحه”؟
أشرف عبد الباقي: عندما قدَّم لي المخرج تامر محسن سيناريو المسلسل، قرأته فورًا وأثار اهتمامي بواقعيته وقدرته على عكس الواقع المصري بشكل حقيقي.
المسلسل يحكي قصة أسرة مصرية بسيطة، ويُركِّز على شخصية محامي يتقاضى أجرًا بسيطًا جدًا يصل إلى 1500 جنيه، مع بعض الطعام كمكافأة، وهذا يتناقض تمامًا مع الصورة النمطية عن المحامين الذين يعتقد البعض أنهم ينتمون إلى طبقة غنية.
هذا الجانب الواقعي كان جذابًا للغاية بالنسبة لي، وأدركت أن رفض هذا الدور سيكون مستحيلاً، بالإضافة إلى ذلك، يتناول المسلسل قضايا اجتماعية مهمة تمس الواقع المصري بشكل عميق، وهو ما دفعني لقبول الدور.
وكان للتعاون مع المخرج تامر محسن تأثير كبير في قراري، فهو مخرج كبير وله تاريخ حافل بالكفاءة في تقديم أعمال درامية متميزة. بالتالي، كان من الطبيعي أن أكون جزءًا من هذا العمل.
هل توقعت النجاح الذي حققه المسلسل؟
لا يمكن لأي فنان التنبؤ بنجاح أو فشل عمل فني، وهدفي دائمًا هو تقديم عمل جيد، والنجاح هو نتيجة لطموحي في النهاية.
وكنت أركز على تقديم أفضل ما لديَّ، ورؤية ردود الفعل الإيجابية من الجمهور كانت تجربة رائعة ومُجزية للغاية.
ونجاح المسلسل أكد لنا أننا نجحنا في توصيل القصة بالطريقة التي كنا نأملها، وهذا شعور لا يوصف.
شخصية “شناوي” حجر الأساس في المسلسل، خاصة في علاقته بصديقه الذي جسده محمود عزب. كيف ترى هذه العلاقة؟
العلاقة بين “شناوي” وصديقه هي علاقة صداقة حقيقية وعميقة تتسم بالتضحية والإخلاص، و”شناوي” شخصية مستعدة لفعل أي شيء من أجل صديقه، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بنفسه.
وهذا ما ظهر جليًا في مشهد اعترافه على نفسه بموقف الخطاب الذي تم إرساله إلى حبيبته “مهجة”، وذلك لإنقاذ صديقه من بطش “أسعد” (الذي جسده دياب).
هذه الصداقة تتجاوز حدود العلاقة العادية، حيث يظهر “شناوي” استعداده للزواج من “مهجة” بناءً على قرار “أسعد”، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد الدرامي.
هذه التضحية والتفاني تجسد رسالة مهمة: أن الصداقة الحقيقية لا تعرف المستحيل، وأن التضحية من أجل الأصدقاء هي قيمة إنسانية سامية.
كيف ترى تطور علاقة “شناوي” مع “مهجة”؟
بالفعل، “شناوي” لم يكن ينوي الزواج من “مهجة”، ولكنه وجد نفسه مجبرًا على اتخاذ هذا القرار لحماية صديقه من بطش “أسعد”. كانت البداية مأساوية، لكنه مع مرور الوقت، وتطور الأحداث، تحول هذا الزواج إلى علاقة حب حقيقية.
“شناوي” و”مهجة” وجدا في بعضهما ما يبحثان عنه في رفيق الحياة، وهذا النوع من الحب يختلف تمامًا عن الرومانسية التقليدية. الحب في هذا السياق ليس بالضرورة شعلة عاطفية، بل هو نوع من التعوّد والارتباط العميق الذي ينمو مع الزمن، وهو ما يقدمه العمل بشكل جميل.
كيف كانت تجربتك مع المخرج تامر محسن؟
العمل مع المخرج تامر محسن كان تجربة غنية ومثيرة على كل الأصعدة، وتامر من أفضل المخرجين في الساحة الفنية، ويعرف كيف يبني حبكة درامية محكمة ويبرز نقاط القوة والضعف في الشخصيات.
قبل بدء التصوير، أجرينا جلسات مكثفة مع تامر، حيث وجهنا حول كيفية بناء تاريخ دقيق لكل شخصية، تعلمت منه كيفية إضفاء عمق إنساني على الشخصيات، وهو ما ظهر بوضوح في العمل، سواء من خلال شخصية آسر ياسين أو غيرها من الشخصيات التي تقدم تفاعلات معقدة ومتنوعة.
تامر يهتم بالتفاصيل بشكل كبير، بدءًا من المظهر الخارجي إلى التفاعلات النفسية لكل شخصية، وهذا ما ساهم في نجاح العمل وأعطى كل شخصية بعدًا إنسانيًا مميزًا.
ما الذي أضفته لشخصية “شناوي”؟
لا يمكنني أن أتحمل الفضل وحدي في بناء شخصية “شناوي”، فالفضل يعود إلى فريق العمل بأكمله، حيث عملنا معًا على التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بدءًا من اختيار الملابس التي تعكس طبيعة الشخصية، إلى طريقة تعامله مع بناته وأسرته.
“شناوي” هو شخص يضع احتياجات أسرته فوق كل شيء، وهذا يظهر في كل تصرفاته. ومع تطور الأحداث، حيث يبدأ “شناوي” بالعمل مع “دياب” ويحصل على دخل أكبر، تجسد هذا التغيير في ملابسه ومظهره العام، وكذلك في حالته النفسية والاجتماعية.
والفريق كان حريصًا على تقديم الشخصية بأدق تفاصيلها، وهذا هو السبب وراء شعور المشاهدين بأن شخصية “شناوي” واقعية ومقنعة للغاية.
هل ترى أي تشابه بينك وبين شخصية “شناوي”؟
الممثل لا يجب أن يعتمد على طباعه الشخصية عند تقديم أي دور، وأحرص دائمًا على الابتعاد عن شخصيتي الحقيقية والاندماج التام في الشخصية التي أؤديها.
وشخصية “شناوي” تختلف تمامًا عن أي دور قدمته سابقًا، ويتطلب كل دور دراسة متأنية وتحضيرًا عميقًا. هدفي هو إقناع الجمهور بشخصية الدور، وهذا يتطلب مني أن أعيش الدور بالكامل وأقدم أفضل ما لدي.
ما هي خططك وأعمالك القادمة؟
حتى الآن، لا يوجد عمل جديد يمكنني الإعلان عنه، لكنني دائمًا في انتظار الفرص الجديدة التي تتناسب مع طموحاتي الفنية.
وأحرص على اختيار الأدوار التي تتيح لي تقديم شيء مختلف ومميز، وإذا جاءتني الفرصة المناسبة، سأكون سعيدًا بالمشاركة فيها.