أضخم استثمار في تاريخها.. “أدنوك للغاز” الإماراتية تبرم عقودا بـ 5 مليارات دولار

في خطوة تعكس طموحا متزايدا لتعزيز مكانتها كمورد عالمي موثوق للطاقة، أعلنت شركة أدنوك للغاز عن ترسية عقود بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي لتوسعة أربع منشآت رئيسية لإنتاج ومعالجة الغاز الطبيعي.

وتشمل هذه العقود تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات وإدارة عمليات التشييد ضمن المرحلة الأولى من مشروع “تطوير الغاز الغني”، الذي يعد أكبر استثمار رأسمالي في تاريخ الشركة حتى الآن.

أدنوك للغاز الإماراتية تبرم عقودا بـ 5 مليارات دولار

وبحسب بيان صادر عن الشركة اليوم، فإن هذا الاستثمار يشكل الأساس لتطوير مكامن غاز جديدة تهدف إلى تعزيز صادرات الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يعزز من مرونة أدنوك في التفاعل مع التحولات العالمية في الطلب على الطاقة، لا سيما في ظل الحاجة المتنامية لمصادر طاقة أنظف.

منشآت استراتيجية تشمل حبشان وداس وبوحصا وعصب

ويشمل نطاق التوسعة أربع منشآت رئيسية وهي: حبشان، وبوحصا، وعصب، وجزيرة داس البحرية لتسييل الغاز. وتستهدف الشركة من خلال هذه التوسعات رفع الإنتاجية وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، ما يُمكّن أدنوك للغاز من تلبية الطلب المحلي المتزايد، ودعم استراتيجية الإمارات في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

ووفقا للبيان، تم ترسية الأعمال ضمن ثلاث حزم تمويلية، حيث ذهبت الحزمة الأولى بقيمة 2.8 مليار دولار إلى مجموعة وود البريطانية، لتطوير منشأة حبشان.

ورسيت الحزمة الثانية بقيمة 1.2 مليار دولار الخاصة بمنشأة جزيرة داس على تحالف منفصل، أما الحزمة الثالثة فذهبت إلى تحالف يضم شركتي “بتروفاك” و”كينت”، بقيمة 1.1 مليار دولار لتطوير منشأتي عصب وبوحصا.

نمو في الأرباح رغم تقلبات السوق

ورغم التحديات المرتبطة بانخفاض أسعار الغاز عالميا، أعلنت الشركة عن تحقيق صافي أرباح بلغ 4.7 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، متجاوزة بذلك توقعات السوق.

ويعود هذا الأداء إلى ارتفاع الطلب المحلي على الغاز، ما يُعطي دفعة قوية لتنفيذ خطط التوسع والاستثمار في البنية التحتية.

شراكات عالمية تعزز مكانة الإمارات كمصدر موثوق للطاقة

وتأتي هذه الخطوة بعد فترة قصيرة من توقيع أدنوك للغاز اتفاقيات توريد غاز طبيعي بقيمة 9 مليارات دولار مع مؤسسات عالمية كبرى مثل مؤسسة النفط الهندية وشركة جيرا للأسواق العالمية اليابانية، ما يسلط الضوء على التقدير الدولي المتزايد لموثوقية وقدرات الشركة الإماراتية في الأسواق العالمية.

ويتوقع محللون أن تعزز هذه المشاريع من القدرة التنافسية لأدنوك في السوق العالمية، خصوصا مع تخطيطها لاتخاذ قرارات استثمار نهائية إضافية في منشأتي حبشان والرويس خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيزيد من طاقتها الإنتاجية بأكثر من 1.8 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، رغم أن التنفيذ الكامل لهذه المرحلة متوقع في عام 2026.

اقرأ أيضا.. بدءا من اليوم.. السعودية تطلق موسم العمرة الجديد بعد نجاح استثنائي لـ حج 2025

نقلة نوعية في خارطة الطاقة الإماراتية

ويمثل هذا الاستثمار متعدد المراحل تحولا جذريا في خارطة الطاقة الإماراتية، عبر دعم الصناعات الوطنية، وخاصة قطاع البتروكيماويات، وتوفير موارد طبيعية محلية تخفف من الاعتماد على الاستيراد. كما تسعى أدنوك للغاز من خلال هذه التوسعات إلى خلق توازن بين التزامات التصدير والنمو الداخلي، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة في تنويع مصادر الدخل والطاقة.

استثمار يرسم ملامح مستقبل الغاز في الإمارات

تُعزز هذه العقود الجديدة الرؤية طويلة الأمد لأدنوك للغاز في أن تصبح لاعبا عالميا بارزا في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال، دون أن تغفل مسؤولياتها المحلية، وبفضل استراتيجية واضحة مدعومة بأرقام وأداء قوي، فإن الشركة تواصل السير بثبات في طريق التحول إلى واحدة من أكبر شركات الغاز المتكاملة في العالم.