أكبر معرض في العالم.. المتحف المصري الكبير يبدأ عصر جديد للآثار والسياحة في مصر
مع استهداف مصر لجذب 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، فإن افتتاح المتحف المصري الكبير يتماشى تمامًا مع هذه الأهداف الطموحة
القاهرة (خاص عن مصر)- بعد أكثر من 20 عامًا من التطوير، فتح المتحف المصري الكبير أبوابه أخيرًا عند سفح أهرامات الجيزة، ليمثل تحولًا هائلاً في المشهد الثقافي والسياحي في مصر، وفقا لتقرير نشرته صنداي تايمز.
صمم المهندسون المعماريون المقيمون في دبلن هينجان بينج هذه التحفة المعمارية الضخمة، وهي الآن أكبر متحف أثري في العالم، حيث تغطي مساحة مذهلة تبلغ 872000 قدم مربع. ومع ذلك، كما يعكس الكاتب أنتوني ساتين ببلاغة، في حين يمثل المتحف المصري الكبير فصلاً جديدًا للكنوز الثقافية في مصر، فإنه لا يقلل من سحر وجاذبية المتحف المصري التاريخي في ميدان التحرير في القاهرة.
يحتل متحف التحرير، وهو مبنى وردي اللون شهير مليء بإحدى أكثر المجموعات غير العادية في العالم، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون، مكانة مميزة في قلب تاريخ مصر. ومع ذلك، فإن المتحف القديم، المصمم لاستيعاب بضع مئات فقط من الزوار في كل مرة، لا يمكنه ببساطة تلبية متطلبات السياحة الحديثة.
ومع استهداف مصر لجذب 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، فإن افتتاح المتحف المصري يتماشى تمامًا مع هذه الأهداف الطموحة، حيث يقدم تجربة متطورة تنافس المؤسسات العالمية الأخرى.
أقرا أيضا.. مصر تبهر الجماهير العالمية بتجربة خماسية الأبعاد في احتفال نصر أكتوبر
صالات عرض زمنية وهندسة معمارية مذهلة
يعكس هيكل وتخطيط المتحف المصري الكبير رحلة رمزية عبر تاريخ مصر، حيث يأخذ الزوار في استكشاف زمني يمتد لأكثر من 3000 عام. تتتبع الصالات الاثنتي عشرة بدقة التاريخ المصري القديم من المملكة القديمة عبر المملكتين الوسطى والحديثة إلى الفترات اليونانية الرومانية، وتنظم المجموعات في أقسام موضوعية حول “المجتمع” و”الملكية” و”المعتقدات”. يسمح هذا الترتيب للزوار باكتساب فهم أوضح لتطور مصر، مما يجعل المتحف وجهة مثالية لكل من المتحمسين لأول مرة والمتحمسين.
عند دخول المتحف المصري، يستقبل الزوار تمثال شاهق للفرعون رمسيس الثاني، وهو مشهد رائع تم نقله من محطة السكة الحديد الرئيسية في القاهرة، مما يضفي جوًا رائعًا على ما يكمن وراءه.
كما يزيد الدرج الفخم من روعة المكان، حيث يضم منحوتات لأشهر حكام مصر، وتوابيت، وآلهة تصطف على طول الطريق نحو منظر بانورامي لأهرامات الجيزة. وكما يلاحظ المرشد كريم موسى، فإن هذه الرحلة تمثل “ممرًا من هذه الحياة إلى الأبدية”، يرمز إلى انتقال النيل من السهول الفيضية الخصبة إلى هضبة الجيزة.
الفن القديم في ضوء جديد
من أبرز ما يميز مجموعات المتحف المصري الكبير هو معرض كنوز الملكة حتب حرس. كانت هذه القطع مخبأة سابقًا في غرفة جانبية مظلمة في المتحف القديم، وهي الآن تقف بكامل مجدها، حيث يتم عرض كل قطعة بدقة مع إضاءة محسنة. يعكس كرسي الملكة، والتابوت المصنوع من المرمر، وصندوق المجوهرات المصمم بدقة، مدى تطور الحرف اليدوية المصرية القديمة.
بالنسبة لكاتب صنداي تايمز أنتوني ساتين، فإن سحر المتحف المصري الكبير لا يكمن فقط في عروضه الرائعة ولكن أيضًا في تصويره للحياة اليومية للمصريين القدماء. ومن بين القطع الأثرية الأقل شهرة قطع من الحجر عليها رسوم توضيحية لأزواج، ومرايا تعكس وجوهًا من آلاف السنين الماضية، ورموز الآلهة الحامية. تستحضر هذه الأشياء اليومية ارتباطًا إنسانيًا عميقًا يتردد صداه بعمق مثل التماثيل العظيمة والكنوز الملكية.
مستقبل التراث الثقافي المصري
على الرغم من أن جزءًا كبيرًا من مجموعة توت عنخ آمون لا يزال في متحف التحرير، فإن النهج الشامل للمتحف المصري الكبير لعرض الآثار المصرية يعكس رؤية مصر لمستقبل تراثها الثقافي. من المقرر أن يجذب هذا المتحف، الذي يعمل كقطعة مركزية في التوسع السياحي في مصر، ملايين الأشخاص.
ومع ذلك، مارست إدارة المتحف المصري الكبير تقديرها، وتجنبت الافتتاح الكبير وسط الصراعات المستمرة في فلسطين ولبنان. وعلاوة على ذلك، يمكن للزوار أن يتوقعوا مشاهد أعظم في المستقبل عندما يصل قناع توت عنخ آمون الذهبي وقارب خوفو الشمسي – وهو قارب من خشب الأرز بطول 42 مترًا – إلى المتحف المصري الكبير.
مع تحديث مصر لنهجها في الحفاظ على التراث، سيستمر المتحف المصري التاريخي في خدمة أولئك الذين يتوقون إلى لقاء حنين وحميم مع ماضي مصر. يعبر ساتين نفسه عن عاطفة عميقة تجاه الغرف المتعرجة والمتشعبة في مؤسسة التحرير، حيث يمكن للمرء أن يتعثر على قطع أثرية غير متوقعة تستحضر غموض ورومانسية التاريخ المصري.
المتحف المصري الكبير معلم ثقافي جديد للأجيال القادمة
يقف المتحف المصري الكبير كشهادة على التزام مصر بالحفاظ على تراثها القديم وعرضه مع تبني الحداثة. من خلال هذه المؤسسة البارزة، تأمل مصر في إعادة إشعال الانبهار العالمي بماضيها ودفع صناعة السياحة إلى آفاق جديدة.
بالنسبة للزائرين من جميع أنحاء العالم، يقدم المتحف المصري الكبير تجربة غامرة فريدة من نوعها تمزج بسلاسة بين الاحترام التاريخي والأناقة الحديثة – تحفة معمارية تؤطر تاريخ مصر، حرفيًا، على خلفية أهرامات الجيزة الخالدة.