أغلب البريطانيين يؤيدون إجراء تحقيق وطني في فضيحة عصابات الإغواء

القاهرة (خاص عن مصر)- كشف استطلاع رأي حديث أن أغلبية كبيرة من البريطانيين يطالبون بإجراء تحقيق وطني جديد في فضيحة عصابات الإغواء.

وجد استطلاع يوجوف، الذي كلف به مركز سياسة المرأة ونشرته تليجراف، أن أكثر من ثلاثة أرباع الجمهور يؤيدون إجراء المزيد من التحقيقات في الاستغلال الجسدي لصغار السن الذي ترتكبه عصابات الإغواء.

موقف الجمهور من إجراء تحقيق جديد

يشير الاستطلاع، الذي شمل 2533 بالغًا، إلى أن 76% من السكان يعتقدون أن إجراء تحقيق وطني ضروري.

والجدير بالذكر أن هذا الشعور يمتد عبر الانقسامات السياسية، حيث يؤيد التحقيق 84% من أنصار المحافظين، و91% من ناخبي الإصلاح في المملكة المتحدة، و63% من ناخبي حزب العمال.

لا يتفق سوى 13% من البالغين، بما في ذلك جزء صغير من ناخبي حزب العمال، مع موقف الحكومة القائل بعدم الحاجة إلى مزيد من التحقيق.

اكتسبت الدعوة إلى إجراء تحقيق جديد زخمًا بعد دعوات عامة متكررة، بما في ذلك من شخصيات بارزة مثل الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك.

تسلط النتائج الضوء على القلق العام المتزايد بشأن هذه القضية، مع تأكيد المدافعين على الحاجة إلى العدالة والشفافية فيما يتعلق بالإخفاقات النظامية في معالجة عصابات التهييج في المملكة المتحدة.

الضغوط تتصاعد على كير ستارمر

تضع نتائج الاستطلاع ضغوطًا متزايدة على زعيم حزب العمال السير كير ستارمر، الذي عارض إطلاق تحقيق جديد، يتناقض موقف السير كير مع الطلب الواسع النطاق لإجراء تحقيق وطني، حتى أن بعض الساسة العماليين يدفعون من أجل اتخاذ إجراء.

يأتي رفضه لدعم تحقيق آخر في أعقاب سلسلة من الأحداث، بما في ذلك التصويت في مجلس العموم حيث تم توجيه نواب حزب العمال لرفض اقتراح المحافظين بإجراء تحقيق قانوني في الاستغلال الجسدي التاريخي للصغار، هُزم الاقتراح بأغلبية 253 صوتًا.

تنبع معارضة السير كير للتحقيق الجديد من اعتقاده بأن الضحايا يحتاجون إلى إجراءات فورية بدلاً من التأخير الناجم عن المزيد من التحقيقات.

في أعقاب التصويت، ظل موقف رئيس الوزراء ريشي سوناك حذرًا، حيث زعمت رئاسة الوزراء أن الحكومة يجب أن تركز على تنفيذ التوصيات الصادرة عن التحقيق المستقل لعام 2022 بقيادة البروفيسور أليكسيس جاي.

ومع ذلك، يزعم منتقدو هذا الرأي أن تحقيق جاي لم يتناول على وجه التحديد عصابات التهييج وتأثيرها على الضحايا.

اقرأ أيضا.. السفير الأمريكي في الصين.. بكين متحالفة مع وكلاء الفوضى

الانقسامات داخل حزب العمال بشأن القضية

لا يشارك جميع شخصيات حزب العمال موقف السير كير، يوم الخميس، تحدى آندي بيرنهام، عمدة مانشستر الكبرى من حزب العمال، الخط الحزبي بالدعوة إلى تحقيق وطني محدود في قضية عصابات التهييج.

أيد البعض طلب بيرنهام بإجراء تحقيق جديد لكن رفضه آخرون، بما في ذلك وزيرة الثقافة في حكومة الظل لحزب العمال، ليزا ناندي، جادلت ناندي، التي عارضت دعوات بيرنهام، بأنه سيكون من الصعب تبرير تحقيق آخر دون تنفيذ نتائج التحقيق السابق أولاً.

لقد دفعت مقاومة الحكومة للتحقيق الجديد البعض إلى التساؤل عما إذا كانت القضية يتم تهميشها. اقترحت البارونة هارييت هارمان من حزب العمال إجراء “تحقيق صغير” أكثر استهدافًا لمعالجة دور العرق والانتماء العرقي في قضايا عصابات التجهيز.

اقترحت هارمان أن هناك حاجة إلى دعم أفضل لعمال المجلس والشرطة وخدمة الادعاء العام لضمان عدم تجاهل الضحايا بسبب الحساسيات الثقافية أو المخاوف من اتهامات العنصرية.

آراء الخبراء حول القضية

أبرزت باولا ديانا، رئيسة مركز سياسة المرأة، أن الطلب المتزايد على التحقيق يعكس القلق الوطني الخطير بشأن عصابات التجهيز والحاجة إلى المساءلة، وزعمت أن نتائج الاستطلاع يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للمسؤولين الحكوميين الذين يقاومون معالجة القضية بشكل أكثر شمولاً.

بالإضافة إلى ذلك، تسلط تعليقات هارمان الضوء على التعقيدات الثقافية التي تنطوي عليها معالجة قضايا عصابات التجهيز، وأشارت إلى حالات سابقة حيث اتُهم أعضاء البرلمان الذين أثاروا مخاوف بشأن التجهيز بالعنصرية، وبالتالي تعقيد الجهود لمواجهة المشكلة.

إن هذا النقاش يسلط الضوء على التوتر بين الحفاظ على الحساسية الثقافية واتخاذ إجراءات قوية ضد الاستغلال الجسدي للصغارل، حيث يؤكد الخبراء على الحاجة إلى اتباع نهج متوازن للعدالة.

الطريق إلى الأمام

مع تنامي الدعم الشعبي للتحقيق الوطني، يبقى أن نرى ما إذا كان المسؤولون الحكوميون سيعيدون النظر في موقفهم.

إن المطالبة بالعدالة والمساءلة من جانب الضحايا وعامة الناس على نطاق أوسع قد تجبر في نهاية المطاف على تغيير الأولويات السياسية.

في الوقت الحالي، يستمر النقاش حول أفضل مسار للعمل، حيث يزعم أنصار التحقيق أن الوقت قد حان لإجراء مراجعة شاملة لعصابات الإغراء منذ فترة طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى