أكبر عملية نزوح منذ نكسة 67.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟

تشهد الضفة الغربية، منذ أسابيع، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق أفضى إلى نزوح نحو 40 ألف فلسطيني من منازلهم، في أكبر عملية تهجير من نوعها منذ حرب 1967.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن هذا النزوح الذي أثر على مدن وقرى شمال الضفة الغربية جاء نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، التي تستهدف ملاحقة “المسلحين” حسب الرواية الإسرائيلية.

نزوح الضفة الغربية

وبحسب تقارير، فقد اضطر آلاف الفلسطينيين إلى البحث عن مأوى في منازل الأقارب أو اللجوء إلى مدارس، مساجد، بل وحتى الأكواخ في المناطق الريفية.

وتزعم إسرائيل أن حملتها العسكرية تهدف إلى ملاحقة الأشخاص الذين نفذوا أو يخططون لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في مدن مثل جنين وطولكرم وطوباس.

في حين يرى الفلسطينيون أن العمليات العسكرية ليست مجرد ملاحقة للمسلحين، بل خطوة في اتجاه تهجيرهم نهائيا وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي التي تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية.

نزوح الضفة والنكبة

وتزداد المخاوف بين الفلسطينيين من أن هذه الحملة العسكرية قد تكون جزءًا من خطة “غير معلنة” لتهجيرهم بشكل دائم، وهي فكرة تثير قلقا عميقا بسبب أوجه التشابه بينها وبين أحداث النكبة التي وقعت عام 1948، حين تم طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم.

ومن بين النازحين حاليًا، هناك العديد ممن ينحدرون من عائلات لاجئة كانت قد فرت من ديارها خلال سنوات النكبة.

تدمير البنية التحتية

بحسب التقارير فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تقتصر على القتال المباشر، بل تطال أيضا البنية التحتية الأساسية.

فقد دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المباني في المناطق التي اجتاحتها، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء، مما أدى إلى تدهور ظروف الحياة في المخيمات والأحياء المكتظة بالسكان. في بعض الحالات، تعرضت مرافق المياه للتلوث بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي.

حلم العودة

وفيما يتعلق بالعودة إلى منازلهم، يواجه النازحون صعوبة بالغة في العودة، نظرا لتدمير العديد من المباني وهدمها بشكل شبه كامل، ما يترك العديد منهم دون مأوى مناسب.

ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بتدمير عشرات المباني، إلا أنه يصر على أن عمليات النزوح لم تكن نتيجة سياسة رسمية، بل مجرد “إخلاء مؤقت” لمناطق معينة من قبل الجنود الإسرائيليين.

شهادات فلسطينية تكذب الرواية الإسرائيلية

لكن في الواقع، يشير الشهود من الفلسطينيين إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت مكبرات الصوت لتوجيه أوامر إخلاء جماعية، مما يثير تساؤلات حول نية إسرائيل في هذه العمليات.

كما يعتقد البعض أن الهدف من هذه الحملة هو دفع اللاجئين من المناطق الشمالية للضفة الغربية إلى المناطق الوسطى، مما يساهم في محو المخيمات الفلسطينية الموجودة في تلك المناطق.

سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية

من جانبهم، يرفض المسؤولون الفلسطينيون تبريرات الجيش الإسرائيلي، مشيرين إلى تصريحات من مسؤولين إسرائيليين يدعون إلى تشجيع نزوح الفلسطينيين وتفكيك السلطة الفلسطينية.

ووفق مراقبون فإن هذه التطورات تثير القلق بشأن المستقبل السياسي والإنساني للضفة الغربية، التي تشهد تحولًا في نمط السيطرة الإسرائيلية، حيث باتت تقترب من نموذج مشابه لما يحدث في قطاع غزة.

مخطط  إسرائيل لضم الضفة الغربية

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد عززت من سيطرتها العسكرية في الضفة الغربية، بعد تولي الحكومة الحالية السلطة في عام 2022.

وتزايدت المخاوف من نية الحكومة اليمينية المتطرفة في استكمال مساعيها لضم الأراضي الفلسطينية بشكل كامل، مما يهدد مستقبل الحلول السلمية ويرسخ من وضع الاحتلال العسكري الإسرائيلي في تلك المنطقة.

 

اقرأ أيضا

عودة يهود سوريا.. حاخام يتجول في دمشق بعد 33 سنة من التهجير

زر الذهاب إلى الأعلى