أضخم 5 طائرات نقل عسكري في العالم .. المركز الأول والثاني لعمالقة السماء

شهد عالم الطيران تطورًا مذهلًا على مدار القرن الماضي، وتُعد الطائرات الضخمة أحد أبرز تجليات هذا التقدم، في هذا التقرير، نستعرض أضخم 5 طائرات نقل عسكري في العالم من حيث الحجم والقدرة، والتي رسخت مكانتها في التاريخ بصفتها رموزًا للهندسة والطموح البشري.
أضخم 5 طائرات نقل عسكري في العالم
- أنتونوف An-225 “مريا”: حلم الاتحاد السوفييتي عملاق
تتصدر الطائرة أنتونوف An-225 “مريا” قائمة أكبر الطائرات في العالم، وهي طائرة فريدة من نوعها حرفيًا؛ إذ لم يُصنع منها سوى طائرتان منهما نسخة واحدة فقط في الخدمة. اسمها يعني “الحلم” باللغة الأوكرانية، وقد جسّدت بالفعل حلمًا هندسيًا مذهلًا.
حلّقت “مريا” لأول مرة في 21 ديسمبر عام 1988، وبلغ وزن إقلاعها الأقصى نحو 640 طنًا (1,400,000 رطل)، بطول يبلغ 84 مترًا، وجناحين يمتدان إلى 88.4 مترًا، ما جعلها تتفوق على جميع منافسيها، ويمكنها حمل أكثر من 250 طناً.

كان من المخطط بناء نسخة ثانية، إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي حال دون إتمامها، ولا تزال هياكلها مخزنة في منشأة بمدينة كييف، في أوكرانيا.
وللأسف، دُمّرت النسخة الوحيدة من “مريا” خلال الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، حيث استُهدفت أثناء وجودها في مطار قرب كييف. وأعلنت شركة “أنتونوف” المملوكة للدولة نيتها إعادة بناء الطائرة بتكلفة 500 مليون دولار، تسعى لتحصيلها من روسيا.
أنتونوف An-124 “روسلان”: الشقيق الأصغر القوي
تأتي طائرة أنتونوف An-124 “روسلان” كواحدة من أعظم الطائرات في مجال الشحن الاستراتيجي، وهي أيضًا من تصميم مكتب “أنتونوف” السوفييتي الشهير بتصميماته العملاقة، وبحمولة تصل إلى 150 طناً.
تُعد “روسلان” من أثقل الطائرات التي أُنتجت على نطاق واسع، إذ صُممت لنقل الحمولات الضخمة، من طائرات أخرى إلى مركبات فضائية، وتتميز بتصميم الجناح العلوي وحجرة شحن فسيحة ذات فتحتين من الأمام والخلف، ما يسمح بتحميل وتفريغ البضائع بكفاءة عالية.

تمتلك الطائرة مدى طيران طويل، ما يجعلها مثالية لنقل المعدات الثقيلة بين القارات. واللافت أنها كانت بمثابة النموذج الأولي الذي اعتمد عليه لتطوير “مريا” الأكبر.
رغم أنها وُلدت في حقبة الحرب الباردة، لا تزال “أن-124” تخدم في العمليات التجارية والعسكرية حول العالم، بفضل تصميمها الخالد وقدراتها الاستثنائية.
لوكهيد C-5 “جلاكسي”: عملاق الجسر الجوي العسكري
في عالم الطيران العسكري، تبرز طائرة لوكهيد C-5 “جلاكسي” الأمريكية كواحدة من أكبر طائرات النقل العسكري في العالم، إذ صُممت لنقل معدات ثقيلة جدًا لمسافات بين قارات، وتبلغ حمولتها أكثر من 127 طناً.
وتتمتع هذه الطائرة بتصميم الجناح العلوي وأربعة محركات قوية، مع مساحة شحن يمكنها استيعاب دبابتين من طراز M1 أبرامز أو مروحيتين من طراز شينوك.

وتتميز بقدرات فريدة مثل إمكانية “الانحناء” لتسهيل تحميل البضائع، وقطع مسافات طويلة دون الحاجة للتزود بالوقود، فضلًا عن قدرتها على التزود بالوقود جويًا، وهي ميزة لا تتمتع بها أي طائرة في هذه القائمة.
دخلت الخدمة في أواخر الستينيات ولا تزال تلعب دورًا حيويًا في مهام الدعم العسكري والإنساني للجيش الأمريكي، بفضل عمليات التحديث المستمرة.
Antonov An-22 .. أنتنوف آن-22 السوفييتية .. طائرة بمحركات توربينية
بينما نعود لاستكشاف عالم الطيران العسكري والنقل الثقيل، تبرز أمامنا طائرة Antonov An-22 Antei كرمز فريد في عالم الطيران، حيث تحمل بفخر لقب أكبر طائرة تعمل بمحركات توربينية (تربوبروب) في العالم، بحمولة تصل إلى 80 طن.
وقد طوّرتها شركة “أنتونوف” السوفيتية الشهيرة، التي لطالما ارتبط اسمها بالإبداعات الهندسية في مجال الطيران العسكري والنقل الجوي.
دخلت “An-22” الخدمة في الستينيات، وسرعان ما اكتسبت شهرة واسعة بفضل تصميمها الفريد، الذي يعتمد على أربعة محركات ضخمة مزودة بمراوح مزدوجة الدوران (contra-rotating propellers)، وهو ما يمنحها قوة دفع هائلة وقدرة فائقة على رفع الأحمال الثقيلة.
ويُعَد هذا التصميم الاستثنائي شهادة على تفوق الهندسة السوفيتية في ذلك العصر.
صممت “أنتي” لأغراض نقل المعدات العسكرية والبضائع الضخمة، وقد زُوّدت بهيكل ضخم يركّز على الوظيفة أولًا، ما يجعلها أداة مثالية لنقل الشحنات الثقيلة أو الضخمة التي لا يمكن للطائرات التقليدية حملها.

لكن An-22 لا تعتمد فقط على حجمها أو قوتها، بل تتميز أيضًا بمرونة تشغيلية نادرة. فهي مزودة بباب خلفي ضخم يسمح بتحميل وتفريغ البضائع بسرعة وسهولة، مما يعزز كفاءتها التشغيلية، سواء في المهام العسكرية أو الإنسانية.
كما أن قدرتها على العمل من مدارج غير ممهّدة أو مطارات غير مجهزة يمنحها ميزة تكتيكية كبيرة، خصوصًا في البيئات النائية أو ذات البنية التحتية الضعيفة.
أيقونة نادرة ولكنها استثنائية
قد لا تكون Antonov An-22 من الطائرات المشهورة جماهيريًا مثل نظيراتها الحديثة، لكنها تظل رمزًا بارزًا في عالم طائرات الشحن العسكري، بفضل سجلها الطويل وتصميمها المميز. إنها طائرة لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن عمالقة النقل الجوي.
سواء في نقل المعدات العسكرية الثقيلة، أو دعم المهام الإنسانية، أو حمل الشحنات الضخمة ذات الأحجام غير النمطية، لا تزال “أنتي” تبرهن على ما يمكن أن تحققه العبقرية الهندسية حين تتلاقى مع متطلبات الواقع العالمي للطيران.
طائرة C-17 Globemaster III الأمريكية
تُعد طائرة C-17 Globemaster III واحدة من أبرز طائرات النقل العسكري في العالم، وقد طُوّرت خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات من قبل شركة ماكدونيل دوغلاس لصالح سلاح الجو الأمريكي، قبل أن تنتقل حقوق إنتاجها إلى شركة “بوينغ” بعد الاندماج في عام 1997.
وتأتي الطائرة بحمولة أكثر من 77 طناً.
وتحمل الطائرة اسمها من إرث سابق يعود إلى طائرتين تاريخيتين هما Douglas C-74 وC-124 Globemaster II.

انطلقت فكرة تطوير C-17 اعتمادًا على الطائرة التجريبية YC-15، التي صُممت في السبعينيات كناقلة جوية صغيرة. وكان الهدف هو استبدال الطائرة Lockheed C-141 Starlifter وتغطية بعض المهام التي تقوم بها الطائرة الأضخم C-5 Galaxy.
لكن البرنامج شهد صعوبات تقنية وتأخيرات أدت إلى خسائر بلغت نحو 1.5 مليار دولار خلال مرحلة التطوير. ورغم التأخير، أتمّت أول طائرة C-17 رحلتها الأولى في 15 سبتمبر 1991، ودخلت رسميًا الخدمة في سلاح الجو الأمريكي في 17 يناير 1995.
شاركت طائرات C-17 في مختلف العمليات العسكرية الكبرى، مثل عملية الحرية الدائمة في أفغانستان وعملية حرية العراق، إلى جانب دورها المحوري في الاستجابة للكوارث الإنسانية مثل زلزال هايتي 2010، وفيضانات السند في باكستان عام 2011، وزلزال تركيا وسوريا عام 2023.
تطور كبير في النقل العسكري الجوي
لقد شهد قطاع الطيران تطورًا لا يُضاهى، والطائرات العملاقة التي استعرضناها هنا ما هي إلا دليل حي على هذا التقدم .. ورغم تغيّر الاتجاهات الصناعية، لا تزال بعض هذه الطائرات تؤدي أدوارًا محورية في مجالات النقل والشحن والدفاع.
رحلت بعض الأساطير، مثل “مريا” السوفييتية، لكنها تركت إرثًا خالدًا. في الوقت ذاته، تستمر الصناعة في تطوير تصاميم جديدة تكسر حواجز الحجم والسرعة والكفاءة.
اقرأ أيضاً.. أوكرانيا تتعلم من حربها مع روسيا.. ابتكار ذخائر ذكية “مضادة للتشويش” لا تعتمد على الـGPS