أمريكا تدفع بحاملة الطائرات “جيرالد فورد” إلى المتوسط.. رسالة ردع أم استعداد لحرب؟

أعلنت البحرية الأمريكية في 24 يونيو 2025 انطلاق مجموعة حاملة الطائرات الضاربة “جيرالد ر. فورد” (CSG-12) من قاعدة نورفولك نحو منطقة القيادة الأوروبية الأمريكية (EUCOM).

هذا التحرك العسكري يُبرز الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للبحر الأبيض المتوسط، في ظل بيئة دولية مضطربة تتخللها تحديات أمنية متعددة، من أوروبا الشرقية وحتى الشرق الأوسط.

أمريكا تدفع بأقوى تشكيل بحري في مهمة استراتيجية بالبحر المتوسط

في عملية انتشار جديدة تُعد من بين الأضخم والأكثر تطورًا في تاريخ البحرية الحديثة، وتعد خطوة تعكس تصعيدًا واضحًا في الاستعدادات العسكرية الغربية، لمنطقة الشرق الأوسط.

تُعد “جيرالد ر. فورد” أحدث وأضخم حاملة طائرات أمريكية، وتمثل قمة التطور التكنولوجي في مجال الحرب البحرية، من حيث قدرة الإقلاع الكهرومغناطيسي، والأنظمة الإلكترونية المتقدمة، وعدد الطلعات الجوية الأعلى من أي طراز سابق.

وتتكون المجموعة الضاربة من وحدات بحرية متكاملة تشمل الجناح الجوي الثامن (CVW-8)، وسرب المدمرات الثاني (DESRON-2)، إضافة إلى خمس مدمرات من طراز “أرلي بيرك”، بينها “تشرشل” و”ماهان”، ما يمنحها قدرات واسعة في الحرب الجوية، الإلكترونية، ومكافحة الغواصات.

دور محوري في الأمن الجماعي للناتو

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس يشهد وجود حاملتي طائرات أمريكيتين إضافيتين في الشرق الأوسط، ما يُشير إلى توزيع مدروس للقوة البحرية الأمريكية عبر المسارح العملياتية المختلفة.

وتُعزز مجموعة فورد، بقدراتها المتعددة المجالات، استراتيجية الردع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، لا سيما في ظل استمرار التوتر مع روسيا، ووجود تهديدات غير تقليدية على الجناح الجنوبي للحلف، خاصة في مناطق البحر الأسود وسواحل شرق المتوسط.

رسالة إلى إيران

تاريخيًا، أثبتت مجموعة “فورد” فاعليتها خلال الأزمات، إذ لعبت دورًا حاسمًا في دعم الاستقرار شرق المتوسط عام 2023 إبان التصعيد في سوريا ولبنان.

واليوم، يُنظر إلى هذا الانتشار كإشارة واضحة موجهة لخصوم واشنطن، سواء في أوروبا الشرقية أو في مناطق التوتر في الشرق الأوسط كإيران.

وبحسب تصريحات الأدميرال بول لانزيلوتا، فإن المهمة مصممة “لتنفيذ عمليات متعددة المجالات، مستدامة، أينما تطلب الأمر”.

ذراع هجومية وتكنولوجية متقدمة

يتميّز جناح فورد الجوي بتركيبة هجومية متكاملة تشمل مقاتلات F/A-18E/F “سوبر هورنت”، وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G “جراولر”، وطائرات الإنذار المبكر E-2D، ومروحيات MH-60R/S.

مما يُمكّن المجموعة من تنفيذ طيف واسع من المهام، من الدفاع الجوي، إلى عمليات الهجوم البحري ومكافحة التهديدات الجوية غير المأهولة، كما تستفيد المجموعة من بنية تكنولوجية فريدة تشمل أنظمة رادارية متقدمة.

نقطة تحول في السياسة العسكرية الأمريكية؟

يعزز هذا الانتشار الوجود الأمريكي المتقدم، ويعكس إعادة تموضع استراتيجي في الهيكل العسكري الأمريكي، في وقت يشهد العالم تحولات جيوسياسية حادة.

ويُرجح محللون أن واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة مزدوجة: طمأنة الحلفاء في أوروبا، وتذكير الخصوم بقدرة البحرية الأمريكية على فرض سيطرتها في أي مكان من العالم.

في ظل المشهد الجيوسياسي المتغير، تمثل مجموعة “جيرالد فورد” الضاربة ليس فقط استعراضًا للقوة، بل مركز عمليات بحرية قادر على التأثير الفعلي في موازين القوى، وفرض وقائع جديدة على الأرض وفي البحر، ونشره/ا في المنطقة يعطي رسائل متعددة .. إما بتوجيه رسالة ردع، أو الاستعداد لعملية عسكرية قادمة.

اقرأ أيضاً.. في العيد الـ55 للدفاع الجوي المصري.. قصة إسقاط الفانتوم وسر حائط الصواريخ

زر الذهاب إلى الأعلى