أكثر 10 دول في حوادث الطائرات التجارية المميتة منذ عام 1945

صنَّفت رسم بياني، أعدته شركة تحليل الطيران “آيرو سيفتي نيتورك”، الدول حسب عدد حوادث الطائرات التجارية المُميتة المسجَّلة منذ عام 1954.
أظهر التصنيف أن الولايات المتحدة شهدت حوادث تحطم مميتة أكثر بكثير من أي دولة أخرى، تليها روسيا والبرازيل وكندا وكولومبيا والمملكة المتحدة وإندونيسيا وفرنسا والمكسيك والهند.
تتعلق هذه الأرقام فقط بحوادث الطائرات المدنية (باستثناء الطائرات العسكرية وطائرات رجال الأعمال وعمليات الاختطاف وغيرها من الحوادث الإجرامية)، ومن ثَمَّ تعكس إلى حد كبير مدى كثافة استخدام المجال الجوي التجاري للدولة.
ووفقا لتقارير آيرو سيفتي نيتورك لا يُعدّ ارتفاع إجمالي الحوادث مؤشرًا بالضرورة على ضعف السلامة اليوم؛ بل غالبًا ما يرتبط بارتفاع أحجام حركة المرور في العقود السابقة، أو اتساع المناطق الجغرافية، أو تقادم البنية التحتية، أو فترات ضعف اللوائح التنظيمية.
فيما يلي نظرة أعمق إلى أخطر الحوادث في كل دولة”:
1. الولايات المتحدة الأمريكية – احتلت المرتبة الأولى بحوالي 870 حادثًا مميتًا للطائرات التجارية منذ عام 1945. وكانت مأساة رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 191 عام 1979 مأساة كبرى، عندما فقدت طائرة دي سي-10 محركها أثناء إقلاعها من شيكاغو، مما أدى إلى تحطمها ومقتل 273شخصًا.
2. روسيا (بما في ذلك الاتحاد السوفيتي السابق) – احتلت المرتبة الثانية بحوالي 544 حادثًا مميتًا. وكان أسوأها رحلة إيروفلوت رقم 3352 عام 1984، عندما اصطدمت طائرة من طراز توبوليف 154 بمركبات الصيانة في أومسك لأن أحد المراقبين كان نائمًا وأُطفئت الأضواء؛ ولقي 178 شخصًا حتفهم.
3. البرازيل – احتلت المركز الثالث بحوالي 193 حادثًا مميتًا. وكان أخطرها رحلة تام رقم 3054 في عام 2007، حيث تجاوزت طائرة إيرباص A320 مدرجًا مبللًا في مطار كونجونهاس واصطدمت بمستودع ومحطة وقود، مما أسفر عن مقتل 199 شخصًا.
4. كندا – احتلت المركز الرابع بحوالي 191 حادثًا مميتًا. يُعد حادث رحلة الخطوط الجوية الكندية رقم 797 في عام 1983 حادثًا بارزًا: حيث أدى حريق في دورة المياه إلى وميض كهربائي بعد الهبوط، مما أسفر عن مقتل 23 راكبًا. دفعت هذه المأساة إلى تركيب أجهزة كشف الدخان الإلزامية في دورات المياه، وإضاءة طوارئ على مستوى الأرض، وتدريب مكثف على مكافحة الحرائق لطواقم الطيران.
5. كولومبيا – الخامسة بحوالي 185 حادثًا. كان أسوأها حادثة رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 965 عام 1995، حيث تسبب خطأ ملاحي في تحطم طائرة بوينج 757 في جبل بالقرب من كالي، مما أسفر عن مقتل 159 شخصًا من أصل 163 شخصًا كانوا على متنها.
6. المملكة المتحدة – السادسة بحوالي 110 حوادث. كان أخطر حادث غير إرهابي شهدته هو حادثة رحلة BEA رقم 548 (كارثة ستينز) عام 1972، عندما تعطلت طائرة ترايدنت بعد أن سحب القبطان أجهزة التحكم الأمامية قبل أوانها، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 118 شخصًا. أدى هذا الحادث إلى تغييرات كبيرة في تدريب الطيارين وأنظمة الحماية من التعطل.
7. إندونيسيا – السابعة بحوالي 106 حوادث. برزت حادثة رحلة آدم إير رقم 574 عام 2007: ركز الطيارون على مشاكل الملاحة وفشلوا في مراقبة الأجهزة عند فصل نظام الطيار الآلي، مما تسبب في سقوط طائرة 737-400 في البحر، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 102 شخصًا. تلا ذلك تدقيق تنظيمي وإصلاحات تدريبية، بما في ذلك إيقاف شركة الطيران عن العمل وتعزيز الرقابة.
8. فرنسا – ثامنة بعدد حوادث بلغ حوالي 105 حوادث. كان الحادث الأكثر دموية هو رحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم 447 عام 2009؛ حيث تعطلت طائرة إيرباص A330 فوق المحيط الأطلسي بعد تجمد أنابيب بيتوت الخاصة بها واستجابة الطاقم بشكل غير صحيح، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 228 شخصًا. أوصت هيئة تحليل المخاطر والتحليلات (BEA) بإعادة تصميم مجسات بيتوت، وتحسين منطق تحذيرات التعطل، وتعزيز التدريب على الطيران اليدوي على ارتفاعات عالية.
9. المكسيك – تاسعة بعدد حوادث بلغ حوالي 102 حادث. كان حادث رحلة إيرومكسيكو رقم 498 عام 1986 من الحوادث الكبرى، عندما دخلت طائرة بايبر PA-28 المجال الجوي الخاضع للمراقبة واصطدمت بطائرة DC-9 أثناء هبوطها قرب لوس أنجلوس؛ مما أسفر عن مقتل 67 شخصًا على متن الطائرتين و15 شخصًا على الأرض.
10. الهند – العاشرة بحوالي 95 حادثًا. يُعد حادث تصادم تشاركي دادري الجوي عام 1996 الأسوأ في البلاد: اصطدمت طائرة بوينج 747 سعودية وطائرة من طراز إليوشن 76 كازاخستانية قرب دلهي بعد أن هبط الطاقم الكازاخستاني دون الارتفاع المخصص لهما، مما أسفر عن مقتل جميع ركاب الطائرتين وعددهم 349 شخصًا.
اقرأ أيضًا.. الصين تطلق دعمًا بنصف مليار دولار لزيادة أعداد المواليد.. هل تنجح بكين في إنقاذ جيلها؟
لماذا تتصدر هذه الدول القائمة؟
تتصدر الولايات المتحدة وروسيا القائمة بشكل كبير لامتلاكهما شبكات محلية ضخمة، ولكونهما رائدتين في مجال الطيران التجاري. في خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، شهد المجال الجوي الأمريكي حركة مرور غير مسبوقة بلوائح أقل صرامة، مما أدى إلى وقوع العديد من الحوادث.
بالمثل، أدت المساحة الجغرافية الشاسعة للاتحاد السوفيتي، وطائراته القديمة، ووسائل الملاحة المحدودة، إلى العديد من الحوادث. كما تتمتع البرازيل وكندا وكولومبيا بمساحات جغرافية شاسعة وتاريخ حافل بتشغيل أساطيل قديمة.
بالنسبة لدول مثل إندونيسيا والهند، تجاوز التحرير السريع للسفر الجوي في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين القدرة التنظيمية والبنية التحتية، مما أدى إلى وقوع حوادث حتى لحقت بها الإصلاحات. يشمل الرقم المرتفع للمكسيك كارثة سيريتوس عام 1986، التي وقعت في المجال الجوي الأمريكي، ولكنها تُحسب ضمن بلد الناقل.
تحسن في سلامة الطيران العالمية
على الرغم من الأرقام التاريخية القاتمة، أصبح الطيران التجاري آمنًا بشكل ملحوظ. أفاد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أن عام 2024 شهد سبع حوادث مميتة فقط من أصل 40.6 مليون رحلة جوية؛ وتحسن معدل الحوادث (1.13 حادث لكل مليون رحلة جوية) عن متوسط السنوات الخمس، وحقق عام 2023 معدلًا منخفضًا قياسيًا بلغ 0.80 حادث لكل مليون رحلة جوية.
كانت حوادث الاصطدام بالذيل والانحراف عن المدرج هي الحوادث الأكثر شيوعًا، وليست حوادث تحطم كارثية. وأشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن معدل الحوادث على المدى الطويل قد انخفض من حادث واحد لكل 456000 رحلة جوية في الفترة 2011-2015 إلى حادث واحد لكل 810000 رحلة جوية خلال الفترة 2020-2024.